مؤتمر التحالف الدولي بالرياض يدعو إلى زيادة التنسيق لمكافحة “تنظيم الدولة”
اختتمت في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأحد أعمال مؤتمر دول التحالف ضد تنظيم الدولة بمشاركة رؤساء هيئات الأركان العامة لـ14 دولة. واعتبرت السعودية أن “المليشيات الشيعية” والغارات الروسية والسورية تؤثر في نجاح الحملة، وطالب المؤتمرون بتنسيق العمليات لإنجاح الحملة.
يمن مونيتور/ الرياض/ وحدة الرصد:
اختتمت في العاصمة السعودية الرياض اليوم الأحد أعمال مؤتمر دول التحالف ضد تنظيم الدولة بمشاركة رؤساء هيئات الأركان العامة لـ14 دولة. واعتبرت السعودية أن “المليشيات الشيعية” والغارات الروسية والسورية تؤثر في نجاح الحملة، وطالب المؤتمرون بتنسيق العمليات لإنجاح الحملة.
وفي هذا السياق، قال اللواء الركن أحمد عسيري مستشار وزير الدفاع السعودي، في مداخلة مع قناة “العربية” من الرياض، إن المرحلة المقبلة للتحالف الإسلامي تعنى بهزيمة “داعش” في الموصل والرقة.
ويشارك في الاجتماع رؤساء هيئات الأركان العامة في 14 دولة ضمن التحالف الدولي هي: الأردن، الإمارات، الولايات المتحدة الأميركية، البحرين، تركيا، تونس، المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، قطر، الكويت، لبنان، ماليزيا، والمملكة المغربية، ونيجيريا.
وأضاف عسيري في حديث لتلفزيون الجزيرة: “إن الدول العربية والإسلامية هي الأكثر تضررا من تنظيم الدولة، وإن السعودية تسعى من خلال المؤتمر إلى تنسيق الجهود العربية والإسلامية على جميع المستويات لإنجاح الحملة التي يشنها التحالف في العراق وسوريا، فضلا عن تقييم الخطة التي تنفذ حاليا ومناقشة العقبات التي تواجهها”.
واعتبر عسيري أن المؤتمر كان ناجحا، حيث اتفق المجتمعون على ملامح المرحلة القادمة، كما تطابقت الرؤى والتطلعات لجميع الدول التي التزمت بتكثيف نشاطاتها ضمن إطار التحالف، حسب قوله.
وأكد المشاركون ضمن مؤتمر الرياض على مساندتهم لعملية درع الفرات لمحاربة “داعش”، وأدانوا جرائم “داعش” ضد الأبرياء من كل الأديان والأعراف والاتجاهات السياسية، ووصفوها بالجرائم ضد الإنسانية.
وشدد الحضور على ضرورة اتخاذ جميع الوسائل والإجراءات اللازمة للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي، والتأكيد على عدم انتشار أفكاره ونفوذه في المناطق والدول المجاورة.
كما اتفقوا على التركيز على مكافحة الدعاية الإعلامية للجماعات المتطرفة.
وفي هذا الإطار، اتفقت دول التحالف اليوم على “اتخاذ الخطوات اللازمة والضرورية لمعالجة مرحلة ما بعد داعش عن طريق المساهمة باتخاذ قرارات استراتيجية، آملة بمنع انتشار قدراتها وتمددها إلى الدول المجاورة”.
وأكدت على “مساندتها لعملية درع الفرات لمحاربة داعش”، التي تنفذها القوات التركية في شمال سوريا منذ 24 أغسطس الماضي، مشددة على “أن تنظيم داعش يمثل خطرا يهدد المنطقة والمجتمع الدولي بأكمله”.
واتفقت على “التركيز على مكافحة الدعاية الإعلامية للجماعات المتطرفة وتركيز الموارد على عمليات الاستقرار”، وعلى “اتخاذ جميع الوسائل والإجراءات اللازمة للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي”.
ودعت المجتمع الدولي إلى “تعزيز حقوق الشعوب والتي تتذرع بها التنظيمات الإرهابية في تبرير همجية أعمالها”، معتبرة أنه من “خلال الدفاع عن هذه الحقوق يستطيع التحالف منع نشوء المزيد من الجماعات الإرهابية المتطرفة”.
وكان رئيس هيئة الأركان السعودي الفريق أول ركن عبدالرحمن البنيان، قال في كلمة في افتتاح المؤتمر “إن هناك عدة عوامل تؤثر على تحقيق أهداف الحملة الدولية ضد تنظيم داعش وضمان استمرار تماسك التحالف والمشاركة الفعالة من الدول المشاركة وانضمام عدد أكبر من الدول للتحالف”.
وأوضح أن هذه العوامل “تتضمن الممارسات اللاأخلاقية وغير النظامية للمليشيات الشيعية المتطرفة (..) وكذلك استمرار القصف المتواصل والعنيف من قبل الطيران الروسي وطيران النظام السوري ضد المعارضة السورية المعتدلة (..) إضافة إلى عمليات النزوح واللجوء الكبيرة جراء العمليات العسكرية”.
لكنه أشاد بالنجاحات التي حققها التحالف الدولي ضد تنظيم داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والتي مهدت للوصول للمرحلة الثالثة المهمة والحاسمة، وهي هزيمة تنظيم داعش في العراق وسوريا.
وتوقع البنيان “أن يستغرق التصدي للإرهاب وقتا طويلا ويتطلب جهدا دوليا متواصلا”.
وخلال المؤتمر، عُقدت لقاءات جماعية وثنائية على مستوى رؤساء هيئة الأركان العامة ومن يمثلهم بالدول المشاركة وقائد القيادة المركزية الأمريكية.
وبحث رؤساء هيئة الأركان العامة في الدول المشاركة رفع مستوى التنسيق بين دول التحالف وتعزيز جهوده، وسبل تعزيز مشاركة دول العالم العربي والإسلامي، بجانب مناقشة تحديد الاحتياجات العملياتية والجهود والنشاطات اللازمة للمرحلة الحالية واللاحقة من الحملة الدولية لهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية.
ويضم التحالف الدولي نحو 68 دولة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية تتنوع مساهماتها بين عسكرية وتقديم المشورة والتدريب والدعم اللوجيستي.
ويشن التحالف الدولي ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق منذ أغسطس من العام 2014، امتدت بعد شهر إلى مواقعه في سوريا.