الحوثيون يلجأؤن إلى “المُشرفين” لسد العجز في جبهات القتال
الحوثيون لجأوا مؤخراً إلى الاستعانة بـ”المشرفين” لسد العجز في عدد المقاتلين بجبهات القتال في أكثر من منطقة يمنية. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
لجأت جماعة الحوثي المسلحة، مؤخراً، إلى الاستعانة بالمشرفين لسد العجز في عدد المقاتلين بجبهات القتال في أكثر من منطقة يمنية ضد القوات الحكومية.
والمشرفون هم القيادات الوسطى الذين نشرتهم الجماعة في الوزارات والمؤسسات الحكومية والحارات، لإدارة المناطق التي تسيطر عليها، خصوصاً العاصمة صنعاء.
وأقامت الجماعة، اليوم الثلاثاء، مهرجاناً غابت عنه القيادات الكبيرة، وحضره خالد المادني، المسؤول الأمني في مديرية بني الحارث (تتبع صنعاء)، دعا خلاله المشرفين ومدراء المدارس وعقال الحارات إلى التوجه إلى جبهات القتال، متهماً البعض بـ”التقاعس والمحافظة على مناصبهم”.
وأفادت مصادر (يمن مونيتور) التي حضرت الاجتماع، المقام بجوار مبنى الكلية الحربية بمنطقة الروضة بصنعاء، أن “المداني” خاطب الحاضرين بالقول: “دقت ساعة الصفر، لا يجب القعود هنا لكي نحافظ على المسميات والمناصب، علينا أن نتجه إلى جبهات القتال، فالمشرف له قيمة هنا، لكنه في الجبهة له الشرف كله”.
وتابع القيادي الحوثي: “مهمة مدراء المدارس عظيمة عندما يقوم بتوعية طلابه بأهمية “الجهاد”، لكنها أعظم عندما يتواجد في جبهات القتال.. ألا يخجلون من مشاهدة طلابهم في جبهات القتال وهم لا يذهبون إلى الجبهات”.
وهذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها الجماعة مشرفيها والموالين لها من قيادات تربوية إلى التحرك إلى القتال وترك مهامها داخل المدن التي يسيطرون عليها، ما يعني أنها تعاني عجزاً كبيراً في المقاتلين، نتيجة شراسة المعارك التي تدور، لا سيما في محافظات البيضاء ومأرب وتعز.
وتكشف اللهجة الحادة التي تعامل بها “المداني” مع المشرفين، صحة الأنباء التي تتحدث عن رفض المئات من أنصار الجماعة التوجه لجبهات القتال، والانشقاقات التي تحصل داخلها مع وصول طلائع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية إلى التخوم الشرقية لصنعاء.
ومنذ أسابيع، أعلن الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المواليان للحكومة الشرعية مسنودين بقوات التحالف العربي، حملات عسكرية واسعة في أكثر من محافظة، لتحرير باقي المناطق من هيمنة الحوثي وحليفه “صالح”، والتوجه نحو العاصمة صنعاء.
وأدت هذه المعارك المتصاعدة، حسب تصريحات لقيادات بالجيش والمقاومة إلى تكبيد الحوثي خسائر غير مسبوقة في الأرواح والعتاد، وهو ما يفسر لجؤ الأخيرة إلى فئات كانت بعيدة عن الجبهات وتوكل إليها، في الغالب، مهام داخل المدن بعيداً عن العمل العسكري والميداني.