اخترنا لكمتفاعلعربي ودوليغير مصنف

ترامب يعسكر «تويتر» ويطلق النار على خصومه

لم يعد حساب «تويتر» للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مجرد وسيلة لعرض أفكاره وآرائه السياسية والاقتصادية، وذلك بعد أن عسكره وحوله – قبل أيام من دخوله البيت الأبيض وتسلمه السلطة – إلى سلاح قاتل ضد خصومه في حرب شرسة، عنوانها «حروف قليلة تكفي»، حيث تسببت تغريداته في إرباك الأسواق العالمية، وخسارة مليارات الدولارات لكبرى الشركات، كما كاد أن يتسبب في أزمات سياسية مع بعض الدول، وعلى رأسها الصين.

يمن مونيتور/ نقلاً عن الإمارات اليوم:
لم يعد حساب «تويتر» للرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، مجرد وسيلة لعرض أفكاره وآرائه السياسية والاقتصادية، وذلك بعد أن عسكره وحوله – قبل أيام من دخوله البيت الأبيض وتسلمه السلطة – إلى سلاح قاتل ضد خصومه في حرب شرسة، عنوانها «حروف قليلة تكفي»، حيث تسببت تغريداته في إرباك الأسواق العالمية، وخسارة مليارات الدولارات لكبرى الشركات، كما كاد أن يتسبب في أزمات سياسية مع بعض الدول، وعلى رأسها الصين.
ويتوقع أن تحدث تغريدات ترامب مزيداً من الفوضى، في وقت عبرت فيه وسائل إعلام أميركية عن مخاوفها، إزاء خطورة تغريداته وتصريحاته، بشأن السياسات الخارجية للبلاد، التي سينتهجها لدى تسلّمه رسمياً مقاليد السلطة في 20 يناير المقبل.
  
«ألغوا الصفقة»…خسائر بالمليارات
تجدر الإشارة إلى أن تغريدة من 100 حرف، نشرها ترامب – قبل أيام قليلة – كلفت شركة «لوكهيد مارتن» العسكرية 3.5 مليارات دولار، خسرتها من قيمتها السوقية، بعد أن وصف فيها المقاتلات «إف 35»، بأنها ذات كلفة باهظة للغاية، مقترحاً توفير مليارات الدولارات، التي تنفق على مشتريات الجيش، بعد 20 يناير المقبل.
في المقابل، نقلت قناة «سي إن بي سي» الأميركية الاقتصادية، عن المتحدث باسم شركة «لوكهيد مارتن»، بيل فيلبس، قوله إنهم عملوا على «تقليص نفقة برنامج إف 35 بمقدار 60%»، مشيراً إلى أن شركته «تنتهز هذه الفرصة، للإجابة عن أي أسئلة للرئيس المنتخب عن هذا البرنامج».
هجوم ترامب هو الثاني من نوعه ضد شركات الطيران العملاقة، المتعاقدة مع وزارة الدفاع الأميركية، بعدما وجه صفعة إلى أسهم شركة «بوينغ» الأسبوع الماضي، حينما وصف الإنفاق بموجب العقد الموقع مع الشركة بأنه خارج حدود السيطرة، حيث هوت أسهم الشركة بعد دقائق فقط من نشر ترامب تغريدة، وجه فيها انتقادات لاذعة إلى صفقة شراء طائرة رئاسية جديدة من «بوينغ»، حيث قال فيها: «Cancel Order»، أي «ألغوا الصفقة».
وحسب بعض المحللين الاقتصاديين، فإن ترامب امتحن قدرته على التأثير في أسهم الشركات العملاقة، وأسواق الأوراق المالية، وأثبت أن تغريداته يمكن أن تكون مؤثرة للغاية.
وبعد أيام قليلة من أزمتها مع ترامب، أعلنت «بوينغ» تبرعها بمبلغ مليون دولار، لاحتفالات تنصيب الرئيس في 20 يناير المقبل، وهي مجموعة من الفعاليات، تبدأ يوم 17 يناير، جرت العادة أن يجري تمويلها من التبرعات، دون المساس بأموال دافعي الضرائب.
وانتقد محلل شؤون الطيران لدى مجموعة «تيل»، ريتشارد أبولافيا، تصرف ترامب، قائلاً «هذا هو المكان الخطأ للحديث عن هذه الأمور، الناس فى واشنطن ليسوا غاضبين فقط، بشأن إلغاء برنامج صغير نسبياً بقدر ضيقهم من أن لدينا رئيساً لا يفهم ما هو مطلوب لتكون رئيساً»، فيما وصف وزير العمل السابق في فترة الرئيس السابق بيل كلينتون، روبرت ريتش، ما حدث بين ترامب و«بوينغ»، بسياسة العصا والجزرة، التي ستجبر الشركات الكبرى على الانصياع لرغبة الرئيس، على حد تعبيره.
وقال كبير مسؤولي الاستثمار في بنك «بي إم بي»، إن تغريدات ترامب تشكل نوعاً جديداً من المخاطر، يطلق عليه «خطر التغريدة الرئاسية». وأشار إلى حساسية الأسواق العالمية في الظروف الاستثنائية، جازماً بأن جميع الشركات العملاقة الواسعة الانتشار، باتت مهددة اليوم بخسائر ضخمة، في حال طالتها «أنامل» الرئيس الأميركي على «تويتر» بانتقادات لاذعة.
 
«قلة خبرة»
بدأ ترامب باتخاذ بعض الخطوات الخاصة بالسياسة الخارجية عبر موقع «تويتر»، حيث غرّد متعهّداً بإنهاء سياسة الرئيس السابق باراك أوباما تجاه كوبا، التي أعادت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وهافانا، ما لم يجرِ التوصل إلى اتفاق أفضل. وجاءت هذه التغريدة بعد أيام من وفاة فيدل كاسترو.
كما أنه انتقد بشدة السياستين النقدية والعسكرية للصين، ونشر تغريدات اتهم فيها الصين بتخفيض سعر عملتها، من أجل منافسة الشركات الأميركية، وبأنها «تبني مجمعاً عسكرياً ضخماً، في بحر الصين الجنوبي».
وغرّد ترامب بهذه الكلمات، بعد محاولة مقربين منه تهدئة الغضب الصيني، الذي عبّرت عنه بكين بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس المنتخب ورئيسة تايوان.
 وتعليقًا على تغريدات وسياسات ترامب الخارجية، علّق الإعلام الرسمي الصيني، بالقول: إن «قلة خبرته» دفعته لقبول الاتصال الهاتفي، وحذر من أن أي خرق لسياسة «الصين الواحدة»، سيؤدي إلى «تدمير» العلاقات الأميركية الصينية.
 
أزمة أمن قومي
كما أشار موقع «بوليتيكو» الأميركي إلى أنه مع استعداد ترامب لشغل أرفع منصب في الولايات المتحدة، هناك مخاوف متزايدة من أن تغريداته قد تؤدي إلى إشعال أزمة وطنية حقيقية، حيث يمكن للعديد من الوكالات الأجنبية تحليل شخصيته، وتتبع عاداته، وتكوين فكرة عنه، تمكنهم من توقع خطواته المقبلة كقائد للحكومة، وهو الأمر الذي حذر منه الرئيس المنتهية ولايته، باراك أوباما، خلال دعمه للحملة الانتخابية لهيلاري كلينتون، حيث أكد أن ترامب لا يستطيع إدارة حسابه على «تويتر»، فكيف يمكنه الاحتفاظ بشفرة السلاح النووي. كما قالت ميشال أوباما إن «المشكلات التي يواجهها الرئيس لا يمكن أن تختصر بـ140 حرفاً»، في إشارة إلى استخدامه موقع «تويتر».
 
«تويتر» ..يهدد
بدوره، هدد موقع «تويتر» بإغلاق حساب ترامب، إذا لم يتبع القواعد المتعارف عليها على الموقع، عكس «فيس بوك» الذي صرح بأنه لن يغلق حساب ترامب، مهما تعدى القواعد.
ووفقاً للتقرير الذي نشره موقع «اندبندت»، صرحت شركة «تويتر» بأنها بصدد إغلاق الحساب، إذا تخطى الرئيس المنتخب أي قاعدة للموقع، وأضافت أن قواعد «تويتر» تحظر التهديدات العنيفة والإزعاج، وأسلوب الكلام البغيض، والاعتداء على الحسابات الأخرى، مؤكدة أن الموقع لا يفرق بين مستخدميه، حتى لو كان رئيساً.
وقال متحدث باسم «تويتر»، لموقع «سلات»، إن قوانين «(تويتر) تحظر التهديدات العنيفة والمضايقات وسلوك الكراهية، وإساءة استخدام حسابات متعددة، ونحن سنتخذ إجراءات تجاه أي حساب ينتهك هذه القواعد»، وأضاف قواعد «تويتر» تنطبق على جميع الحسابات، بما في ذلك الحسابات الموثقة، لا توجد استثناءات، وأي شخص يخالف القوانين يمكن أن يحظر حسابه».
وقابل ترامب تهديدات شركة «تويتر» بتجاهله دعوتها إلى المشاركة في اجتماع خاص بالرؤساء التنفيذيين لشركات التكنولوجيا، والذي عقد أخيراً في نيويورك، فيما تباينت التفسيرات بشأن السبب الحقيقي لذلك.
 ففي وقت قال فيه المتحدث باسم فريق ترامب الرئاسي: «لم تتم دعوة (تويتر) لأنها ليس كبيرة بما فيه الكفاية»، وذكرت تقارير إعلامية أخرى مقربة من ترامب، أن الدافع وراء استبعاد الرئيس التنفيذي لـ«تويتر»، جاك دورسي، من اللقاء هو رفضه صفقة عرضتها عليه حملة ترامب، خلال فترة الانتخابات الأميركية، حيث عرضت على «تويتر» إنشاء رمز تعبيري «emoji» ساخر لمنافسته الديمقراطية حينها، هيلاري كلينتون، وهو الأمر الذي رفضه مسؤولو «تويتر».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى