بلغت الأزمة الاقتصادية في اليمن مستويات عالية من التردي، وأضحى أطفال اليمن يموتون جوعا بسبب نقص الغذاء، حيث يلقى ما بين اثنين إلى ثلاثة أطفال حتفهم من كل 10، بسوء التغذية الوخيم في محافظة الحديدة، على الساحل الغربي للبلاد والمطل على البحر الأحمر، حسب مصدر طبي.
يمن مونيتور/الحديدة/الأناضول
بلغت الأزمة الاقتصادية في اليمن مستويات عالية من التردي، وأضحى أطفال اليمن يموتون جوعا بسبب نقص الغذاء، حيث يلقى ما بين اثنين إلى ثلاثة أطفال حتفهم من كل 10، بسوء التغذية الوخيم في محافظة الحديدة، على الساحل الغربي للبلاد والمطل على البحر الأحمر، حسب مصدر طبي.
وذكر عبده نماري، مدير عام التمريض بمستشفى الثورة الحكومي بالحديدة، والذي يُعد المستشفى الرئيسي لأكثر من 4 ملايين يمني في المناطق الغربية من البلاد، إن “العشرات من الأطفال يبقى مصيرهم مجهولاً، خصوصاً من يعيشون في قرى نائية”.
نماري، أشار في تصريح للأناضول، إلى أن “وحدة العلاج لاستقبال الأطفال المصابين بسوء التغذية، لا تتحمل العدد الكبير من الأطفال المصابين بسوء التغذية الوخيم”، وهي الدرجة الأقصى من مراحل سوء التغذية وفيها يموت الطفل إذا لم يتم إسعافه.
وأوضح نماري، وهو أحد النشطاء العاملين في الإغاثة أيضاً، أن “الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، وهي درجة أقل من الوخيم، يتلقون إسعافات أولية وجرعات من العلاج في المنازل، عبر جرعات أسبوعية، بسبب عجز المستشفيات عن استقبالهم”.
وأشار إلى أن ما بين اثنين إلى ثلاثة أطفال من كل 10 يلقون حتفهم بسبب إصابتهم بسوء التغذية الوخيم، وفق قوله.
لكنه لم يورد حصيلة محددة بالضحايا، منذ اكتشاف فصول المجاعة نهاية مارس/ آذار 2016.
وعزا المسؤول الطبي تفشي سوء التغذية بين الأطفال، إلى موجة الجوع ومحدودية المساعدات الإغاثية والطبية المقدمة من المنظمات الطبية والإغاثية.
وتابع “أهالي العشرات من الأطفال في المديريات البعيدة والقرى النائية لا يستطيعون، إسعاف أبنائهم حتى يفارقوا الحياة، بسبب أنهم لا يمتلكون أموال كافية لنقلهم إلى المدينة”.
وأفاد بأن حجم الغذاء تقلص لدى أكثر من 90% من السكان.
وأوضح أن “بعض السكان كانوا يأكلون الحد الأدنى من الغذاء، لكن مع تدهور الأوضاع الاقتصادية واستمرار الحرب، أصبحوا لا يأكلون إلا وجبة واحدة في اليوم فقط”.
ويعاني أكثر من 16 ألف طفل من سوء التغذية في مدينة الحديدة، وتلقى هؤلاء العلاج اللازم عبر مشروع صحي تنفذه عدد من المنظمات الدولية، لكن مع تدهور الأوضاع في اليمن واندلاع الحرب مطلع 2015، تم سحب المشروع، وبات هؤلاء الأطفال مهددين بالخطر”.
وأعلنت السلطات اليمنية، الإثنين الماضي، محافظة الحديدة “منطقة منكوبة”؛ لانتشار المجاعة وانعدام الأمن الغذائي في صفوف السكان بعدد من مناطقها. وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده محافظ الحديدة، عبد الله بو الغيث، بالعاصمة السعودية الرياض .
وفي عموم محافظات اليمن، أشار المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” في اليمن، محمد الأسعدي، إلى أن “مليونا و500 ألف طفل تحت سن الخامسة، معرضون لخطر سوء التغذية في 2016، منهم 370 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد والوخيم”.
وتُشير تقارير إنسانية إلى أن 80% (نحو 21 مليون مواطن) من اليمنيين بحاجة للمساعدة.
ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والاستجابة الطارئة، ستيفن أوبراين، إن 14 مليون يمني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، منهم 7 ملايين لا يعرفون ما “إذا كانوا سيتناولون وجبة قادمة من الطعام أم لا”.
ومنذ 26 مارس/ آذار 2015، يشن التحالف العربي بقيادة السعودية عمليات عسكرية في اليمن ضد “الحوثيين”، وذلك استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكرياً لـ”حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية”، في محاولة لمنع سيطرة جماعة “الحوثي” والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، على كامل اليمن، بعد سيطرتهم على العاصمة “صنعاء”، في سبتمبر/ أيلول 2014.