وعلى غير ما يبدو، فهي فرصة دفع لمعسكر الشرعية إذا استغلت باستنفار شامل وموقف الرئيس هنا يشبه إلى حد بعيد انتقاله من صنعاء إلى عدن بتلك الصورة التي قلبت الطاولة وخلطت الأوراق على المؤامرة الانقلابية. مبادرة ولد الشيخ وما تلاها من موقف حازم من الرئيس هادي وحكومته، هي محطة مهمة ومفصلية في معركة التحرير.
وعلى غير ما يبدو، فهي فرصة دفع لمعسكر الشرعية إذا استغلت باستنفار شامل وموقف الرئيس هنا يشبه إلى حد بعيد انتقاله من صنعاء إلى عدن بتلك الصورة التي قلبت الطاولة وخلطت الأوراق على المؤامرة الانقلابية.
مبادرات ولد الشيخ ليس لها أول ولا آخر مبادرة تنحاز في أغلبها إلى جانب معسكر الانقلاب، فهي مستمرة كسابقاتها وما زالت مشروع للحوار تعتمد في تغير توجهاتها على حنكة الدبلوماسية الشرعية، والأهم إعادة ترتيب آلية الحسم بصورة أسرع وأوضح في تعاملها مع ميدان المعركة خاصة وللشرعية الكلمة الاولى عسكرياً.
كانت أول نتائج المبادرة الغريبة رفض صريح من القيادة السياسية وردة فعل قوية ومتميزة من الشارع اليمني.. والحشود التي خرجت في عدن وتعز ومأرب وحضرموت في هذا الظرف سجلت رسائل قوية لكل الأطراف خاصة تلك التي ظنت أنها أنهكت الشارع وأوصلته إلى حافة التنازل والاستسلام والقبول بأي شيء، وهذا ما لم يحصل ولن يحصل..
فشعبنا لن يخرج من هذه المعركة إلا منتصراً، ولن يضع سلاحه إلا باسقاط الانقلاب وبناء الدولة لأنه يعلم جيداً أنها فرصة تاريخية لبناء الدولة القوية ليمن اتحادي، وأن التضحيات التي يقدمها وهو يقاوم أقل بألف مرة من التضحيات التي سيقدمها في حالة التنازل والقبول بأنصاف الحلول أو التعايش مع جماعة مسلحة انقلابية دون أن تلقي سلاحها وتنهي حالة السطو على الدولة والجيش.
فالشعب بعد كل هذه التضحيات يرفض أن يعيش عيشة الأموات وأن يمشي على الحائط والسلاح على رأسه..
لقد كانت رسائل الشارع في هذا الظرف مفاجئة للجميع، ومحبطة لمعسكر الانقلابين الذين اعتقدوا أن مخططاتهم قد وصلت إلى وعي الشعب وأثرت على إرادته الملتهبة والرافضة التي تفجرت في 11 فبراير.
من المهم أن يستفيد معسكر الشرعية من هذه المحطة الجديدة وهذه الرسالة الشعبية سياسياً وعسكرياً.
ومن المهم أكثر أن لا نقف كثيراً عند هذه المبادرات كقوة قاهرة أو قدر نازل؛ فقد تعودنا أن المجتمع الدولي لا يحل مشكلة. وبالتجربة فالغالب أنه (لا يفك لمربوط ولا يربط الشارد)، وهو تاريخ موثق بالوقائع وهو يسلك الطريق السهل ويحاول أن يجس النبض بحثاً عن الطرف المنهك والذي سيرفع راية الاستسلام للوقوف مع الأصلب والأكثر صبراً ومصابرة وتواجداً على الواقع.
والحقيقة أن الرئيس هادي ليس فرداً بل هو ممثل شعب، ويحمل قضية وطن ويستمد صلابته ومواقفه من هذا الشعب الذي لن يكون أقل صلابة وعناداً وتشبثاً بحقه من أصحاب الباطل من القتلة ولصوص الثورات وقاطعي الطرق.
*الكتابات والآراء المنشورة تعبر عن مواقف كتّابها ولا تمثل بالضرورة رأي “يمن مونيتور”.