“وباء الكوليرا”.. سلاح صامت يفتك بحياة اليمنيين
تواصل الكوليرا إسقاط ضحاياه في اليمن بلا هواده، وتسير في طريقها لمنافسة الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف. يمن مونيتور/ صنعاء/ خاص
تواصل الكوليرا إسقاط ضحاياه في اليمن بلا هواده، ويوما بعد آخر، يفترس الوباء البدائي مئات اليمنيين ويسير في طريقه لمنافسة الحرب الدائرة منذ أكثر من عام ونصف، في عدد الضحايا.
وخلافا للحرب، التي تسببت بمقتل حوالي 6 آلاف و600 يمني، وإصابة 35 ألفاً آخرين، وفقا لاحصائيات منظمة الصحة العالمية، تتجه “الكوليرا” لإرداء أكبر عدد من اليمنيين في وقت قياسي.
وبدأت ظهور أولى حالات الكوليرا في العاصمة صنعاء أواخر سبتمبر، أيلول الماضي، بالاشتباه بوجود 3 حالات فقط في مديرية “شعوب”، لكن الرقم ارتفع الثلاثاء، إلى 2070 حالة اشتباه في خمس محافظات منها العاصمة، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وأعلنت المنظمة، في بيان لها، حصل “يمن مونيتور”، على نسخة منه، تسجيل 8 وفيات جراء وباء الكوليرا، بزيادة حالتين عن الرقم المعلن عنه يوم الخميس الفائت.
وقال مصدر طبي في وزارة الصحة لـ”يمن مونيتور”، إن الرقم ليس دقيقا، وأن الضحايا قد تجاوزوا الـ20 حالة.
ووفقا للمصدر، فإن حالات الوفيات قد سُجّلت في صنعاء وفي حجة والبيضاء وإب، وعدن ولحج، والحديدة، وأن عدد من السلطات الصحية، وخصوصا الخاضعة للحوثيين، تتكتم حول رقم الضحايا، وترجع الأسباب إلى الخشية من إثارة الهلع في أوساط الناس.
وذكر المصدر، أنه في محافظة الحديدة، فقط، تم التأكد من وفاة أكثر من 4 حالات، لكن منظمة الصحة العالمية لا تعلنها، ضمن قائمة المناطق المنكوبة والتي تم تسجيل وفيات وفيها.
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن الثمان حالات المتوفية، سجلت في صنعاء وحجة وعمران وإب وعدن.
وتقول المنظمة، إن الحالات الأخرى، توفيت بسبب “الإسهالات الحادة”، وأنه لم يتم فحص البكتيريا لدى أولئك المتوفين، والتي قد يكون السبب هو “بكتيريا الكوليرا”، أو فيروسات أخرى.
وكشفت المنظمة، في بيانها، أن عدد الحالات المؤكدة مختبريا، ارتفع إلى 67 حالة، بعد أن كانت الخميس الماضي 55 حالة فقط.
واليومين الماضيين، أعلن مكتب الصحة في محافظة عدن، جنوبي البلاد، في بيان رسمي، أن عدد حالات الوفيات جراء الكوليرا، وصلت إلى 8 حالات، وهو عدد يوازي الحالات المعلنة من قبل الصحة العالمية في 5 محافظات.
ومع تدهور النظام الصحي، يخشى مراقبون، أن تتحول جميع المحافظات اليمنية إلى مناطق منكوبة بوباء الكوليرا، خصوصا مع شحة الدعم والتجاوب الدولي إزاء الكارثة.
ويعد أطفال المدارس هم الفئة الأكثر عرضة بالإصابة بالمرض، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 3 ملايين نازح جراء الحرب، معرضّون بوجه خاص لخطر الإصابة بالكوليرا والإسهال المائي الحاد.