كتابات خاصة

“كلوروفين” النبي!

سلمان الحميدي

الأحمر يليق بالمليشيا، هو المناسب للرومانسية الدامية التي جمعت الصالحين: الصماد وعلي! ليتوهج الأحمر الدامي وتعزف المدافع. شخص واحد يكره اللون الأخضر، تشكلت عقدته من هذا اللون في يوم عرسه، إذ كانت عروسه مشبعة بالموضة، فأصرت أن ترتدي يوم العرس “الفستان الأخضر”. استيقن أن الفستان سلبه فحولته، إذ ظل ثلاثة أشهر عازبًا، ولم يستطع الدخول بها، كان يهرش رأسه ويلعن الفستان: أخضر.. كأننا دخلت استوديو اتصور لثالث ثانوي! هو هنا يتذكر الستارة الخضراء على خلفية صوره المحسنة، تصور كثيرًا: لقد ظل ست سنوات بثالث ثانوي. ساعده ساحر يهودي ليتمكن من الدخول على زوجته  فيما بعد.
المذكور، دخل السعودية عبر المهربين، وعمل في بسطة لستة أشهر، وكان يدخر معاشه في جيب سرواله الداخلي، شرطة الجوازات ألقت القبض عليه، صادروا شقائه المدخر، وقد اكتشف أن سرواله مقلمة بالأخضر.
الحرب دائمًا ما تُظهر تحولات جديدة.
حاليًا، تحاول مليشيا الحوثي خلق هوية شكلية لها، الملصقات المرتبطة بالنبي الكريم أو آيات القرآن وحتى مانشيتات الصحف التي تغتصبها، تكتب باللون الأخضر. في المناسبات الدينية ابتدعت المليشيا رفع الأعلام الخضراء بشكل مكثف. جدير بهذا اللون أن يكون علماً لمهرجان زراعي لا لمليشيات اقتلعت أشجار الرمان والعنب وغرست بدلًا من ذلك آلاف الجثث.
وقع الحوثيون ضحية للتقليد الأعمى لمليشيا حزب الله، من وَضْع الخاتم المفضض على البنصر إلى خلق هوية طائفية بلونين مختلفين: الأصفر لحزب الله والأخضر لصاحبنا. لتروج تجارة الرنج والورق المصقول.
الأحمر يليق بالمليشيا، هو المناسب للرومانسية الدامية التي جمعت الصالحين: الصماد وعلي! ليتوهج الأحمر الدامي وتعزف المدافع.
للألوان فلسفة لا تعرفها المليشيا، لقد اجتهدنا لمعرفة فلسفة الألوان كما اجتهد كارليل في وضع فلسفة الملابس، لكننا لم نجد تفسيرًا لاخضرار الحوثيين.
الكلوروفين هو الذي يجعل أوراق النباتات خضراء، هكذا درسنا، الأخضر بهجة الأرض بعد اليباس، لذة القات الناكرة للفصول، أما هم فيربطونه بشناعتهم الدموية، ولطمس تلك الشناعة يقيمون المناسبات الدينية ورفع الخِرَق الخُضر: كلوروفين صناعي ساذج لن يصنع هوية أبدًا. والدليل: الشخص الوحيد الذي يكره اللون الأخضر الذي يعتبره عقدته، قد حمل راية الحوثي للنزول إلى السبعين ليحتفل بميلاد النبي الكريم.
*المقال خاص بـ(يمن مونيتور) ويمنع إعادة نشره دون الإشارة إلى مصدره الأصلي. 
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي “يمن مونيتور”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى