غوغل يثير الجدل بشأن صدق محتوياته وحيادها
قبل ظهور محرك البحث غوغل عام 1998، كان هناك العديد محركات البحث المتصارعة من أجل الهيمنة، غير أن غوغل استطاع الإطاحة بكل منافسيه بل وأحدث تغيرات ثورية لمحركات البحث.
يمن مونيتور /واشنطن /العرب
قبل ظهور محرك البحث غوغل عام 1998، كان هناك العديد محركات البحث المتصارعة من أجل الهيمنة، غير أن غوغل استطاع الإطاحة بكل منافسيه بل وأحدث تغيرات ثورية لمحركات البحث.
زحف محرك البحث غوغل -بمرور الوقت- على شبكة الإنترنت بكفاءة كبيرة.
وبحسب مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج فقد تحول غوغل إلى “سلطة أميركية تقليدية”. وأصبحت قوته تعكس الهيمنة الأميركية على الإنترنت، فمحرك البحث هو من يقرر نتائج البحث.
قبل أسبوعين، كانت أولى نتائج البحث التي تظهر على محرك البحث غوغل باللغة اﻹنكليزية، حول صحة وقوع محرقة اليهود أو “الهولوكوست” هي “لا”.
ونشرت صحيفة “سيليت” الفرنسية تقريرا حول إنكار محرك البحث غوغل لمحرقة الهولوكوست، فعند كتابة المستخدم لسؤال “هل حدثت محرقة الهولوكوست؟” تظهر النتيجة “أسباب عدم وقوع المحرقة”.
وتظهر صفحة من موقع “ستورمفرونت” بعنوان “أهم 10 أسباب لعدم حدوث المحرقة”، وهو موقع لمجموعة من النازيين الجدد أنشأه زعيم سابق بتنظيم “كو كلوكس كلان” في ألاباما.
وأصدرت الشركة بيانا دافعت فيه عن موقفها جاء فيه “غوغل أسست لإمداد الناس بنتائج عالية الجودة وموثوق بها على أسئلتهم، نسعى إلى إعطاء المستخدمين محتوى متنوعا من مصادر مختلفة، ونحن ملتزمون بمبدأ الشبكة الحرة والمفتوحة”.
ومع تداول الأمر بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي محافل متنوعة ومناسبات مختلفة، لم يحل نهاية شهر ديسمبر حتى قام غوغل بحذف كل المعلومات على مستوى العالم التي تشكك في وقوع المحرقة. وبدأت القصة عندما اتهم متحف تراث يهودي شركة غوغل بالتربح من إنكار الهولوكوست، وذلك لأن القائمين على المتحف يدفعون من أجل إيقاف موقع نازي جديد من الظهور في قمة نتائج البحث عن سؤال “هل حدثت الهولوكوست حقا؟”.
محرك غوغل قال إنه لن يتدخل لوقف خاصية التكملة الآلية عند البحث عن العولقي
وقال مدير التسويق في متحف بريمان بأتلانتا في ولاية جورجيا ديفيد شيندويتش “من المثير للغثيان” أن غوغل قاد المستخدمين للوصول إلى هذا الموقع الداعي إلى فلسفة “سيادة البِيض” العنصرية، وأضاف أن “المتحف يدفع دولارين مقابل كل نقرة لغوغل من أجل توجيه المستخدمين للموقع الخاص بالمتحف عبر “آد ووردز (AdWords)، وهي خدمة الـ”دفع مقابل النقر” تقدمها غوغل.
وفي مقالة عنوانها “رسميا: غوغل يقوم بالتغيير، وتوقِف نتائج البحث المنكرة لسؤال هل حدثت محرقة الهولوكوست حقا؟”، قال مسؤول باسم غوغل إنَّ الشركة مؤخرا قد توصلت إلى “تحسينات في لوغاريتمية البحث، ستساعد على إظهار محتوى أصدق على الإنترنت”.
لكن لا أحد يعلم كيف يعمل غوغل سوى غوغل، ورغم أن محرك البحث انضم إلى شراكة عالمية تجمع شركات فيسبوك ومايكروسوفت وتويتر هذا الشهر بهدف تسريع عملية كشف المحتوى “إرهابي الطابع” على شبكة الإنترنت ووقف انتشاره.
فقد كشف تقرير حديث أن محرك البحث الأشهر رفض مطالبات بمنع النتائج التي تساعد المستخدمين في الوصول إلى المحتوى الخاص بـرجل الدين الأميركي اليمني أنور العولقي، الذي تورط في عدة هجمات تابعة لتنظيم القاعدة، ونشر العديد من التسجيلات على الإنترنت على شكل محاضرات تحرض على الإرهاب، يمكن الوصول إليها بسهولة من قبل مستخدمي غوغل.
وتم شن هجوم كبير على محرك البحث العملاق لأنه عند البحث عن العولقي، يتم اقتراح بعض النتائج تلقائيا، مثل “محاضرات العولقي” أو “مقولات العولقي”.
وعلى الرغم من أن العولقي قتل في عام 2011 في غارة نفذتها طائرة أميركية من دون طيار، إلا أن دعايته ومحاضراته الموجودة على الإنترنت و”المليئة بالكراهية”، تنشر العنف والفكر الإرهابي، كما أنه لا يزال محل اهتمام عدد كبير من الشباب المتشدد.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن نتائج البحث تؤدى إلى وصول المستخدمين إلى مختلف النصوص والتسجيلات والمحاضرات، التي يعتقد أنها قد ألهمت العديد من الجهاديين بتفجير أنفسهم، وعملت على زيادة موجة التطرف في العالم، كما أن المواقع التي تضم تلك التسجيلات والمقولات متطرفة للغاية وتضم محتوى ينادي بالجهاد ويحرض على العمليات الانتحارية.
ودافعت غوغل عن نفسها، بأن البحث عن العولقي يظهر نتائج تقود المستخدمين إلى محتوى خاص بتفاصيل تورطه في أنشطة تتعلق بالإرهاب.
وقال جولي شاين مدير الأبحاث في مشروع مكافحة التطرف (CEP)، إن رفض غوغل إزالة تلك النتائج أمر خطير للغاية، لأن هذا المحتوى يساعد في انتشار الإرهاب حول العالم. وأضاف أن المركز تمكن من العثور على أدلة تؤكد أن حوالي 90 حالة من الإرهابيين الذين قد شنوا هجمات ضد أهداف غربية تأثروا بمحاضرات العولقي على الإنترنت.
ونشرت المنظمة بحثا عن حضور العولقي على موقع يوتيوب المملوك لغوغل يقترح أيضا “تكملة آلية” يقترح إضافة كلمات منها محاضرات. ورغم أن يوتيوب يحذف بصفة مستمرة المحتوى المحرض على الإرهاب أو العنف، فإن عددا كبيرا من المقاطع يظل متاحا لسنوات. وأشارت الشركة إلى أنها لن تتدخل لوقف هذه الخاصية عند البحث عن العولقي، أو لتغيير ترتيب النتائج.