اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

رؤية غربية: أربع محن تواجه الحوثيين خلال الحرب واضحة وضوح الشمس

نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً مطولاً عن “محنة الحوثيين واضحة في زيارة إلى عاصمة اليمن”، حيث ينتشر القمع المفرط لكل من يحاول معارضتهم، ويخرج المتظاهرون للمطالبة برواتبهم، ويعيش السكان حالة من الخوف المفرط وأوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة بسبب حكم الحوثيين للبلاد. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريراً مطولاً عن “محنة الحوثيين واضحة في زيارة إلى عاصمة اليمن”، حيث ينتشر القمع المفرط لكل من يحاول معارضتهم، ويخرج المتظاهرون للمطالبة برواتبهم، ويعيش السكان حالة من الخوف المفرط وأوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة بسبب حكم الحوثيين للبلاد.
اطلع “يمن مونيتور” على التقرير، الذي نشر اليوم الأحد، الذي تمحور حول أربع محن رئيسية:
الأولى: مصارعة الاعتراف بالخسارة والمكابرة لتعزيز هيمنة الجماعة ونظرتها الدونية للآخرين.
الثانية: لا تجد الجماعة هوية حقيقية تمثلهم، بين شعارات تابعة لحزب الله وإيران أو جماعة دينية تسعى لترسيخ المذهب، أو جماعة تكافح الفساد في البلاد.
الثالثة: كفاح الجماعة من أجل الحكم والسيطرة دون أن تملك أي خبرات سياسية وإدارية للدولة، مع قمع لكل محاولة لمعارضتهم أو المطالبة بحقوق مواطنيهم.
الرابعة: رفض الكثير من اليمنيين لما يسمونه “انقلاب” الحوثيين وسيطرة الجماعة على مؤسسات الدولة.
 
مصارعة الاعتراف بالخسارة
في المحنة الأولى ظهر اعتراف المتحدث العسكري باسم تحالف الحوثيين والرئيس السابق بأنهم لم يحققوا تقدم في الجبهات طوال العام الماضي وأنهم خسروا كل شيء.
ولتأكيد الحالة التي وصلت إليها الجماعة أشار موفد نيويورك تايمز إلى اليمن بن هوبارد، إلى المقابلة مع لقمان كانت في سيارته فلم يستطيع مقابلته في مبنى وزارة الدفاع.
وقال لقمان “لم نتقدم إلا نادراً خلال العام الماضي في معظم جبهات القتال”.
يعتقد الحوثيون على لسان لقمان: “خسرنا كل شيء، حتى البنية التحتية، لم يبق لنا إلا الأنقاض، ما يحدث الآن هي حرب استنزاف طويلة”. بالرغم من تهديد الرجل في مقابلة مطلع سبتمبر/أيلول الماضي بخوض حرب استنزاف طويلة الأمد مع التحالف العربي.
 
التخبط في الهوية
أما محنة الحوثيين الثانية المتمثلة بالهوية فتجلت في حديث الصحيفة أن الحوثيين يرفعون شعارات “الموت لأمريكا….” في معظم شوارع والمؤسسات الحكومية في صنعاء كشعارات تنظيم حزب الله اللبناني والثورة الإيرانية، وبين كونهم رجال يمنيين ينتمون للبلاد اليمنية مع نفيهم أن يكونوا جزءً من النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، كما أن مقابلة الصحيفة مع مقاتلين من الجماعة أحدهم في سن (19) خلطت الجماعة بين أهدافها بين “تبيين الدين الصحيح للإسلام” و “محاربة الفاسدين في البلاد”، بالرغم من الجماعة أنشأت أسواقاً سوداء للعملة الصعبة والمشتقات النفطية، وقامت بتوظيف الآلاف من أنصارها في مؤسسات الدولة المختلفة.
 
الكفاح للاستحواذ على السلطة في ظل الحرب
المحنة الثالثة فخلال 10 أيام لموفدين الصحيفة الأمريكية تجولوا في المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحوثيين تبين للفريق أن الحوثيين هم المسؤولين من منح تراخيص المرور ونقاط التفتيش وحتى أكبر مؤسسة في البلاد، وخرجت الصحيفة بأنه بمقابل القوة القتالة للتمرد في مناطق الحوثيين إلا إنهم يفتقرون إلى السياسيين المهرة والتكنوقراط والمثقفين وقالت إن ذلك كان واضح “وضوح الشمس” للصحفيين في نيويورك تايمز.
تعتمد الكثير من الإدارة الحوثيين على موظفي الخدمة المدنية الذين يستاؤون من العمل تحت سيطرتهم، وعلى أتباع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، المتحالف معهم، كما أن معظم الموظفين الحكوميين في منازلهم لعدم قدرة الجماعة على دفع مرتباتهم-حسب الصحيفة.
كما أن الجماعة في كفاحها من أجل السيطرة والحكم تقوم بسجن كل من يخرج للمطالبة بحقوقه، الصحيفة أجرت مقابلة مع أحدهم والذي قال: إذا كنت تود الخروج والاحتجاج لطلب حقوقك، فإنها (الجماعة) يمكن أن تأخذك إلى السجن” متحدثا شريطة عدم الكشف عن هويته خوفا من الاعتقال. واضاف “إنها ميليشيا مسلحة” لا يمكن أن تحكم المليشيات البلاد فإدارة الدولة يتطلب رجالها والحوثيون قاموا بتهجيرهم أو قتلهم.
كان واضحاً معاناة الجماعة المسلحة في ظهور صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى (المشكل مناصفة مع علي عبدالله صالح) معترفاً بأن المجلس لا يملك أياً من الموارد لإدارة الدولة، فقد تلقى تحالف الحرب الداخلية صفعة مدوية بنقل البنك المركزي إلى عدن في سبتمبر/أيلول الماضي.
الصماد الذي التقى موفدين نيويورك تايمز في القصر الجمهوري بصنعاء، وشبهته الصحيفة بالبيت الأبيض بالنسبة لليمن، ظهر غاضباً لم يستطع الحديث وقال إن مجلسه سيكثف إدارة  “الشعب من أجل القتال في صفوف الجماعة”.
الصماد قال: “المملكة العربية السعودية تريد إذلالانا، بهذه الأزمة الاقتصادية، وهذا أسوء بالنسبة لهم معظم الشعب اليمني مسلح وسندفع الجميع إلى الجبهات”.
 
اليمنيون يرفضون الجماعة
في محنة رابعة تعيشها الجماعة وتطرقت إليها الصحيفة في نهاية تقريرها من اليمن أن كثير من اليمنيين في جنوب وشرق البلاد يعارضون ما يعتبرونه انقلاب الحوثيين، وقياس عمق التأييد الشعبي لهم في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون أمر صعب. فمنظمات حقوق الإنسان اتهمت الحوثيين بالهجمات العشوائية على المناطق المدنية، والاعتقالات التعسفية للمعارضين السياسيين وتعذيبهم.
الحوثيون سبب الأزمة الاقتصادية وهم سبب تدمير مؤسسات الدولة في البلاد منذ سيطرتهم على صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م، بمبرر خفض 1000 ريال (4$) في سعر جالون البنزين بعد رفع الحكومة الدعم عن المشتقات النفطية، لكن اليوم في السوق السوداء بمناطق سيطرة الحوثيين يصل فارق السعر عن حقيقته إلى (2500ريال) (10$) فبررت الجماعة “انقلابها” بخفض (1000 ريال) وبعد وصولها رفعت (2500 ريال)!
 وهكذا الميليشيات تدير الدول، محنات مختلفة وتبريرات مختلقة وصوت واحد في دولة بلا مؤسسات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى