في خضم مشهد الحرب، تبرز العديد من الأصوات بعضها تنتمي إلى المنظومة الاعلامية للطرف الإنقلابي، أي إنها تؤدي وظيفة مقررة سلفاً، وبعضها بحسن نية وسذاجة وانحراف في الفكر، وهم ممن ينتمون إلى جبهة المقاومة. للمقاومة باعتبارها تحركاً يمثل ردة فعل تجاه افعال؛ هذه الأفعال التي صدرت من الطرف الآخر ابتداء.. وهي التي حددت نوع الصراع بإخراجه من دائرة التدافع السياسي السلمي إلى صراع مسلح، بل وبالغت في الإحتفاء بأن الاحتكام للسلاح هو الخيار المحَّبذ والمرغوب لديها.
تخيل أن الطرف الآخر يستفز رجولتك وانسانيتك ووطنيتك بتلويحه بانه سيأخذ حقك بالغصب وبمعونة البندقية!
من هذه الافعال الخاطئه إذاً، نشأ رد فعلٍ جمعي وسماه العالم الحر “مقاومة”، وفي لفظ مقاومة ما يفصح عن حقنا الأخلاقي والمشروع في الدفاع عن النفس وإيقاف المعتدي عند حده..
في خضم مشهد الحرب، تبرز العديد من الأصوات بعضها تنتمي إلى المنظومة الاعلامية للطرف الإنقلابي، أي إنها تؤدي وظيفة مقررة سلفاً، وبعضها بحسن نية وسذاجة وانحراف في الفكر، وهم ممن ينتمون إلى جبهة المقاومة.
في هذا الخضم ينشأ خطاب مدروس، وليس عفوي، يغزو المشهد الحاصل ويريد أن يحقن وعينا المقاوم بمقولات بالغة التنميق والعاطفة تبدو في الظاهر اطروحات بريئة وانسانية، لكنها تفعل فعلها في العبث بالوعي المقاوم وهز يقينياته وايصاله إلى مرحلة الشعور باللاجدوى أو عبثية الحركة المقاومة..
هذا المقال سيرصد بعض هذه التوجهات على مستوى الخطاب الاعلامي مع بيان ما يفعله هذا النوع من الخطاب في العبث بالوعي المقاوم، وبالتالي تهتز نفسية المقاوم عن مواصلة السير وتحقيق الأهداف.
ومن هذه التوجهات:
1. التسوية بين طرفي الحرب.. بمعنى إيصال وعي المجتمع ابتداءً بأن كل الاطراف أخطأت وجانبت الصواب، فتبرز إلى السطح عبارات مثل: (كلهم سوا.. معادرينا من نصدّق.. الخ)، أو الالتجاء إلى التنفيس عن المسئولية باطلاق أدعية عامة مثل: (الله يهلك من كان سبب الحرب..).
وتكمن خطورة هذا النوع من الخطاب أنه يُفتِّر همة المقاوم ويدفعه نحو الاعتزال والقاء السلاح فالكل سواسية، وهذه حرب عبثية! والأفضل اجتنابها وعدم الخوض فيها.
2. وإذا أضيف إلى هذا التوجه السابق توجهاً آخر يلبس لبوس الدين (ويساهم فيه إلى حد كبير واعظون دينيون)، وهو تسمية هذا التحرك والتحرك المقاوم باسم (الفتنة)، فإن القعود وترك الإنخراط في هذه الحرب يلبس زوراً لباس الواجب الديني، وبدلاً من أن يصبح من يوقد الفتنة ويسعى إلى ايقادها هو الطرف المعتدي إبتداءً، يصبح بناءً على هذا الخطاب من يريد الفتنه هو الذي يدافع عن حقه وليس من اغتصب الحق، وداس على حقوق الإنسان والأوطان!!
3. محاولة استغلال كل أخطاء المقاومة وحواملها السياسية أو الاعلامية ورصد أخطائها وتهويلها وتسليط الضوء عليها بنوع من البروباغندا (الدعاية)، ومحاولة تهويل الأخطاء الصغيرة وهو ما يجعل الصف الاعلامي المقاوم أسير ردات الفعل ويغدو وظيفته دفاعية وينسى قضاياه المفصلية والرئيسية في فضح المشروع الانقلابي، وينسى كذلك، وهو أسير ردة الفعل، آلاف التصرفات والقرارات والتحركات الجسيمة التي تصدر من تحالف الانقلابيين، والتي تنهش جسم الوطن وتنهكه يوماً بعد يوم.
…..يتبع
*الكتابات والآراء المنشورة تعبر عن مواقف كتّابها ولا تمثل بالضرورة رأي “يمن مونيتور”.