توقعات السياسة الأمريكية الجديدة لـ”ترامب” في اليمن
يعرف عن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب اليوم الأربعاء أنه رجل ثري (ثروته 10 مليار دولار) لكنه جاهل سياسياً ويفتقر إلى الخبرة، وهو الأول في رؤساء البلاد الذي يتقلد منصبه بدون معرفة في السياسة. يمن مونيتور/ تقدير موقف/ من عدنان هاشم:
يعرف عن دونالد ترامب الرئيس الأمريكي المنتخب اليوم الأربعاء أنه رجل ثري (ثروته 10 مليار دولار) لكنه جاهل سياسياً ويفتقر إلى الخبرة، وهو الأول في رؤساء البلاد الذي يتقلد منصبه بدون معرفة في السياسة.
وخلال السباق للفوز بمنصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية لم يذكر دونالد ترامب إلا الشيء البسيط عن اليمن، والسياسة الخارجية لبلاده القادمة مع السعودية.
تحدث ترامب عن اليمن بشيء بسيط خلال لقاء مع “أوريلي فاكتور” في شاشة فوكس، خلال يناير/كانون الثاني، ولكن حديثه يترك الكثير من الخيال.
وقال ترامب: “أقول هذا عن إيران التي تبحث الوصول إلى المملكة العربية السعودية. لانهم يريدون النفط. انهم يريدون المال ويريدون الكثير من الأشياء الأخرى التي يجب القيام بها، ويريدون السيطرة على اليمن. بالنظرة إلى الحدود مع اليمن، بين اليمن والمملكة العربية السعودية، هي أبرز تطلعات الإيرانيين، لمهاجمة السعودية والدخول إليها، وبصراحة لايمكن للسعوديين البقاء على قيد الحياة بدوننا، والسؤال هو، ما هي النقطة التي يمكننا الحصول فيها على المشاركة، وما هي قدرة السعودية لتدفع لنا من أجل انقاذها؟ “.
لقد سمعنا إجابات مثل هذه من قبل من فريق ترامب. فقد اقترح الرئيس الجديد أنه “لا ينبغي أن تتسرع في مساعدة حلفائها في الناتو إلا إن عليها “الوفاء بالتزاماتها لنا” ماليا؟”.
وذكر لـ”ترامب” فقرة وجيزة عن اليمن في وقت سابق من هذا العام على الأرجح في سؤال يتعلق برؤية واشنطن لعمليات التحالف في اليمن: “لن اقول للناخبين الكثير في كل شيء عن الأماكن التي يوجد فيها الصراع”.
في تصريح آخر للرئيس الجديد «السبب الرئيسي للشراكة مع السعودية، هو أننا بحاجة إلى النفط»… «الآن، نحن لسنا بحاجة إلى النفط كثيرًا»، وهو بذلك أول مرشح في تاريخ الانتخابات الأمريكية ينتقد السعودية علانية ويقلل من شأنها في الأجندة الخارجية الأمريكية.
وذهب ترامب إلى أبعد من ذلك ليصّرح بأنه في حال وصل إلى البيت الأبيض، قد يُوقف شراء النفط من المملكة العربية السعودية وحلفاء عرب آخرين، ما لم تلتزم بالمشاركة بقوات برية في المعركة ضد “داعش” أو “تعوّض بشكل كبير” واشنطن لمكافحتها الجماعة المسلحة، التي تهدد استقرار الدول العربية.
وقال ترامب في تصريحات سابقة نشرتها صحيفة نيويورك تايمز: “لو كانت السعودية دون عباءة الحماية الأميركية، لا أعتقد أنها كانت ستكون موجودة”.
ستسعى المملكة مع ترامب لاستغلال علاقته بالوليد بن طلال الذي أنقذه من الانهيار والإفلاس، بعد شراءه يخت ترامب وفندق ترامب بلازا، ممّا خفّف من وطأة ديون الرئيس الأمريكي الحالي، إضافة إلى امتلاك الرجل أصول وأموال تجاريه تخصه وأبنته في السعودية والإمارات، فايفانكا ترامب ابنة الرئيس الأشهر هي مالكة محلات المجوهرات الشهيرة “بونسيانا” التي افتتحت قبل أعوام في مدينة الرياض و دول عربية أخرى.
ويجادل محللون بأن المال لن يكون هو عامل الحسم في رسم خطوط العلاقات بين كل من واشنطن والسعودية، بل السياسات والتوافقات، فالرياض تربطها علاقة ممتازة مع سلسلة الرؤساء الجمهوريين وبالحزب على نقيض الحزب الديمقراطي.
ولكن ما يهم المملكة العربية السعودية هو موقف “ترامب” من الاتفاق النووي الإيراني الذي اعتبره الرئيس الأمريكي الجديد خطر على مواطنيه، بعد أن منح إيران 150 مليار دولار، ولم يعط الأميركيين شيئاً، واصفاً إياه بأسوأ صفقة في التاريخ، وأشار خلال خطاب في يوليو/تموز الماضي إلى أن توقيع الاتفاق النووي مع إيران «عار» على الولايات المتحدة الأميركية.
كما قال ترامب إن أولويته الأولى كرئيس ستكون إلغاء الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه العام الماضي مع إيران، مشيراً إلى أنه اتفاق كارثي لأميركا وللشرق الأوسط برمته، موضحاً أن المشكلة الكبرى إزاء الاتفاق النووي هو أن إيران يمكنها أن تلتزم ببنوده، لكن في الوقت نفسه تستطيع السعي لحيازة قنبلة نووية من خلال كسب الوقت.
كما يقول ترامب إن “الولايات المتحدة تحت قيادته ستتصدى للاندفاع العدائي الإيراني من أجل زعزعة استقرار المنطقة والهيمنة عليها وتفكيك شبكة الإرهاب العالمية لإيران”.
ويقصد بشبكتها الإرهابية العالمية جماعتها التي تنتشر في الشرق الأوسط وجنوب الولايات المتحدة الأمريكية ومنها جماعة الحوثي في اليمن.
وبغض النظر عن الحملة الانتخابية والتصريحات التي تصدر فيها، إلا أن الأشهر المقبلة من وصول الرجل إلى البيت الأبيض ستوضح طبيعة تحالفاته في الشرق الأوسط، والتي لا يعتقد أنها ستخرج من دائرة الاستقطاب الموجود.
علاوة على ذلك فدونالد ترامب يظهر وجهه الحقيقي بطريقة الخداع والتجارة، التي كانت تقودها الولايات المتحدة بوجه متغير ومتقلب طوال العقود السابقة بشأن الشرق الأوسط، وهو بذلك سيضع السياسة الخليجية أمام خيارات صعبة لكنها ستؤسس إلى اعتماد ذاتي لمواجهة إيران.