(تقدير موقف) أبعاد تحرير المخا من الحوثيين عسكرياً وسياسياً
استعادت القوات الحكومية اليمنية ميناء المخا الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، وهو التقدم النوعي البارز منذ انتهاء مشاورات الكويت مع الحوثيين وحزب الرئيس السابق في أغسطس/آب 2016م.
يمن مونيتور/ تقدير موقف/ خاص:
استعادت القوات الحكومية اليمنية ميناء المخا الاستراتيجي المطل على البحر الأحمر، وهو التقدم النوعي البارز منذ انتهاء مشاورات الكويت مع الحوثيين وحزب الرئيس السابق في أغسطس/آب 2016م.
وفي السابع من يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأت معركة تحرير المناطق الغربية لمحافظة تعز والساحل الغربي لليمن، بعملية أطلق عليها “الرمح الذهبي” بإشراف مباشر من الرئيس عبدربه منصور هادي، ونائبه علي محسن الأحمر، وبإسناد من قوات التحالف العربي، تمكنت خلالها القوات الحكومية من السيطرة على منطقة “ذوباب” الساحلية، ومعسكر العمري ومناطق ومواقع أخرى غربي المحافظة وصولاً إلى ميناء المخا.
والهدف الرئيسي لعملية “الرمح الذهبي” طرد الحوثيين من المناطق المطلة على البحر الاحمر على ساحل يمتد بطول نحو 450 كلم، عبر استعادة مدينة المخا قبل التقدم نحو الحديدة ومنطقة ميدي القريبة من الحدود السعودية.
وترتبط العمليات في المخا بتحقيق تقدم استراتيجي في الجهة المقابلة شمالي الساحل الغربي للبلاد في ميناء ميدي وحرض، حيث تشير القوات الحكومية إلى تحقيق تقدم محدود بسبب انتشار الألغام.
وقال مصدر عسكري في ميدي لـ”يمن مونيتور”، فضل عدم الكشف عن هويته، إنهم يستعدون لعملية نوعية واسعة في حرض ميدي وصولاً إلى ميناء الحديدة مع إعلان تحرير المخا من الحوثيين، وستكون بكفاءة عالية-حسب وصفه.
وتهدف الحكومة اليمنية إلى تطويق الحوثيين ومنع وصول الدعم للجماعة المسلحة عبر البحر فالتقارير تؤكد استمرار تدفق شحنات الأسلحة الإيرانية عبر البحر إلى الحوثيين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم. كما أن السيطرة على الميناءين الاستراتيجيين يعني تجفيف الإيرادات المالية التي تصل للحوثيين عبر استخدام الموانئ، فيما تمكن استعادتها للميناءين من إيرادات جديدة تمكنها من الوفاء بالتزاماتها.
وتمكنت القوات الحكومية بتحرير “المخا” من تأمين كامل لمنطقة باب المندب حيث الممر الحيوي للتجارة العالمية، بالرغم من تهديد الحوثيين أمس الأول (السبت 21يناير/كانون الثاني) باستهداف بوارج التحالف العربي وأي سفينة شحن لا تفعل التعارف الدولي في عرض البحر، لكن أياً من تهديدات الحوثيين لم تتم مع تحرير الميناء اليوم الاثنين.
كما أن تحرير مدينة المخا يعطي دفعة استراتيجية قوية لتحرير مدينة تعز من المسلحين الحوثيين وإيقاف وصول تعزيزاتهم العسكرية من الجهة الغربية حيث تصل أغلب التعزيزات عبر الخط الساحلي قادمة من حجة والحديدة والمحويت.
وأمس الأحد أعلن الحوثيون عن إرسال مقاتلين جدد إلى جبهات القتال من المحويت وحجة وبلدة بني الحارث في صنعاء بعد دورة عسكرية استمرت أيام لمجندين معظمهم من الأطفال، حسب ما شاهد “يمن مونيتور” عرضهم ومناوراتهم القتالية على تلفزيون “المسيرة” الناطقة باسم الجماعة المسلحة.
ومع تقدم القوات الحكومية في ميناء المخا واشتداد ضغط الجبهات شرقي صنعاء ومعقل الحوثيين في صعدة إلى جانب بلدة “بيحان في شبوة” وفي بلدات غربي مدينة تعز، وافق الحوثيون على إرسال ممثليهم في لجنة “التهدئة” إلى الأردن ثم مدينة ظهران الجنوب السعودية خلال لقاء مع المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد في صنعاء التي غادرها اليوم.
ونقل تلفزيون الميادين “الإيراني” عن مصادر في الجماعة قولها إنه: “اللجنة ستخضع لدورة من مختصين أمميين لأسبوع واحد يتم في نهايته إعلان وقف الأعمال القتالية، وبعد وقف الأعمال القتالية تنتقل اللجنة إلى ظهران الجنوب السعودية وفقاً لاتفاق 10 إبريل 2016 واستئناف الحوار السياسي”. مضيفةً أن وفد (الحوثي/صالح) طالب المبعوث الأممي بتزمين خطوات الحل واجتماعات لجنة التهدئة والتنسيق حتى وقف إطلاق النار.
وكان الحوثيون رفضوا في ديسمبر/كانون الثاني إرسال ممثليهم في لجنة التهدئة إلى الأردن أو ظهران الجنوب السعودية، مؤكدين أن لجنة التهدئة لن تتحرك إلى “عمّان” إلا بعد وقف الغارات الجوية للتحالف العربي على مواقعهم، و وقف إطلاق النار. فعلام يبدو أن التحركات العسكرية أجبرت الحوثيين في نهاية الأمر إلى الحاجة إلى هدنة جديدة لتجهيز صفوفهم من جديد.