يا من رحلت إلى بعيد، قصر مسافات البعيد. هذا هو لسان حال الموظفين في بلادي الحبيبة.. يظلون يرثون مرتباتهم التي رحلت عنهم منذ أشهر، حيث ولّد انقطاعها حزناً كبيراً وآلاماً مستمرة وهموماً متراكمة لهم ولعائلاتهم.
يا من رحلت إلى بعيد، قصر مسافات البعيد. هذا هو لسان حال الموظفين في بلادي الحبيبة.. يظلون يرثون مرتباتهم التي رحلت عنهم منذ أشهر، حيث ولّد انقطاعها حزناً كبيراً وآلاماً مستمرة وهموماً متراكمة لهم ولعائلاتهم.
الموظفون في الحكومة كانوا هم السعداء من الناس، والوظائف الحكومية كان لها أثر بالغٌ بين أوساط المجتمع، حتى كان العديد من الناس يجتهدون كثيراً في معاملاتهم بالسجل المدني للحصول على الوظيفة الحكومية التي عن طريقها يقولون إنهم يؤمنون مستقبل أولادهم.
أما اليوم، فقد انقلب الأمر كله.. فالموظفون الحكوميون الذين كان ينظر إليهم بعين الغبطة أو الحسد، أصبح ينظر إليهم بعين الرحمة والمواساة لهم ولأسرهم البائسة والحزينة.
انقطاع المرتبات في البلاد أورث هماً كبيراً، فكثيرة هي الأسر التي تعتمد على المرتبات الحكومية التي بعضها لا يتجاوز الثلاثين ألف ريال، وهو دخلهم الوحيد، فماذا تتوقع وكيف ترى حالهم بعد ذلك؟!
لن أشرح لكم حال اليمنيين بعد انقطاع المرتبات عليهم، فهذا ظاهر للعيان، ومعروف لدى الجميع، حيث إن الكثير من الأسر اليمنية لا تكاد تخلو من موظفٍ حكوميٍ واحد، ما يدل على أن انقطاع الأجور الحكومية يؤثر بشكل سلبي على معيشة نسبة كبيرة من اليمنيين.
إن من ينزل إلى الشارع اليمني يجد الشكوى من الجميع، كباراً وصغارا.. حتى من كانوا يوصفون بالغناء أو ستر الحال، باتوا يعيشون واقعا أسوأ بكثير مما كانوا عليه بسبب الوضع البائس الذي وصلت إليه البلاد.
هنا أيضا أقدم حديثي هذا إلى أولئك الذين ملئوا الكون ضجةً حين ارتفع سعر النفط قبل أكثر من عامين، أو ما كان يوصف بالجرعة، وهبوا لإنقاذ الأمة من الجرعة القاتلة حسب وصفهم، والآن نتساءل: انقطاع المرتبات وحرمان ملايين الأسر من الإعاشة ماذا يسمى لديهم، ومن الذي كان سبباً في ذلك؟!
أسر تموت جوعاً وأسرٌ تموت قتلاً وتفجيراً، وأناس ما زالوا قيد الإنتظار، أهذه هي منجزاتكم؟!