عمال الأجر اليومي باليمن.. “مكابدة” بحثا عن فرصة عمل مؤقتة
فاقمت الحرب الشديدة التي اندلعت في اليمن، منذ أكثر قرابة عامين، الأوضاع المعيشية لمعظم المواطنين، وألقت بالعديد منهم إلى رصيف البطالة. يمن مونيتور/ وحدة التقارير / خاص
فاقمت الحرب الشديدة التي اندلعت في اليمن، منذ أكثر قرابة عامين، الأوضاع المعيشية لمعظم المواطنين، وألقت بالعديد منهم إلى رصيف البطالة.
وأدى الوضع الاقتصادي المتدهور بشكل غير مسبوق في البلاد إلى إضعاف المشاريع الكبيرة والصغيرة ذات الصلة بالإنشاءات وأعمال البناء والمقاولات، التي كانت بمثابة جزء مهم لمعيشة العديد من عمال الأجر اليومي.
ويعاني هؤلاء العمال في الوقت الحالي من النقص الحاد في فرص العمل ذات الأجر اليومي، مع شكاواهم من تردي وضعهم المعيشي بسبب الوضع المتازم في البلاد.
أحمد عبد الفتاح، أحد عمال الأجر اليومي في العاصمة اليمنية صنعاء، يشكو كثيرا من قلة فرص العمل، وانعدامها في أحايين كثيرة، جراء الوضع الاقتصادي المتردي.
ويقول عبد الفتاح لـ”يمن مونيتور”، إنه يحصل على فرصة عمل ببعض الأيام فقط، في حين يشكو من عدم الحصول على أية فرصة في الأيام الأخرى، وهو ما جعله يعاني كثيرا من وضعه المعيشي.
عبد الفتاح لم يتمكن من الزواج حتى الآن، رغم أن عمره تجاوز الأربعين عاما، ويقول إن “ضعف الدخل أجبرني على عدم الزواج، فمن يريد بناء أسرة يحتاج لدخل ثابت”.
وأضاف أنه يعمل في حمل الأحجار، وقد كان في السابق يحصل على أجر يومي بمقدار (ألف ريال فقط) لا تكفيه حتى لمصاريفه اليومية.
ويتأسف كثيرا على ضياع فرص العمل قائلا: “كنا في السابق نحصل على ألف ريال يوميا بشكل شبه مستمر، أما الآن فأصبحنا نحلم بهذا المبلغ، على الرغم من ضآلته”.
من جهته يقول ناجي الملجمي، وهو من عمال الأجر اليومي في صنعاء إنه يعمل منذ فترة في مجال (الرنج) من الصباح حتى قبيل المغرب.
وأضاف، “احصل على بضعة آلاف، بشكل يومي، إن حالفني الحظ بالعمل”، غير أنه يشكو كثيرا من عدم حصوله على فرصة عمل بشكل مستمر، وعدم قدرته على إعالة أسرته المكونة من عدة أفراد بسبب ضعف المبلغ الذي يتقاضاه.
وتابع، “أذهب حاملا أدوات الرنج بشكل يومي لإحدى حراجات صنعاء من أجل البحث عن عمل، ننتظر كثيرا على وقع حرارة الشمس حتى يتم استدعائنا للعمل، على قلة الأجور”.
ويختم، “أحيانا أحصل على عمل، وفي أوقات أخرى يذهب انتظاري الطويل هباء منثورا، لعدم حصولي على شخص أعمل معه لأعيل نفسي وأسرتي بعيدا عن الهم المعيشي المتفاقم”.
وعلى الرغم من حصول البعض على فرص يومية ولو كانت قليلة، إلا أن هناك من يشكو من عدم حصوله على أي فرصة للعمل.
وعلى الصعيد ذاته يقول “إبراهيم سالم”، الذي كان يعمل قبل الحرب في الحدادة بصنعاء، إنه توقف عن العمل ولم يستطع الحصول على فرصة لإعالة أسرته.
وأضاف لمراسلة “يمن مونيتور”، صحيح أن عملي سابقا كان لا يفي بمتطلبات أسرتي المكونة من عدة أفراد، لكني كنت سعيدا بها.. العمل نعمة ولا تجعلني أحس بضعف أمام الآخرين بسبب عدم حصولي على فرصة للعيش”.
ويأمل سالم في انتهاء الحرب في البلاد، والحصول على فرصة عمل كي تقيه شر الهموم، حسب قوله.
يشار إلى أن تقارير نشرتها منظمات الأمم المتحدة تؤكد أن حوالي 80% من اليمنيين باتوا بحاجة لمساعدات، في حين يعاني أكثر من 7 ملايين يمني من نقص حاد في الغذاء وبحاجة عاجلة للإغاثة، فضلا عن تسبب الحرب بنزوح حوالي 3 ملايين مواطن.
وكان تقرير صادر عن مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي اليمني (غير حكومي) قد ذكر نهاية أبريل/ نيسان الماضي أن نحو مليون ونصف المليون عامل من اليمنيين، فقدوا أعمالهم بسبب الحرب التي تشهدها البلاد، في حين توقفت 800 شركة مقاولات عن العمل.