هادي في عدن يرفع آمال “الحسم العسكري” و هروباً من الضغوط الدولية
عاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى محافظة عدن، عاصمة البلاد المؤقتة، في زيارة لم يعرف بعد مدتها وإن كانت دائمة أو لا، لكنها الزيارة الأولى في ظل تحشيد عسكري مستمر وتوتر بعلاقة حكومته مع الأمم المتحدة على خلفية خارطة الطريق.
يمن مونيتور/ تقدير موقف/ خاص:
عاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى محافظة عدن، عاصمة البلاد المؤقتة، في زيارة لم يعرف بعد مدتها وإن كانت دائمة أو لا، لكنها الزيارة الأولى في ظل تحشيد عسكري مستمر وتوتر بعلاقة حكومته مع الأمم المتحدة على خلفية خارطة الطريق.
وبينما كانت طائرة هادي تحط في مطار عدن الدولي، كانت طائرة إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة تحط في الرياض للقاء مسؤولين يمنيين بالتأكيد لن يكون من بينهم هادي ولا وزير خارجيته عبدالملك المخلافي الذي يرأس أيضاً وفد الحكومة للمشاورات.
وتحول الأوضاع الأمنية المضطربة في كبرى مدن الجنوب، دون إقامة دائمة للرئيس والحكومة هناك، إذ تعرض مقر الأخيرة للقصف مطلع أكتوبر/ تشرين أول من العام الماضي، كما تشهد المدينة اغتيالات متكررة تطال قيادات محسوبة على الحكومة الشرعية، أغلبها عسكرية ومن المقاومة الشعبية.
ومنذ رفض الحكومة اليمنية لقاء ولد الشيخ أحمد في آخر زيارة له إلى الرياض قبل أسبوعين دخل في عزلة ومرحلة صمت لم يتحرك إلا في بيان مرحباً بوقف إطلاق النار الميت أيضاً استمر ليومين (بدأ في 19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري)، بالرغم من الضغوط واللقاءات الدبلوماسية المستمرة من دول غربية عديدة مع هادي وقيادات حكومته بمن فيهم نائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر.
ويظهر من انتقال الرئيس اليمني إلى عدن أن يبعد عن نفسه حرج الرفض المتكرر للمبعوثين الدبلوماسيين الأمريكيين والبريطانيين والفرنسيين، وتخفيف حدة الضغوط عليه بوجود المبعوث الأممي في العاصمة السعودية و وضع ولد الشيخ أمام خيار آخر قد يكون زيارته إلى محافظة عدن حيث تدير الحكومة اليمنية المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
لكن من المتوقع أن يعقّد سفر هادي من مهمة ولد الشيخ، وسط هوة في العلاقة بين الجانبين، بسبب خارطة طريق أممية تهمّش دور هادي المستقبلي وتمنح صلاحياته لنائب رئيس توافقي، وتجعل سحب الأسلحة وانسحاب الحوثيين تحت إدارة حكومة توافقية بين طرفي الصراع، وهو ما ترفضه الحكومة اليمنية و وافق عليها الحوثيين والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وهو ما يضع ولد الشيخ أحمد في موقف (معقد) قد تطيح بجهود تسويق “خارطة الطريق” ويتلقى رسالة واضحة من الرئيس هادي أنه لا يمكن مناقشة هذه الخطة في صياغتها الحالية والتي تدور مشاكلها في “التزمين” و تفكيك فريق الشرعية التابع لهادي فيما يعطي النصيب الأكبر لجماعة الحوثي والقوات الموالية لـ”صالح”.
كما أن سفر هادي إلى عدن يرفع من معنويات أنصاره ومؤيدي “الشرعية” في البلاد، ويضع تحرير محافظة تعز أمام توجيهاته وقيادة عمليات ميدانية لتحرير المدنية المحاصرة من الحوثيين الذين يحشدون المئات من مقاتليهم إلى تخومها في محاولة لإيقاف توسع سيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وتحرير العديد من المناطق خلال الأسبوعين الأخيرين.
وما يجعل آمال المؤيدين لـ”هادي” معلقة نحو تحرير المدينة المحورية في الصراع القائم قيامه قبل الزيارة بتغييرات عسكرية كبيرة أطاحت بقيادات عتيدة واستبدلتها بآخرين وصفوا بأنهم من المقربين منه، عدّها مراقبون خطوة نحو حسم المعركة عسكرياً بعد الغموض الشديد الذي يلف مستقبل الحل السياسي للأزمة التي تعصف بالبلاد منذ قرابة عامين.
كما أن هادي أجرى خلال اليومين الماضيين اصلاحات شملت لجنة صرف رواتب العسكريين وفقاً لكشوفات ترفع من جبهات القتال، لحل مشكلة الازدواج في الصرف، وكذا انتظام تسليم الرواتب شهرياً، التي شكلت خلال الأشهر الماضية واحدة من المشاكل التي تواجه الحكومة الشرعية.
إن عاد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي من عدن إلى الرياض قبل تحرير تعز وتحقيق تقدم في السواحل الغربية للبلاد إلى جانب محافظة صعدة التي افتتحت القوات الشرعية أمس جبهتها الثانية من منفذ “علب” الحدودي، فسيصاب أنصار الحكومة “بخيبة أمل كبيرة وجديدة” ولا يعتقد أن يتم تجبيرها بوعود جديدة بالتحرير، كما أن ذلك سيعزز من قوة الحوثيين في الحرب الإعلامية والسياسية التي يتم خوضها ضد “هادي” وحكومته باعتبارهم حكومة “منفى”.