كتابات خاصة

حاميها حراميها

حسن عبدالوارث

قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: الأرض يا مولاي أجدبت هذا العام، والقمح شَحَّ في بيوت العوام.
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: اِخرجْ من كنوز بيت المال، ما يكفي لاصلاح سوء الحال.
قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: الكنوز في بيت المال يا مولاي لن تفي، حتى أموال قارون لن تكفي. قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: الأرض يا مولاي أجدبت هذا العام، والقمح شَحَّ في بيوت العوام.
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: اِخرجْ من كنوز بيت المال، ما يكفي لاصلاح سوء الحال.
قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: الكنوز في بيت المال يا مولاي لن تفي، حتى أموال قارون لن تكفي.
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: فماذا تراه من رأي سديد، في أمر هذا الضيق الشديد؟
قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: بذرة الجور يا مولاي وبؤرة الفساد، هما سبب الجوع وبلاء البلاد.


قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: أسوار مدينتكم يا مولاي حصينة، وقلاع حصونكم مصونة رصينة.
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: الحمد والشكر لله ومن بعده لجنودي، الذين سيَّجوا ثغوري وبحاري وحدودي.
قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: الخطر الداهم يا مولاي ليس القادم من الثغور، انما القائم داخل الدُّور.
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: أيُّ خطر تزعم وتقصد؟ وهل له مخابراتي ترصد؟
قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: القضاء الفاسد يا مولاي وجور النافذين، هو مصدر الظلم في كل حالٍ وحين.


قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: عاث الرعاع فساداً يا مولاي وسادت الحِرابة، واستشرى الارهاب وشاع قانون الغابة.
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: اكتبْ لكبير العَسَس أن ينشر الشرطة، واطلبْ من رئيس البصَّاصين أن يضع للأمر خُطَّة.
قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: الشرطة في المدينة يا مولاي أكثر من الأهالي، والمخبرون جائلون في الحواري طوال الليالي.
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: اذن كيف شاعت الجريمة برغم كل هؤلاء المخبرين؟ ، ولماذا عجزَ العَسَس عن ضبط أحد المجرمين؟
قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: لأن كثرة العدد وحدها لا تضمن الاستقرار، فحاميها يا مولاي حراميها حيناً وبعض الحين حامي الأشرار.


قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: الناس يا مولاي تقتات من الزبالة، وحاشيتك تقتات قات النبالة.
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: امنعوا القات في جميع الأسواق، وانشر الخبر في المذياع والأبواق.
قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: القات يا مولاي ليس أُسّ المشكلة، انما أبو صعصعة وأبو قعقعة وأبو حنظلة.
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف: أقِمْ على السارق الحُجَّة والدليل، لنأمر بمحاكمته وهو صاغر ذليل.
قال بيدبا الفيلسوف لدبشليم الملك: الأمر لا يحتاج دليلاً ولا اِسما، ومن لا يُبْصِر من الغربال يا مولاي أعمى.


و.. ما زال البحث مستمراً عن بيدبا الفيلسوف حتى هذه اللحظة!
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى