الولايات المتحدة والسعودية.. هل يتفقان حول استراتيجية جديدة في اليمن؟!

يمن مونيتور/ واشنطن/ خاص:
التقى وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث مع وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، في البنتاغون للتأكيد على الشراكة الدفاعية القوية بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، في مسعى جديد لبحث المسار الأمني في اليمن.
وحضر ضمن الوفد السعودي سفير المملكة لدى اليمن محمد آل جابر.
ويبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب تسعى إلى استراتيجية جديدة في الشرق الأوسط، ومنطقة شبه الجزيرة العربية تقوم على أساس أولوية القومي للمنطقة على تركيزها الضيق على برنامج إيران النووي.
وكانت مصادر تحدثت لـ”يمن مونيتور” في وقت سابق إن إدارة ترامب بحثت مع المسؤولين السعوديين والإماراتيين -قبل تنصيب ترامب رئيساً في يناير/كانون الثاني الماضي- استراتيجية جديدة وواضحة للولايات المتحدة في اليمن والبحر الأحمر.
وحسب وسائل إعلام سعودية فقد أكد الزعيمان التزامهما بتعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية، معتبرين أن هذه العلاقة تشكل حجر الزاوية للأمن والازدهار في المنطقة. وأكد وزير الدفاع الأمريكي هيجسيث التزام الرئيس دونالد ترامب الراسخ بمنع إيران من تطوير سلاح نووي والعمل مع الحلفاء لتحييد التهديدات الحوثية للأمن الإقليمي والتجارة العالمية.
وقالت ندوى الدوسري الباحثة المرتبطة بدول المنطقة أن “المشاركة الأمريكية الأخيرة مع السعودية تشير إلى تحول استراتيجي في سياسة الشرق الأوسط، حيث يتم إعطاء الأولوية للأمن الإقليمي على التركيز الضيق على البرنامج النووي لإيران في عهد أوباما وبايدن”.
“كما لم تعد المملكة العربية السعودية “راكبًا مجانيًا”، بل إنها تضع نفسها كزعيم إقليمي ولاعب دولي” تقول الدوسري.
وتناولت المناقشة مجموعة واسعة من الأولويات الأمنية الثنائية والإقليمية والعالمية. وسلط الوزير هيجسيث الضوء على أهمية الحفاظ على التوافق بين القوات الأمريكية والسعودية باعتباره استثمارًا رئيسيًا في الاستقرار الإقليمي. واتفق المسؤولان على البقاء في تنسيق وثيق، حيث قبل الوزير هيجسيث دعوة الأمير خالد بن سلمان لزيارة السعودية في المستقبل القريب.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية قالت في بيان خلال وقت سابق من هذا الشهر، إن هيغسيث رحب في مكالمة مع الأمير خالد بن سلمان بمساهمات السعودية في الأمن الإقليمي، وشجَّع على استمرار التعاون في مواجهة التحديات المشتركة. وأضاف أن الطرفين اتفقا على البقاء على تواصل وتنسيق من كثب في مجالات الاهتمام المشترك.
وكانت السعودية تعرضت لضغوط شديدة لإنهاء حملتها العسكرية ضد الحوثيين في اليمن -حسب ما تقول الدسوري، وتضيف: وأعلنت وقف إطلاق النار مع الحوثي في عام 2022 وسعت إلى التقارب مع إيران منذ عام 2023، وإعادة توجيه التركيز نحو رؤيتها الاقتصادية 2030 وإعادة تسمية نفسها كوسيط إقليمي وعالمي”.
وتابعت ندوى الدوسري “ورغم التحول الدبلوماسي، فإن تعرض المملكة العربية السعودية لخطر الحوثيين يظل مصدر قلق خطير. ففي الفترة من 2015 إلى 2022، شن الحوثيون 1350 هجومًا بالصواريخ والطائرات بدون طيار ضد المملكة العربية السعودية. وقد هددوا باستمرار باستئناف الهجمات إذا انخرطت الرياض في أي إجراء ضدهم”.
وأشارت إلى المتغيّرات الإقليمية النادرة حيث أصبحت إيران ضعيفة وأصبحت جماعة الحوثي مصنفة “كمنظمة إرهابية”. وقالت: من المرجح أن تدعم الولايات المتحدة العمل العسكري. والوقت وحده هو الذي سيخبرنا ما إذا كانت الرياض سوف تغتنم هذه الفرصة الفريدة لإعادة تحديد موقفها الأمني الإقليمي وتأكيد زعامتها في الشرق الأوسط والعالم.
وقال وزير الدفاع السعودي في منشور على منصة «إكس» إنه ناقش مع نظيره الأميركي في واشنطن سبل تعزيز التعاون الدفاعي والتطورات الإقليمية والدولية.
وأضاف: «أكدنا خلال اللقاء روابط الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، وبحثنا سبل تعزيزها وتطويرها في المجال العسكري والدفاعي، واستعرضنا مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية، والمساعي المبذولة تجاهها لتحقيق الأمن والاستقرار».
وينص الأمر التنفيذي الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية على ما يلي: “إن سياسة الولايات المتحدة هي العمل مع الشركاء الإقليميين لتقليص قدرات وعمليات الحوثيين، وحرمانهم من الموارد، وبالتالي إنهاء هجماتهم ضد الموظفين والمدنيين الأميركيين، والشركاء الأميركيين، والسفن التي تبحر في البحر الأحمر”.
في الوقت الحالي، يتفق الفاعلون الدوليون والإقليميون الرئيسيون على التهديد العالمي الذي تشكله المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. وبالتالي، إذا حصلت القوات اليمنية على دعم أكبر من الولايات المتحدة لوقف شبكات التهريب التابعة للحركة المسلحة، فإن الحكومة اليمنية والقوات المتحالفة معها في المناطق الجنوبية والغربية والشرقية ستكون قادرة بشكل أفضل على إعادة تأسيس وجود مؤسسي في البلاد.