أخبار محليةالأخبار الرئيسيةتقارير

المبادرات الخيرية في رمضان اليمن.. بصيص أملٍ في وجه الأزمات المتراكمة! ( تقرير خاص )   

يمن مونيتور/ من إفتخار عبده

جاء شهر رمضان هذا العام في ظل وضع اقتصادي ومعيشي متعب يعيشه اليمنيون شمالًا وجنوبًا؛ نتيجة الصراع الدائر في البلاد والذي تسبب بالفقر والبطالة لشريحة كبيرة من أبناء المجتمع.

وفي ظل هذه الظروف المعيشية والاقتصادية الصعبة تبرز مبادرات خيرية فردية وجماعية تساند العديد من الأسر اليمنية على تخطي عقبات الوضع المعيشي الصعب، وتعينهم على قضاء شهر رمضان بأمن معيشي.

هذه المبادرات، التي يقودها أفراد ومجموعات من مختلف شرائح المجتمع جعلت الأجواء الرمضانية تتسم بروح العطاء في أبهى صورها، مع انتشار موائد الرحمن وسط الأحياء الشعبية، وتوزيع السلال الغذائية التي تصل إلى المحتاجين، ما يظهر قيم التكافل الاجتماعي، ويؤكد على أن اليمنيين رغم كل الظروف، قادرون على التكاتف والتآزر لمواجهة التحديات.

أنا موجود

محمد جمال الطياري، رئيس مبادرة” أنا موجود” يقول لـ يمن مونيتور” إن” المبادرات الفردية والجماعية لها دورها الكبير في مساعدة ومساندة الأسر المتعففة والأشد احتياجًا، كما هي الحال في مبادرتنا التي أنشأتها الأستاذة أسماء الجعدي، عام 2015 وفق رؤية وطنية إنسانية خالصة بالعمل الإنساني ومساعدة الأسر المحتاجة والمتعففة، والأسر الأشد احتياجا في المجتمع اليمني بشكل عام والعاصمة صنعاء على وجه الخصوص”.

وأضاف الطياري” نحن في مبادرة” أنا موجود” لدينا العديد من الأنشطة التي تقيمها المبادرة طوال العام وبشكل مستمر، لكننا خلال شهر رمضان نحاول أن نكرس الجهود للعمل بشكل يومي لتكون الفائدة أعم وأشمل”.

وأدرف” في شهر رمضان، لدينا الكثير من الأنشطة منها، مشروع” شق تمرة” هذا المشروع الذي نقوم فيه بإفطار الصائمين؛ إذْ نفطر من 100إلى500 صائم كل يوم، ومعنا مشروع المطبخ الخيري والذي كنا نقيمه سابقا طوال أيام شهر رمضان لكنا ونظرا للظروف أصبحنا نقيمه في الأسبوع مرتين فقط، كل يوم جمعة ويوم اثنين، ونقوم فيه بإفطار المشردين، وإفطار عمال النظافة وإفطار رجال المرور ودار الأيتام والمهمشين، والعديد من الطبقات التي نختارها بعناية”.

وتابع” معنا إلى جانب ذلك زيارة دار العجزة والمسنين وتقديم المعونات لهم، ومشروع السلل الغذائية لأسر الأيتام والتي بالعادة يتم وصولنا إليها عن طريق عقال الحارات، وكذلك مشروع سقي المصلين، ومشروع” أسعدهم تسعد” ومشروع كسوة وجعالة العيد، وإفطار مرضى السرطان وتوزيع كسوة العيد لهم، بالإضافة إلى توزيع أضاحي العيد بقدر المستطاع”.

صعوبات تعيق المبادرات

وواصل ” الانقسام السياسي لم يؤثر فقط على الجانب المعيشي لليمنيين بشكل عام؛ بل أثر حتى على المبادرات من خلال الصعوبات التي تلاقيها المبادرات الإنسانية الخالصة من حيث الحصول على تصاريح والتنسيق مع الجهات المختصة، بالإضافة إلى السوشيال ميديا وتأثيره السلبي على دور المبادرات من خلال القضايا التي نشرت فيها كقضية” غالب القاضي” و”أبو جنات” وقضايا الأشخاص الذين يستغلون الحاجة الإنسانية التي يعانيها المواطنون بالانحراف عن مسار الجانب الإنساني”.

واختتم” اليمنيون يعانون بشكل عام من الوضع المعيشي الصعب للغاية، ونحن كشباب نقوم بدورنا محاولين تخفيف معاناة أبناء مجتمعنا بما نستطيع ونسعى إلى أن نكون موجودين في أغلب المحافظات اليمنية بما يليق بشعار المبادرة، لكنا نأمل أن نجد تعاونًا من قبل الجهات المختصة والمؤسسات الحكومية، كما نطمح أن يكونوا رافدًا لنا في التخفيف من معاناة الناس، وذلك بإتاحة الفرص للشباب من أجل التغيير بالمجتمع والتغيير بالواقع نحو الأفضل”.

مرآةٌ لتكاتف المجتمع

في السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي، مروان الشرعبي” في ظل ظروف معيشية صعبة يعيشها اليمنيون لا سيما في رمضان المبارك؛ إذ ترتفع فيه أسعار المواد الغذائيةـ القوت الضروري لحياة الإنسان -، تبرز أيادي الخير والعطاء في واجهة الصورة في دعم وإسناد الفقراء والمساكين وتخفيف ولو جزء من معاناتهم بما تقدمه من مساعدات بمختلف أشكالها وتعدد أصنافها”.

وأضاف الشرعبي لـ” يمن مونيتور” المبادرات الخيرية مرآة لتكاتف أبناء المجتمع مع بعضهم البعض، ورؤية مجتمعية توثق حبال الرحمة والتعاون بين الأغنياء ورجال المال والأعمال مع الفقراء وأصحاب الحاجة والفاقة، الذين انقطعت بهم سبل المعيشة وجار عليهم الواقع الاقتصادي”.

وأردف” رغم أن هذه المبادرات قليلة لم تعد تغطي القدر الكافي للمواطنين المستحقين للمساعدات، ففي كل قرية وبيت ومحافظة هناك قصة فقر لم تقرأ بعد، إلا أنه ما يزال لهذه المبادرات صدى واسع يلقى أثره الكثير من المعوزين”.

وتابع” الجميل في هذه المبادرات أنها تأتي في الوقت الذي يكون فيه الناس بأمس الحاجة إليها كشهر رمضان المبارك، وتأتي للناس المغلوبين على أمرهم، الذين تنكرت لهم القيادات السياسية بمختلف مستوياتها وتركتهم يلوكون مرارة الفقر والمعاناة”.

وواصل” المبادرات الفردية والجماعية شيء جميل يمكن أن تسلمه في هذا الشهر الكريم، نتمنى أن تكثر مثل هذه المبادرات وأن يحذوا الناس حذو المبادرين، من يستطع أن يقدم مبادرة أو أن يسعاد القائمين عليها بما يستطيع من المال”.

صناعُ النجاح

بدورها تقول، كريمة الصراري، رئيسة مبادرة “صناع النجاح” الأسر اليمنية اليوم تعاني من احتياجات كثيرة فقدتها نتيجة الوضع المعيشي الصعب الذي تعيشه اليوم غالبية الأسر اليمنية في جوانب عديدة كالجانب التعليمي والصحي والغذائي؛ وبناء على ذلك نحن نعمل في مبادرة” صناع النجاح” على بث الأمل في قلوب المعوزين من خلال مد يد العون والمساعدة لهم”.

وأضافت الصراري لـ” يمن مونيتور” تعمل المبادرة بمشاريعها الخيرية والتنموية في مديرية القاعدة والقرى المجاورة لها- في محافظة إب- تعمل بشكل دائم طوال العام في المجال العلمي والمهني في تعليم الحرف اليدوية بأنواعها لربات الأسر المحتاجة، تحت شعار “لا تعطيني كل يوم سمكة ولكن علمني كيف اصطاد”.

وتابعت” أما في شهر رمضان فهي تعمل على تقديم المساعدة للأسر المحتاجة والمتعففة بتقديم السلل الغذائية وكسوة العيد والأضحية العيدية وبرامج خيرية عديدة،

بالإضافة إلى تقديم المساعدات في مجال الصحة في العمليات والمعاينات لعدد من الأسر في فئاتها المختلفة “.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى