عربي ودولي

فلسطينيو غزة ينعمون بأول ليلة من دون انفجارات منذ أشهر طويلة

 

(أ.ف.ب)

للمرّة الأولى منذ 15 شهرا، أمضت نهاد عابد ليلة هادئة مع أفراد عائلتها بعد بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فناموا من دون أصوات الانفجارات التي أرّقت لياليهم خلال الحرب المدمّرة.

ولم تكن عابد (28 عاما) خائفة على طفلاتها الثلاث، كما في كل ليلة، فلا أصوات مدفعية ولا طيران ولا خوف من موت ودمار.

وتقول عابد “هذه أول ليلة بدون دم وبدون قتل وبدون أصوات القصف والدمار، أول ليلة أنام وأنا غير خائفة على أطفالي، بناتي الثلاثة نمن بهدوء”.

بعد دخول وقف إطلاق النار الأحد حيز التنفيذ، عادت نهاد عابد مع زوجها وبناتها الثلاث، رؤى وبتول ومادلين، إلى منطقة سكناها في حي الجنينة بمخيم رفح للاجئين في جنوب قطاع غزة. وكانت قد نزحت منه إثر دخول القوات الإٍسرائيلية الى رفح في أيار/مايو 2024.

صُدمت عندما وجدت منزلها مدمرا بشكل شبه كلي، لكنها قامت بتنظيف الغرفة المتبقة منه وناموا ليلتهم فيها. وكان المنزل مكوّنا أصلا من طابق واحد وثلاث غرف نوم.

في المنطقة وغيرها من المناطق المدمر في القطاع، نصب العديد من النازحين العائدين الى بيوتهم خياما فوق الركام.

وأكّد الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن الليلة الماضية كانت ليلة “من دون ضربات جوية ولم يسقط شهداء”، آملا أن يستمر وقف النار.

وتفقّد آلاف الغزاويين بيوتهم المدمّرة او المتضررة الأحد والاثنين.

في حي الرمال في مدينة غزة الذي شهد معارك طاحنة وتعرض لقصف كيف على مدى أشهر، تجمّع اليوم مئات الأشخاص في سوق شعبية مستحدثة.

وحتى قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في الحادية عشرة والربع قبل ظهر الأحد، بدأ عشرات آلاف الفلسطينيين النازحين يعودون إلى أماكن سكناهم في مدن ومخيمات القطاع التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية.

وينتظر أكثر من مليون ومئتي ألف نازح في جنوب القطاع السماح لهم العودة إلى مناطقهم في مدينة غزة والشمال.

وبحسب الاتفاق، يفترض أن يسمح للنازحين العودة عبر طريقي الرشيد الساحلي وصلاح الدين الشرقي، الى شمال القطاع في اليوم السابع من بدء تنفيذ الاتفاق.

فلسطينيون يحملون أغراضهم ويسيرون وسط الركام في رفح في جنوب قطاع غزة في 20 كانون الثاني/يناير 2025

 – “متعطشون للنوم” –

وتقول عابد التي عاشت مع أسرتها نازحة في خيمة في دير البلح (وسط) لعشرة شهور، إن وقف الحرب “نعمة”. وتتابع “منذ بداية الحرب، نحن متعطشون للنوم والهدوء وأن تعود لنا الحياة. فقدنا كل شيء، وأولويتنا الآن توفير الماء والطعام”.

كان زوجها محمد عابد (31 عاما) يعمل سائق سيارة أجرة، لكن هذه السيارة دُمّرت خلال الحرب.

ويعبّر عمار بربخ (35 عاما) بدوره عن سعادته، قائلا “أول مرة أنام مرتاحا، ولست خائفا. لم نسمع قصفا، ولم نخف من قصف محتمل، شعور جميل”.

وأقام الشاب خيمة فوق ركام منزله المدمر في خان يونس في جنوب القطاع.

ويقول “المنطقة كلها طحنها اليهود بالصواريخ وجرفوها”.

أما سامر دلول (50 عاما)، وهو من سكان حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة التي شهدت معارك عنيفة في الأيام الأخيرة قبل الهدنة، فقال من مدرسة في حي الرمال في مدينة غزة حيث يقيم مع زوجته وأطفاله الستة وأحفاده الخمسة، صوت “الزنانات لا يهدأ”، في إشارة الى طائرات الاستطلاع الإسرائيلية المسيرة.

ولا يخفي حزنه لفقدان 23 شخصا من عائلته. ويضيف “كفى إبادة، كفى قتلا، كفى حروبا. نأمل من (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب أن يصنع السلام للفلسطينيين مثلما أجبر +المجرم+ (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو على وقف الحرب”.

وبدأت الحياة تدبّ في مدن ومخيمات قطاع غزة مع تدفّق شاحنات المساعدات من مصر إلى قطاع غزة.

وانتشر آلاف من عناصر شرطة حماس في الطرق وعند المفترقات، وعملوا على توفير الحماية لمرور شاحنات المساعدات، وفق ما يقول وكيل وزارة الداخلية التابعة لحماس في غزة محمود أبو وطفة.

وأعلن أبو وطفة أن وزارته “أتمّت استعداداتها في بسط الأمن والسيطرة وحماية الجبهة الداخلية”. وقال إن قوات الشرطة “جاهزة لحماية المواطن استكمالا لجهد المقاومة وانتصار (الجناح العسكري لحماس كتائب) القسام والمقاومة، واستكمالا للمشروع الوطني وإعادة الحياة”.

وشدّد على أن قواته تتولى “منع أي انفلات أو مظاهر سلاح خارج القانون”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى