اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

معركة تعز: مركز رقعة الشطرنج اليمنية

محافظة تعز، وسط اليمن، تمثل مركز الحروب والسيطرة على مقاليد السلطة في البلاد عبر التاريخ الحديث لما تمثله من عمق حضاري وثقافي وبشري لليمن.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
محافظة تعز، وسط اليمن، تمثل مركز الحروب والسيطرة على مقاليد السلطة في البلاد عبر التاريخ الحديث لما تمثله من عمق حضاري وثقافي وبشري لليمن.
منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول2014م رفضت المحافظة التي تقع بين الشمال والجنوب اليمنين الرضوخ للجماعة المسلحة وخرج أبناء مدينتها بشكل شبه يومي في مظاهرات ترفض وصولهم إلى المدينة وما إن حاول الحوثيون الاستيلاء عليها بالقوة حتى تحركوا للدفاع عنها ومنذ ذلك الحين رفض وسط المدينة السقوط برغم حمم الجحيم الذي يتساقط عليها يومياً.
“باب المندب” الممر المائي الهام يقع ضمن مديرياتها الـ23 إلى جانب ميناء المخاء الاستراتيجي، وهي أكبر محافظة من حيث عدد السكان في اليمن (12.5بالمائة) بما يصل إلى 3 ملايين نسمة.
ومنذ تحرير محافظة عدن في يوليو/تموز العام الماضي تتداول وسائل الإعلام الموالية للحكومة اليمنية تصريحات لمسؤولين عن قرب حسم معركة تعز وبعد عام ونيف من تلك الوعود تظل تعز تحت الحصار ويستمر الحوثيون في حشد مقالتيهم إلى المدينة التي التهمت معظمهم عن باقي الجبهات داخل البلاد.
تصارع تعز نصف جبهات القتال ضد المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق في ( 10 ) جبهات وهي: “(شرق المدينة) و (غرب المدينة) وفي الوازعية، والصلو، وذوباب، والأحكوم، والتربة، حيفان، وجبل حبشي، والمسراخ”.
 
الحشد للمعركة الفاصلة
وتستعد محافظة تعز إلى جولة جديدة من الحرب يعتقد أن تكون الحاسمة، ودفعت القوات الحكومية بتعزيزات عسكرية إلى باب المندب ومحافظة تعز الأيام الماضية في إطار استعدادات لمعركة جديدة ضد المسلحين الحوثيين.
 وأكد قائد عمليات اللواء 17 مشاة التابع للحكومة قائد الجبهة الغربية بتعز، العقيد عبده حمود الصغير، في تصريحات صحافية، وصول قوات وآليات عسكرية ضخمة إلى منطقتي ذوباب وباب المندب على الساحل الغربي لتعز، فيما وصلت قوات أخرى إلى جبهات العند وكرش في شمال محافظة لحج على طريق كرش – الشريجة تضم آليات عسكرية متنوعة، بينها مروحيات الأباتشي، لاستكمال تحرير لحج والتوجه نحو مناطق تعز الجنوبية.
وقال الصغير إن ثلاث دفع عسكرية وصلت إلى الساحل الغربي في ذوباب، ضمت الدفعة الأولى منها 65 عربة وآلية عسكرية حديثة، وعشرات الأفراد من الجيش الوطني، فيما ضمت الدفعة الثانية 83 دبابة وآلية عسكرية تم إنزالها أخيراً في المنطقة، فيما الدفعة الثالثة في طريقها إلى المنطقة، وهي تضم آليات مدفعية حديثة وبعيدة المدى وستصل قريباً.
وفي وقت سابق نقلت شبكة يمن مونيتور عن مصادر مقربة من الحوثيين أن الجماعة تحشد بشكل غير مسبوق في المحافظات الخاضعة لسيطرتها من أجل القتال في تعز، وأشارت إلى أن أبو علي الحاكم القيادي البارز في الجماعة هو من يقود تلك العمليات إضافة إلى قيادات عسكرية تابعة لقوات ماعرف سابقاً بالحرس الجمهوري الموالي للرئيس اليمني السابق. وأضافت المصادر أن قيادات من الجماعة استطاعت حشد مئات القبائل المسلحين من صنعاء وذمار وإب ودفعتهم كتعزيزات عسكرية إلى شرق مدينة تعز مع العديد من الآليات العسكرية، ومرت من محافظة إب وتمكنت من الوصول إلى شمال وشرق تعز دون استهدافها من الطيران.
وقالت المصادر التي تشارك في المعارك بجوار أبو علي الحاكم في تعز إن اجتماعاً عبدالله يحي الحاكم وقيادات عسكرية وقبلية تم في الجزء الشرقي من تعز وأعلن (الحاكم) استعدادات الجماعة الكبيرة للرد على تقدم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية شرق وشمال وغربي المدينة. وقال الحاكم: إنها مرحلة الحسم ونكون أو لا نكون، وهي معركتنا الأخيرة لمواجهة “مشاريع المرتزقة” حسب وصفه.
ولأكثر من عام، حاصر الحوثيون المناطق التي تسيطر عليها الحكومة من مواقعهم حول المدينة. ولاتكف آلياتهم ومدفاعهم عن قصف مناطق سكنية ومستشفيات دون تمييز، وكذلك تقييد دخول المعونات الإنسانية.
واتهمت منظمة “سام” الحوثيين بارتكاب 311 انتهاكا لحقوق الإنسان في منفذ واحد للمدينة حي الدحي (غربي المدينة) بمحافظة تعز خلال عام واحد. وأكدت أن مسلحي الحوثي أغلقوا جميع المنافذ المؤدية إلى مدينة تعز وفرضوا حصارا شاملا على المدينة المكتظة بالسكان، ما حرم السكان من المواد الغذائية والأدوية والمعدات الطبية.
 
القناصة الحوثيين
يمكن في بعض الأوقات معرفة إن كانت الإصابة ناتجة عن رصاصة قناص من مسارها في جسم الإنسان، بحسب ستاتيس ديفكوتا، الطبيب بمنظمة أطباء بلا حدود والذي يعمل في تعز.
ويقول ديفكوتا “نرى نساء وأطفالا مصابين بطلقات في العنق”، مضيفاً “لديهم جروح دخول في العنق وخروج من الظهر، وهو ما يشير إلى أنه أُطلق عليهم النار من أعلى”.
ويضيف أن المدنيين ينقلون يوميا إلى المستشفى وهم مصابون بطلقة نارية واحدة في الرأس والرقبة والصدر، مشيراً إلى أن القناصة في كل مكان وليسوا فقط على الأسطح.
“الرصاصة قد تأتي من الأسفل، ومن الخلف، ومن كل مكان. هؤلاء الناس قد يكونوا في أي مكان، وهم يطلقون النار على أي شيء يتحرك – النساء والأطفال وحتى الكلاب”.
وتعتبر الألغام مبعث خوف لكثير من المدنيين العالقين في تعز. فعند تغير خطوط الجبهة، يقوم المقاتلون الحوثيون بزرع الألغام وإخفائها في التربة أو المباني الخالية.
ويقول ديفكوتا “رأيت الكثير من المدنيين وقد انشطروا إلى نصفين بعدما داسوا على لغم أرضي. ورأيت أيضاً مدنيين وقد خرجت أحشاؤهم وآخرين فقدوا أطرافهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى