اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

الحديدة اليمنية.. اتساع رقعة المجاعة وسكان تحت وطأة الفقر والأمراض

تتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في اليمن بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذ عامين، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر /أيلول من العام 2014 م؛ اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في محافظة الحديدة غربي البلاد.

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

تتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في اليمن بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذ عامين، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر /أيلول من العام 2014 م؛ اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في محافظة الحديدة غربي البلاد.

“غياب الكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة وطفح مياه الصرف الصحي وشحة المياه الصالحة ” كلها عوامل سيئة؛ ألقت بظلالها على الوضع الصحي في محافظة يعاني سكانها الفقر والبطالة، لتضرب المدينة الكثير من الأوبئة والحميات كالضنك والملاريا والكلويرا والاسهالات التي أحدثها “سوء التغذية ” الوباء الذي بات يفتك بآلاف التهاميين.

 

“سوء التغذية ” شبح يلاحق أطفال اليمن

لقد شكلت صور “المصابين بسوء التغذية ” القادمة من قرى ” التحيتا والمغلاف وعدد من قرى وأرياف الحديدة ” التي نشرها ناشطون وتداولتها وسائل الإعلام المحلية والدولية شكلت صدمة كبيرة للمجتمع اليمني، وأثارت حفيظة المنظمات والمبادرات الإنسانية لتتدفق بعد ذلك المواد الغذائية إلى عدد من القرى ضمن حملات إغاثية فردية وجماعية.

منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) قالت إن نحو 1.5 مليون طفل في اليمن مصابون بسوء التغذية، في حين يعاني نصف السكان من الجوع، وفق تقرير لبرنامج الغذاء العالمي.

وكان برنامج الغذاء العالمي قد أفاد بأن نحو نصف الأطفال في اليمن توقف نموهم، وذلك إشارة إلى سوء التغذية المزمن؛ وأضاف أن نحو سبعة ملايين يمني في حاجة ماسة للغذاء ويعاني أربعة من كل خمسة يمنيين من انعدام الأمن الغذائي، أي يعتمدون على وجبة واحدة في اليوم ولا يؤمنون طعام اليوم التالي بحسب تقارير المنظمة.

وبحسب تقارير رسمية “سابقة “فإن أكثر من 16 ألف طفل في الحديدة فقط يعانون من سوء التغذية وكانوا يتلقون العلاج عبر مشروع تتبناه مجموعة كلاستر بإشراف اليونيسيف والدبليو اتش؛ وتوقف المشروع نتيجة الحرب وبات هؤلاء الاطفال مهددين بالموت.

 

الابتزاز وسوء التشخيص.. طريق سريع الى الموت

يقول الدكتور وليد إبراهيم أحد أطباء مستشفى الثورة الحكومي أنهم تلقوا حالات حرجة “مصابة بسوء التغذية “، تعرضت لابتزاز المراكز الصحية والمستوصفات الخاصة التي يعمل فيها صحيون مبتدئون وصيدلانيون يصرفون أدوية بشكل عشوائي وغير علمي لغرض الربح فقط.

ويضيف “وليد ” خلال حديث خاص ل ” يمن مونيتور ” ان هذه العيادات تمارس الاتجار بمعاناة الناس مستغلة جهلهم  وتصرف لهم أدوية تساهم في تدهور حالة المصاب وتؤدي به إلى الوفاة ؛ ويشير إلى أن الخيار الصحيح هو أسعفا هذه الحالات الى مراكز التغذية التابعة لليونيسف التي لا تزال تعمل في بعض المديريات كمديرية ” القطيع ” شرق المدينة ، ويتحدث عن أن هذه المراكز تقدم نوعا من ” الحليب المكمل ” غير متوفر في الأسواق ويشرف على توزيعه منظمات دولية وفق جرعات منظمة بمعايير طبية علمية يشرف عليها أطباء تم تدريبهم لمعالجة هذه الحالات  بشكل خاص حد قوله .

ويؤكد “وليد” أن مركز التغذية بمديرية “القطيع ” والذي تشرف عليه اليونيسف شرق المدينة يستقبل نحو 30 مصابا بسوء التغذية خلال الأسبوع الواحد، ويوضح ان المساعدات الغذائية وحدها لن تكفي من أجل إنقاذ التهاميين من هذه المعضلة، مشددا على ضرورة التدخل الطبي والتوعية والرقابة على المراكز الطبية العشوائية حد وصفه.

 

أوجه متنوعة للإغاثة.. وحلول دائمة لإنهاء الأزمة

عبد الله أبو الغيث محافظ الحديدة المعين من قبل الرئيس أطلق نداء استغاثة للمنظمات الدولية الضغط على الحوثيين بشكل أكبر حتى يتم السماح لمعونات مركز الملك سلمان بالوصول الى المحافظة؛ وطالب “أبو الغيث ” خلال مداخلة تلفزيونية على شاشة الجزيرة؛ طالب الحكومة وقوات التحالف العربي بإنزال جوي للمعونات تحاشيا لعرقلة الحوثيين قوافل الاغاثة او نهبها وابدى استعداد السلطة المحلية اعطاء احداثيات المناطق المنكوبة للإنزال فيها.

هالة الشحاري ناشطة في مجال الإغاثة تؤكد على الاحتياجات العلاجية لقرى مديريات المغلاف والتحيتا وغيرها؛ وتشير الى ادوية مهمة مثل ” “بروفينال شراب – اموكسلين شراب-مغذيات بيبي لايت-نالديكس شراب-وبارامول شراب “.

الطبيبة والناشطة الإنسانية أشواق محرم كانت أحد أبرز الناشطين الذين كان لهم الدور البارز في اغاثة هذه القرى، تشدد خلال خطة لها نشرتها بحسابها الخاص على “فيسبوك ” على خيارات الاغاثة الدائمة والمتجددة وتقول ان السكان يحتاجون الى توفير الغذاء وتحسين السكن الذي يعيشون فيه؛ وايجاد مصادر للدخل كالدراجات النارية او تربية الحيوانات والاستفادة من بيعها وحليبها او لحمها كحلول دائمة لازمتهم.

وتشير الى أن منطقة التحيتا خصوصا تحتاج الى آبار مياه للشرب وفرن خاص بالمديرية يوزع الخبز بشكل مجاني، بالإضافة الى بناء فصول دراسية ومسجد؛ وعلى الصعيد الطبي تشدد “أشواق” على ضرورة تدخل فريق طبي عبر مخيم طبي لإجراء العمليات الجراحية للسرطانات والأورام المنتشرة، وتوفير خدمات صحية متنقلة وبناء مراكز طبية دائمة.

“محمد إبراهيم ” رئيس فريق حملة تراحم 1 التي شاركت في إغاثة مديريات التحيتا والمغلاف والدريهمي، قال ان حملتهم تركزت على تغطية الاحتياجات الضرورية كالملابس والغذاء وأدوات الطهي المنزلية وتوفير خزانات للمياه بالإضافة إلى منظومات طاقة شمسية لغرض الشحن والإنارة.

ويضيف “محمد ابراهيم ” في معرض حديثه ل ” يمن مونيتور ” ان حملتهم وزعت مواد غذائية بمديرية المغلاف وأكثر من 200 سلة غذائية متكاملة تحتوي على القمح والأرز والسكر والزيت والفول والشاي؛ لقرى مديرية الدريهمي المنكوبة بالإعصار الذي ضرب تجمعاتهم السكنية قبل فترة قصيرة.

ويوضح ” محمد ” أن حملاتهم القادمة ستركز على تقديم مشاريع صغيرة تدر بالدخل على أبناء تهامة، حتى يتمكن الرجل والمرأة من المساهمة المجتمعية في الاكتفاء الذاتي دون مساعدة أحد، موضحا أن ” التحيتا ” تعاني من الجهل والفقر والإهمال وتحتاج إلى توفير مشاريع مياه ومدارس ومراكز صحية وغيرها من البنية التحتية.

 

“غياب الراتب ” وارتفاع الأسعار علة الجديدة توسع الفقر..

وشكل غياب   رواتب الموظفين عبء آخر على كاهل التهاميين ليتساوى الموظفون مع بقية السكان في الفقر والمعاناة، ليتهدد العوز والجوع كل شرائح المجتمع اليمني، وباتت آلاف الأسر في أحياء المدينة تتغذى بوجبة واحدة فقط على مدار اليوم، وتكتظ شوارع المدينة وأسواقها ومساجدها بالمتسولين الذين يبحثون عن كسرة خبز تقييهم الموت جوعا.

وكشف تقرير ل “شبكة النماء اليمني ” وحصل “يمن مونيتور ” على نسخة منه؛ كشف عن ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية بين يوليو 2016 ويوليو 2014 قبل سيطرة الحوثيين وأنصار صالح على الدولة اليمنية، حيث ارتفعت أسعار الغاز المنزلي والبترول والديزل بنسبة تراوحت بين 111- 85 %؛ وبلغت نسب ارتفاع أسعار اللحوم نحو 67%؛ وارتفعت أسعار الخضار كالبطاط والطماطم بنسب تراوحت بين 50 – 100% وبلغت نسبة ارتفاع أسعار السكر الى 85%.

وعلى الرغم من أن محافظة الحديدة تعد موردا ماليا كبيرا لليمن إلا أن من يتربع على إدارة مواردها المالية هم الوافدون من خارج المحافظة ويمارسون التهميش والإهمال لمعظم كوادر المحافظة.

ويعيش معظم سكانها تحت خط الفقر بحسب تقارير اقتصادية محلية ودولية؛ ويعتمد سكان القرى الريفية والساحلية في هذه المحافظة بشكل كبير على الصيد والزراعة كمصدر دخل وحيد، وكلها مصادر تعاني من شلل شبه كامل نتيجة ارتفاع أسعار المشتقات النفطية وانعدامها في الكثير من الأحيان ناهيك عن توقف عمليات التصدير وإغلاق منفذ حرض الدولي نتيجة المواجهات العسكرية.

تحرك حكومي

قال محافظ محافظة الحديدة عبد الله أبو الغيث: إن ما تمر به المحافظة من مجاعة هو جزء مما يعانيه الوطن بشكل عام جراء الانقلاب، وممارسات الحوثي الإجرامية وفسادها الذي أنتج هذه الجوائح التي تلتهم اليمن، مشيرًا إلى أن السبيل الوحيد لمواجهة كوارث المجاعة وتردي الأوضاع الإنسانية هو إسقاط الانقلاب، واستكمال عمليات التحرير والخلاص.

وقدم محافظ الحديدة عبدالله أبو الغيث، اليوم الأحد، عرضًا تفصيليًا عن كارثة المجاعة والأزمة الإنسانية بمحافظة الحديدة، في اجتماع ضم وفدًا من الحكومة اليمنية برئاسة الدكتورة سميرة خميس وزير الشئون الاجتماعية والعمل نائب رئيس لجنة الاغاثة العليا، وأمين عام مجلس الوزراء الدكتور جلال فقيرة، ونائب وزير الصحة الدكتور عبدالله دحان مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

وأكد بلغيث على ضرورة الحلول الإغاثية العاجلة، واضطلاع الجميع بأدوارهم في إنقاذ مئات الآلاف من السكان في المحافظة كنازحين ومتضررين وجوعى، مثمنًا دور الحكومة اليمنية الشرعية والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ومقدرًا الجهود التي يقوم بها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

ورحب ماهر الحضراوي المدير التنفيذي لمركز الملك سلمان بالوفد الحكومي اليمني، مؤكدًا أن المركز يتابع باهتمام بالغ ما تتعرض له الحديدة من كارثة مؤلمة تستحث الجميع لتقديم العون والمساعدة العاجلة، وأن المركز سيولي هذه القضية اهتماماً خاصا تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وتوجهاته في دعم ومساندة الشعب اليمني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى