سنة أخرى أجهز لها الأكفان.. ولن أصلي عليها.. ولن أستغفر لها.. فقط سأودعها حفرة وأهيل عليها كل وجعي.. كل غضبي.. كل جراحي.. كل إنتكاساتي النفسية.. كل صدماتي.. كل الخذلان الذي طعنني به من كان يفترض أن يكونوا سنداً لي. سنة أخرى أجهز لها الأكفان.. ولن أصلي عليها.. ولن أستغفر لها.. فقط سأودعها حفرة وأهيل عليها كل وجعي.. كل غضبي.. كل جراحي.. كل إنتكاساتي النفسية.. كل صدماتي.. كل الخذلان الذي طعنني به من كان يفترض أن يكونوا سنداً لي.
سأهيل عليها كل الآهات التي ذبحتني من الوجع إلى الوجع.. ومن الصمت إلى الصمت.. ولن استغفر لها ولن أغفر.. سأحرقها وأنسفها في النسيان نسفا.
كل ماسأفعله الآن أني سأرتدي قلبي نقياً وسأتزين بي.. سأبخ على مفاتني شيء من عبق روحي، وسأرسم على جبيني وشماً أبدياً لحريتي.
أنا بلا وطن، ولكني ممتلئة بي، ممتلئة حد السمو.. أنا وطني أنا..
فقطعة الأرض هذه التي تحملني كتلة لحم لا يصل وزنها الى 43 كجم.. لم تقدسني كروح وعقل وطموح وحرية وانتماء.. كل ما فعلته أنها ألقت بثقلها وقبحها وقبائحها على كاهلي، فحملتها في روحي استجداء وطن.
تيممت من يائها راجية أن تسمو بي وتطهرها وتطهرني، جثوت في ميمها متوسلة أن تحتضنني تضمني تمنحني آمانها.. فحاولت وأدي في غيابت نونها تنصلا ونفاقاً!
أنا أيها الوطن مذبوحة بك، موجوعة بك، غريبة بك، أنا أيها الوطن منفية فيك، كل لاءاتي في فضاءاتك الملوثة بصرخاتهم تختنق وترتد لي خناجر تدمي حريتي..
أنت أيها الوطن غارق بقبحهم.. استعذبت دماء أطفالنا، وصرت تحيك منها شراشف تستر بها قبحهم وجرائمهم.. وصنعت من آهااات الثكالى مزامير (لزواملهم).. أدمنت قتل شرفائك على أيدي الديوثين والعصابات والمنافقين..
أنت أيها الوطن صرت ضيقا ضيقا، حد أنك لم تعد تشرفني.
أنا وطني أنا.. أنا مساحة الحرية وبقعة الضوء التي لا تسدها الصرخات ولا العبارات الفارغة ولا المخاوف ولا الكذب الملطخ بدماء الأطفال.. ولتعلم مساحة الأرض التي ستجبرني أن أقتات من شرفي ومن كبريائي وأن أجعل من حريتي شارعا كـ(السبعين) أن لا انتماء يربطني بها، ولم تعد تشرفني.
أنا وطني أنا.. أنا كبرياء الجرح والوجع المعتق.. وقامة الروح التي لا تشيخ ولا تنحني.
أهلا 2017، متفائلة بك جدا..
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.