خارطة ولد الشيخ.. قنبلة موقوته و”الشرعية” تدعو لتحاشيها
قبلت الحكومة اليمنية، اليومين الماضيين، تسلّم خارطة السلام الأممية رغم تحفظها على مضمونها، لكنها عادت للتحذير منها مجددا، والتلويح بأنها ليست سوى”قنبلة موقوتة”، لن تجلب لليمنيين السلام الذي افتقدوه منذ قرابة العامين. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
قبلت الحكومة اليمنية، اليومين الماضيين، تسلّم خارطة السلام الأممية رغم تحفظها على مضمونها، لكنها عادت للتحذير منها مجددا، والتلويح بأنها ليست سوى”قنبلة موقوتة”، لن تجلب لليمنيين السلام الذي افتقدوه منذ قرابة العامين.
ويبدو أن “الشرعية”، تعرّضت لضغوط دولية كبيرة خلال الأيام الماضية من أجل قبولها بالتعاطي مع الخارطة الأممية، وحتى لا تظهر بموقف المعرقل لها، بدأت ببعث رسائل عن انطباعها عنها، والنتيجة التي سيكون عليه اليمن في حال تم اعتمادها من قبل المجتمع الدولي.
واليوم السبت، قال وزير الخارجية، عبدالملك المخلافي، إن الخارطة لا يمكن أن تصنع سلاما، وإنما ستزيد من الصراعات والاقتتال الداخلي.
وقال المخلافي، لنائب وزير الخارجية التركي، أوميت يالتشن، الذي التقاه في مدينة جدة السعودية على هامش اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي، إن “خارطة الطريق التي تقدم بها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ لا يمكن أن تصنع سلام وإنما ستزيد من الصرعات والاقتتال الداخلي لانها لم تلتزم بقرار مجلس الأمن 2216 الصادر تحت الفصل السابع والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الذي شاركت فيها مختلف القوي السياسية اليمنية والفئات الاجتماعية والشبابية.
وأضاف المخلافي” أن أي حل يثّبت الانقلاب أو يكافئ المليشيا الانقلابية التي فرضت الحرب على الشعب اليمني لن يُكتب له النجاح ولن يكون مقبولا بأي من الأشكال”.
وعلى الرغم من عدم رفضها صراحة، إلا أن التصريحات الحكومية، تكشف أن “الشرعية” تريد إخلاء ذمتها من تلك الخارطة في حال إقرارها بضغط دولي، وأنها ستقود إلى حروب جديدة.
ولا يُعرف ما إذا كان المجتمع الدولي سيقوم بالالتفات لتلك المخاوف الصادرة من قبل الشرعية أم لا، لكن المؤشرات تقول أن اللجنة الرباعية الدولية المؤلفة من أمريكا وبريطانيا والإمارات قد وافقت عليها بشكل كلي، فيما قبلتها السعودية على مضض.
وطيلة الفترة الماضية، كانت “الشرعية” تستقوي بالمرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرار الدولي 2216، ومع تزايد الضغط الدولي، يبدو أنها لجأت لاستعراض قوتها في الشارع، للرد على الأصوات التي تقول بأنها”منفية” في الخارج ولا تمتلك قاعدة شعبية.
وخلافا لجماعة الحوثي وصالح الذين لجأوا منذ أكثر من عام إلى حشد الشارع في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم، قامت الحكومة بتحشيد أنصارها في أكثر من خمس محافظات محررة، الخميس الماضي، أبرزها عدن وتعز ومأرب والمكلا والمهرة.
وأعلنت تلك الحشود رفض خارطة ولد الشيخ واعتبرتها بأنها”خيانة” لدماء الشهداء الذي سقطوا بنيران الحوثيين في أكثر من محافظة يمنية، وتصدّوا لانقلابهم.
ومن الواضح أن الحكومة تريد إشعار المجتمع الدولي، بأن تلك الحشود، وعلى الرغم من تضررها البالغ من الحرب، إلا أنها لن تقبل بسلام مجحف، وستدخل في حروب مع الحوثيين مستقبلا.
ويخشى مراقبون من اعتماد المجتمع الدولي خارطة السلام في نسختها الحالية، والتي ستمكن الحوثيين من الحكم وستجعلهم يقودون أي حروب ومعارك مع أي فئات داخل المجتمع اليمني باعتبارهم الحكومة الشرعية، وقد يصنفون خصومهم بأنهم متمردون، كما ينطبق عليهم الحال حاليا.