القمع والتهديد “الحوثي” يفشلان في إيقاف سخط الأكاديميين اليمنيين
شنت جماعة الحوثي المسلحة حملة مداهمات وتهديدات ضد الأكاديميين اليمنيين في الجامعات الحكومية بعد إعلانهم الإضراب الشامل أمس السبت، لكنها فشلت في وقف السخط المتعاظم على إدارة الجماعة المسلحة للمال والسُلّطة في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
شنت جماعة الحوثي المسلحة حملة مداهمات وتهديدات ضد الأكاديميين اليمنيين في الجامعات الحكومية بعد إعلانهم الإضراب الشامل أمس السبت، لكنها فشلت في وقف السخط المتعاظم على إدارة الجماعة المسلحة للمال والسُلّطة في المحافظات الواقعة تحت سيطرتها.
ويطالب أعضاء هيئة تدريس الجامعات الحكومية الخاضعة لسيطرة الحوثيين بصرف الرواتب المتأخرة منذ 4 أشهر، إضافة إلى وقف كل المخالفات القانونية بالجامعة، والإفراج عن المعتقلين من أعضاء هيئة التدريس.
وبدأت التحضير للإضراب برفع الشارات الحمراء منذ نوفمبر/تشرين الثاني، ومع كل التهديدات والقمع فشل الحوثيون في وقف سخط الوسط الأكاديمي.
وداهم مسلحون حوثيون مقر نقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء مساء السبت، وعاثت بمحتوياته، كما شنت حملة ترهيب تشتد وطأة كلما استمرت أيام الإضراب للمطالبة برواتبهم. وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي هاجم مسلحون حوثيون على أعضاء النقابة أثناء فعاليات لهم تسبق الإضراب داخل جامعة صنعاء.
وكان أعضاء هيئة التدريس في جامعتي صنعاء وذمار أعلنوا في وقت سابق في بيانين منفصلين السبت موعداً للإضراب الشامل عن العمل، وانضمت اليوم الأحد جامعة إب، وهذه الثلاث الجامعات إلى جانب جامعة الحديدة التي يلتزم عدد كبير من أعضائها بالإضراب كبرى الجامعات في المحافظات الواقعة لسيطرة الحوثيين.
تحركات الأكاديميين اليمنيين ستحرج تحالف الحرب الداخلية، الحوثي وصالح، وسيكون أمام خيارين قاسييْن، فإما الاعتراف بفشل إدارتهما للمناطق التي يسيطران عليها بقوة السلاح، وترك الموظفين يقررون مصيرهم فيما يتعلق بالإضرابات ما يعني تسليم كل ما يتعلق بالبنك المركزي والمالية إلى الإدارة الجديدة في عدن.
وأما الخيار الآخر فيتمثل في قمع الاحتجاجات، وبذلك سيضغط الموظفون باتجاه مطالبة سلطة الحوثي/ صالح بتسليم رواتبهم كشرط أساسي لرفع الاضرابات، وهذا ايضاً سيضعهم أمام حرج كبير في ظل شح سيولة يعانونها منذ أشهر.
وفي الأول من يناير/كانون الثاني، قال أمين عام نقابة هيئة التدريس، عبد الحميد البكري، في تصريحات للصحفيين، إن “الحوثيين” هددوا أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الحكومية بالسجن في حال تم تنفيذ الإضراب عن التدريس.
وفي هذا السياق وجه رئيس النقابة الدكتور محمد الظاهري رسالة لأعضاء هيئة التدريس بالتزامن مع تدشين الاضراب الشامل، أكد فيها على الصمود وعدم الخوف من الاتهامات والتهديدات.
وخاطب الظاهري في منشور له على صفحته على ” الفيس بوك ” مساء السبت، ردا على الاتهامات التي توجه للنقابة : يقولون عنَّا بأنَّا نخون الوطن !! ألا أيها المتخمون .. المترفون تبًا لكم ! ألستم حكامنا.. أحزابنا.. حركاتنا ! فلتذهبوا.
وكانت نقابات هيئة التدريس في الجامعات الثلاث قد دعت في تعميم لها أعضاءها بعدم تسليم أسئلة امتحانات الفصل الدراسي الأول للعام الجامعي 2016/2017م.
وحسب تحقيق صحافي لـ”يمن مونيتور” فإن الحوثيون يحصلون ما مقداره 3.5 مليون دولار يومياً كعائدات من المشتقات النفطية في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم.
المزيد.. (هوامير النفط) كيف يحصل الحوثيون على 3.5مليون دولار يومياً؟ (تحقيق حصري)
تهديدات رؤساء جامعات
وكان رئيس جامعة صنعاء فوزي الصغير قد أعلن أنه لن يقوم بتسليم نصف راتب شهر سبتمبر الذي أعلن عنه الحوثيون حتى يفك الأكاديميين في الجامعة من إضرابهم، كما هدد نائب رئيس جامعة إب المعين من الحوثيين أكرم الوشلي، اليوم الأحد، أعضاء هيئة التدريس والنقابات الجامعية بالإعدام او النفي او الاعتقال من قبل مسلحي الجماعة واتهمهم بـ” الخيانة العظمى”.
وقال الوشلي وهو قيادي بارز لدى الجماعة في منشور على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن الإضراب في وقت الحرب “خيانة عظمى” تستدعي الإعدام، مطالبا باعتقال من وصفهم بـ”مرتزقة العدوان” -توصيف يطلق على كل المعارضين للجماعة- في إشارة إلى التحالف العربي والحكومة اليمنية، أو طردهم إلى محافظتي (مأرب أو عدن )، الواقعتان تحت سيطرة الشرعية، في تهديد وتحذير صريح بفصل المطالبين بحقوقهم.
أوضاع الأكاديميين بالغة السوء
ويعيش الأكاديميون اليمنيون في أوضاع بالغة السوء بعد إيقاف رواتبهم، فهم يقومون بأعمال تتنافى ومركزهم الاجتماعي والإنساني فأستاذ الفلسفة بجامعة صنعاء الدكتور “جميل عون”، “عون” اضطرته الظروف إلى ترك مهنته السامية والعمل في أحد مصانع الطوب الإسمنتي، من أجل توفير لقمة العيش لأطفاله. ويَعتبر “عون” إقدامه على تلك الخطوة ضروريا من أجل إيجاد مصدر دخل له ولأسرته.
وقال أستاذ النظريات الفلسفية الاجتماعية في جامعة صنعاء الدكتور عبد الواحد عايش، إنه تحول بعد معاناة الأكاديميين، جراء انقطاع مرتباتهم لـ4 أشهر متتالية، إلى سائق يعمل بالأجرة اليومية، تاركًا قاعات المحاضرات لأجل غير مسمى، على حد تعليقه.
وأضاف إنه مجرد نموذج لمئات النماذج التي تضررت من أكاديميي الجامعات، الذين وصل بهم الحال إلى ازدراء لم يحدث في تاريخ اليمن الحديث، وبدأ البحث عن أي عمل، لسد احتياجات أسرهم، في ظل غلاء الأسعار والظروف الصعبة التي يعيشها معظم اليمنيين.