كتابات خاصة

ابتهالات المقاوم

أحمد الرافعي

رباه إجعلني سيفاً في قبضة الحق، لا خِنجراً في يد الباطل
اجعلني في خدمة الأجيال لا سائسَ خيلٍ عند (الآل).
رباه إجعلني سيفاً في قبضة الحق، لا خِنجراً في يد الباطل
اجعلني في خدمة الأجيال لا سائسَ خيلٍ عند (الآل).
رب إروِ ظمأ اليمن من معين دمي، وانسج من خيوط روحي وردة الصباح لليمنيين.
ربِّ لا تنحني جبهتي لغير كبريائك، ولا يسيل لعابي لغير عطائك.
امنح قومي من إحتراقي جذوة ًيصطلون بها في ليالي السير الدامسة الباردة.
إلهي: أطفئ صوت الخوف في قلبي، واجعل في قلبي النور ومن رصاصتي النور وفي عزيمتي النور..
إن علمت ياعليم أن عبدك سيصبح سادناً في معبد الظلام فاقبض هذه الروح إليك. 
اقبضها يا الله وامنحني الرحمة.
رحماك.. رحماك؛ روحي لا تحتمل كل هذا العار.
قُضبان السجون ألطف من نوافذ القصورالعالية الغادرة.
والرضوخ أشد برداً من بلاط السِّجن 
وأنين الجراح أخفُّ وطأة من جسد متعافٍ إختار الإنحناء
وهذا التشرد أهون من الإقامة تحت ضل الإمامة.
رب اكتب لي رضاك
ما عجلتُ إليك إلا لترضى، ولا تركتُ مالي وتجارتي إلا لترضى، ولا استبدلت المسكن الدافئ  بالتراب إلا لترضى، ولا غابت بسمة مولودي الأول عني وراء الهضاب والجبال إلا لترضى.
تعلم يا من لايغيب عليك شيئ إن أم عبدالرحمن تقاسي لواعج الشوق وهتافات الحنين كل مساء وتعلم أنها لم تطلب مني العودة أو سكبت دمعها.
ربِّ بدموع كل زوجة تعاني الفراق وكل طفل يهفو إلى الحضن
وكل ابنة تشتاق منذ عامين إلى صوت العائد في المساء 
بكل قلب أمٍ تهزُّ آهاته عرشك ولا يحرك شعرةً منهم
بكل أبٍ حرموه احتضانة ولده
ربِّ بكل الآهات التي تصعد من سجون الظلمة
وبكل دمٍ يُسفح في أنحاء هذه البلدة الطيبة
وبكل عهدٍ غدروا به
وكل خديعة ٍنسجوها تحت جنح الظلام
بكل قرشٍ حرامٍ ملأوا به خزائنهم
بكل بيتٍ فجروه، بكل أعراس الجراح التي اثخنوا بها ارواحنا.
بكل طوفان قَهر وبحرٍ ملأوا مراكبه بالشرور.
 بكل وردة محبةٍ داسوها.
بكل أنينٍ احتفوا به ودمعةٍ سخروا منها
وكل حُلمٍ خنقوه..
 رب بكل الكوابيس التي أحاطونا بها في نهارنا والليالي
بكل فاجعة تشهدها أنت كل يوم:
اكتب لنا النصر
يارب اكتب لنا النصر
حاشاك أن تنسى كل ما فعلوه بنا، وحاشاك أن تُذهب تضحياتنا أدراج الرياح
ربِّ اليمن بحاجةٍ اليَّ وأنا في مسيس الحاجة للصبر واليقين الذي يسندني في الليالي الحالكة
ربِّي: امسح بيدك الحنونة على قلبي المُنهك، وأمطر على قلبي قطرات الطمأنينة والرضا
ربِّ اني أكره الحرب غير أني أمقت الظلم
عجزت يا الله أن أستسيغ حياة الذل والصمت والعبودية
أنت خلقتني هكذا. قل لي: إنك ترضاني عبداً لغيرك! وسأترك طريق النضال.
عيونك يابصيرُ أوثق الشهود على المنكرات التي تتحرك بخفِّه ممن يلصقون اسمهم باسمك
وأنا عبدك الذي نذر نفسه لمنازلة هذا الظلم.
كن معي كن معي يالله
لو ألحقت بنا الهزيمة فلن يكون اليمن محراباً للخير والعدالة
هل ترضى أن أحيا تسوقني العِصِيِّ أو مقوداً في سيارة المشرف
أو شاهد زور في أيام الفساد والخطيئة؟!
رب سبحانك أن تبخل على قلبي المتضرع إليك.
إلهي: املأ لحدي بالرضا عما فعلت، واحفظ أحبابي من بعدي.. يارب سلوى وزينب ومحمد وعبدالرقيب وعبدالرحمن أمانة عندك.. ووالدي ديعةً عندك.
 ووفق رفقاء الطريق للوفاء لنا.
من جعل من أجداثنا سلالم نحو الارتزاق فارمِ قلبه باللعنة
ربِّ لا تمنحه شرف الجندية في جيش الخير، ونظف صفوف المقاومة منه
اجعل احتضاري شهقة المستقبل الوليد الصاعد نحو الضوء والمجد
يا الله ما أردنا شيئاً من نعيم الدنيا سوى النعيم لشعبنا.
أسمعني في قبري صوت حوافر خيلهم التي تحمل بيارق النصر
أنا ماضٍ إليك.. انتظرني ياالله. أنا في الطريق إليك
انتظرني..
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى