التوترات التجارية الصينية الأمريكية تتصدر مخاوف كبار مسؤولي النفط
يشعر مسؤولون تنفيذيون ومنتجون في الشرق الأوسط بالقلق من أن تؤدي التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى ضبابية آفاق نمو الطلب العالمي على الطاقة وتعافي أسعار النفط.
يمن مونيتور/دافوس /رويترز
يشعر مسؤولون تنفيذيون ومنتجون في الشرق الأوسط بالقلق من أن تؤدي التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى ضبابية آفاق نمو الطلب العالمي على الطاقة وتعافي أسعار النفط.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح «ليس جديدا على بلدنا أن تشعر ببعض القلق (بشأن التوترات). لكن هناك قدر كبير من الحكمة لدى الجانبين… وأتمني ألا يكون لهذا القلق أي أساس.»
ودافع الرئيس الصيني شي جينبينغ بقوة عن التجارة الحرة يوم الثلاثاء الماضي في كلمته الافتتاحية لمنتدى دافوس، مؤكدا رغبة بكين في الاضطلاع بدور عالمي أكبر في الوقت الذي تحول فيه الولايات المتحدة تركيزها إلى الداخل.
وقال الفالح، الذي يمثل أكبر مُصَدِّر للنفط في العالم، على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس «إن أكبر اقتصادين بحاجة إلى تسوية خلافاتهما من أجل صالح المجتمع الدولي.»
واتفق مع وجهة النظر هذه مسؤولون في شركات نفط حضروا اجتماع القادة السياسيين وكبار رجال الأعمال في سويسرا. وقال ماجد جعفر، الرئيس التنفيذي لشركة «نفط الهلال»، وهي شركة خاصة لإنتاج النفط تعمل في الشرق الأوسط ومقرها أبوظبي «قد تأتي أكبر المخاطر التي تهدد أسواق الطاقة من الصراع الأمريكي الصيني الذي يمتد من القضايا الجيوسياسية في آسيا إلى حروب تجارية محتملة.»
وحذر شي الدول الأخرى من تغليب مصالحها الوطنية دون تفكير، في إشارة على ما يبدو لسياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب التي اعتمدت شعار «أمريكا أولا».
وتعهد ترامب الذي جرى تنصيبه أمس الجمعة رئيسا للولايات المتحدة خلال حملته الانتخابية بمواجهة الصين بقوة أكبر في مجال التجارة، بسبل من بينها فرض رسوم جديدة على السلع الواردة من الخارج.
وقال بوب دادلي، الرئيس التنفيذي لشركة «بي.بي» النفطية البريطانية «أتمنى أن يغلب صوت العقل في كلا الجانبين.»
وتعتمد الصين – أكبر مصدر للسلع في العالم – اعتمادا كبيرا على التجارة الحرة. وستتضرر بشدة من أي موجة جديدة من إجراءات الحماية التجارية واتساع نطاق الاتجاه المناوئ للعولمة.
وتتشارك بكين تقريبا مع الولايات المتحدة في موقع الصدارة كأكبر مستورد للنفط في العالم. وأي تباطؤ في الاقتصاد الصيني من شأنه أن يلحق ضررا بالغا بالطلب العالمي، نظرا لأن بكين ظلت قاطرة نمو الاستهلاك العالمي للنفط على مدى السنوات العشر الماضية.
وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في جلسة عقدت في المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي ضم هذا العام أكبر تجمع عالمي للمسؤولين والعاملين في قطاع النفط «صعود الصين يجب أن يكون مصدرا للاستقرار – لا للصراع.»
وفضلا عن توعده بسياسات أكثر صرامة تجاه الصين، قال ترامب إن واشنطن يجب أن تعزز استقلال قطاع الطاقة الأمريكي بعيدا عن المنظمات النفطية مثل «أوبك».
وقال الفالح ان أي محاولة لفرض رسوم على ورادات النفط الخارجية لدعم منتجي الخام الأمريكي ستلحق ضررا كبيرا في المقام الأول بقطاع تكرير النفط والكيميائيات الأمريكي.
وقال محمد باركيندو، الأمين العام لمنظمة «أوبك»، ردا على سؤال حول التوترات المتزايدة «العالم يحتاج إلى الاستقرار من أجل استعادة النمو الاقتصادي القوي وضمان تحقيق هذه المهمة من خلال التعاون على جميع المستويات».