حاول وزير الخارجية الأمريكي فرض خارطته المتحيزة للميليشيات بالإتفاق مع السعودية وبعيداً عن الشرعية اليمنية، وأعلن عن وقف لإطلاق النار حدد موعده بالتنسيق مع وفد الميليشيا، متجاهلاً إرادة الشعب والجغرافيا اليمنية التي لا تعترف بوصاية خارجية. حاول وزير الخارجية الأمريكي فرض خارطته المتحيزة للميليشيات بالإتفاق مع السعودية وبعيداً عن الشرعية اليمنية، وأعلن عن وقف لإطلاق النار حدد موعده بالتنسيق مع وفد الميليشيا، متجاهلاً إرادة الشعب والجغرافيا اليمنية التي لا تعترف بوصاية خارجية أنجبت مبادرة مشوهة لشرعنة ماهو غير شرعي علی حساب تضحيات الشعب.
بينما كان كيري يحتفي مع الحوثيين بإنجاز وهمي لوقف الحرب، وانقاذ الميليشيات من جحيم الحرب في أكثر من مكان، كان أبطال الجيش الوطني في تعز يخوضون في تلك اللحظات معركة فاصلة شرق المدينة كانت كفيلة بإرغام الخارجية الأمريكية علی إرسال أحد موظفيها للقاء للرئيس اليمني منصور هادي وإزالة ماسماه “سوء الفهم” عن مبادرة كيري التي تجاهل فيها الطرف الشرعي وحاول إظهار الميليشيات كطرف قوي يسيطر علی الأرض.
المعركة الدائرة شرقي تعز مهمة جداً للجيش الوطني والشرعية، وهي أول معركة يخوضها المقاتلون تحت مظلة واحدة بعد دمجهم بالجيش اليمني بعيداً عن المسميات الفصائلية التي ظلت سائدة منذ عام ونصف، ومن هذا المنطلق يمكن تفسير التقدم المتسارع والمنظّم للجيش علی أرض المعركة في مقابل تقهقر عناصر الميليشيات، وتراجعهم بشكل متسارع أيضاً.
المعركة المستمرة شرقي تعز تكتسب أهميتها في كونها تحمل أهداف بعيدة المدی تصل لقطع الخط الوحيد لإمداد الميليشيات الموجودة في ريف تعز وسهولة إكتساح مواقعها في حال تمكن الجيش الوطني من السيطرة علی منطقة الحوبان، وهو ما سيترتب عليه إنقلاب كبير في موازين السيطرة علی الأرض وبداية حقيقية لانتقال المعركة باتجاه محافظة إب المحاذية لتعز.
أدرك كيري سريعاً أن الوضع الميداني في تعز يسير باتجاه مضاد لما خطط له فلم يكن أمامه سوی تجاهل خطيئته، وهو مايعكس أهمية السيطرة الفعلية علی الميدان في صناعة القرارات السياسية بالنسبة للغرب بعيداً عما هو شرعي أو غير شرعي، فلا صوت يعلو فوق صوت المعركة.
إنتصارات تعز الأخيرة كانت ورقة رابحة في موقف الشرعية الصريح والرافض لمبادرة كيري عندما استندت علی معطيات الميدان الحقيقي لإدارة المعركة بعيداً عن أحاديث السياسة المهترئة، وهذه الإنتصارات رسالة واضحة للشرعية بضرورة دعم الجيش وخصوصاً تعز بالمعدات اللازمة لاستكمال إعادة الدولة ومؤسساتها المغتصبة منذ عامين.
صفقة كيري الأخيرة كانت خاسرة بكل المقاييس وسقوط أخلاقي غير مبرر عندما قرر إبعاد طيران التحالف العربي عن مسرح العمليات، لكنه لم يدرك وجود مقاتلين في مدينة تعز يتحركون بعزيمة الجندي الذي يدافع عن الأرض لا بأزيز الطائرات، وهنا يكمن السر الذي أدركته واشنطن مؤخراً لتعتذر للرئيس اليمني تحت وطأة إنتصارات تعز وهزيمة الميليشيات.