بعد يومين من زيارة “خاطفة” لـ”ولد الشيخ”.. الغموض يلف مستقبل السلام في اليمن
بعد زيارة خاطفة لـ”ولد الشيخ” إلى عدن، بات الغموض يلف مستقبل السلام في الجمهورية التي تعصف بها الحرب منذ أزيد من عامين. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
بعد يومين من زيارة خاطفة قام بها المبعوث الأممي لليمن “إسماعيل ولد الشيخ أحمد”، أمس الأول الخميس، إلى عدن، العاصمة اليمنية المؤقتة، التقى خلالها الرئيس عبدربه منصور هادي وقيادة الشرعية، انتهت دون نتائج، بات الغموض يلف مستقبل السلام في الجمهورية التي تعصف بها الحرب منذ أزيد من عامين.
خففت لهجة السلام والتحركات الدولية لحسم الملف اليمني، فيما تعالى أصوات الرصاص وروائح البارود في أكثر من جبهة قتال، في مشهد يرى مراقبون أنه يتجه نحو الحسم العسكري بعد استنفاد فرص السلام، بُعيد هدنة استمرت 48 ساعة وانتهت دون تجديد.
ويعتقد متابعون للوضع في اليمن أن هناك توجهاً جاداً لحسم الأمور عسكرياً، مستندين إلى جملة من المعطيات بينها التغييرات التي أجراه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على قادة العديد من التشكيلات بالجيش اليمني، إضافة إلى إعلان الجيش اليمني الموالي للحكومة الذي تلا ساعات انتهاء الهدنة بشأن استئناف عمليات العسكرية وبوتيرة أكبر، من أجل “عملية التحرير واستعادة الشرعية، وإنهاء الانقلاب وتطهير كل شبر في اليمن”.
وسبق أن أصدر المتحدث باسم الجيش، العميد الركن عبده مجلي، بياناً قال فيه إن قواته استأنفت العمليات العسكرية في مختلف الجبهات، بعد انتهاء الهدنة التي استمرت 48 ساعة، والأيام القادمة مليئة بالمفاجآت ولن يقف أمام عملية التحرير أي عائق”.
ويرى الكاتب والباحث اليمني، نبيل البكيري، إنه “يستحيل الحديث عن سلام في اليمن في الوقت الراهن مادام وثمة مليشيات متمردة تمتلك سلاح الدولة التي اسقطتها”.
ويعتقد “البكيري” في حديث لـ”يمن مونيتور” أن “الطريق الوحيد للسلام هو اسقاط هذا الانقلاب وتجريد هذه المليشيات من سلاحها، لانها لم تعد جماعة وطنية بل أصبحت جماعة وظيفية للمشروع الإيراني، مثلها مثل حزب الله في لبنان ومليشيات الحشد الشعبي بالعراق”.
ويتابع، “السلام في هذه المرحلة قبل اسقاط الانقلاب وتجريد المليشيات من سلاحها يعني التسليم للانقلاب والتمكين للمشروع الإيراني”، حد تعبيره.
من جهته، يقول ” باسم فضل الشعبي”، رئيس مركز مسارات للاستراتيجيا والاعلام”، (غير حكومي)، إن “الضغط العسكري على الحوثيين وحلفائهم بامكانه في النهاية أن يولد فرصاً للسلام من خلال استسلامهم أو قبولهم بتقديم تنازلات، عدا ذلك فان الحسم العسكري هو أيضاً خيار مطروح لإحلال السلام”.
وأضاف لـ”يمن مونيتور”، أن من يسميها “المليشيات”، في إشارة للحوثيين وقوات توالي الرئيس السابق صالح، “غير صادقة في الالتزام بالهدن والقرارات الدولية، الأمر الذي دفع التحالف للقول إنه لاهدن مستقبلية، كما دفع الشرعية لتصعيد العمليات العسكرية”.
ويختم بالقول: “هذا هو المطلوب في تصوري الآن، خصوصاً بعدما تم وضع المجمتع الدولي أمام أكاذيب تحالف الحرب الداخلية (الحوثي/صالح) وتنصلاتهم من الاتفاقات السابقة التي وقعوا عليها”.
ومنذ أواخر سبتمبر/ أيلول 2014، يسيطر مسلحو الحوثي وقوات موالية للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على العاصمة صنعاء وبعض المدن شمال وغرب البلاد، بقوة السلاح.
وتتهم الحكومة اليمنية والتحالف العربي إيران بتزويد جماعة الحوثي بالسلاح، في حروبها التي تخوضها في اليمن وعلى الحدود مع المملكة، وهو ما نفته طهران أكثر من مرة.
ويشهد اليمن حربًا منذ قرابة عامين بين القوات الموالية للحكومة اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة أخرى، مخلفة أوضاعاً إنسانية صعبة.
وتشير التقديرات إلى أن 21 مليون يمني (80% من السكان) بحاجة إلى مساعدات، وأسفر النزاع عن مقتل 6 آلاف و600 شخص، وإصابة نحو 35 ألف، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وتقود السعودية منذ 26 مارس/ آذار 2015، تحالفاً عربياً في اليمن ضد الحوثيين، يقول المشاركون فيه إنه جاء “استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية، والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح”.