عربي ودولي

فرحة سائقي شاحنات المساعدات بدخولهم قطاع غزة بعد طول انتظار

رفح (أ.ف.ب)

ببطء تعبر قافلة طويلة من الشاحنات المحمّلة سلعا وبضائع مختلفة بوابات معبر رفح المصفّحة لدخول قطاع غزة الأحد إثر دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ بعد حرب تعرّض خلالها القطاع الفلسطيني لقصف إسرائيلي عنيف ومدمّر.

ينتظر السائقون الحصول على إذن لدخول قطاع غزة الذي يعاني سكانه الجوع لتسليم مواد غذائية ومساعدات طبية والوقود بعدما عبروا نقطتي العبور الإسرائيليتين في العوجة-نيتسانا وكرم أبو سالم.

ولم يعد السائقون إلى ديارهم منذ أشهر خوفا من أن تُنهب البضائع المحمّلة في شاحناتهم والتي ينبغي عليهم إيصالها إلى القطاع المحاصر الذي كان يقيم فيه نحو 2,4 ملوين شخص قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

في ذلك اليوم شنّت حركة حماس هجوما غير مسبوق داخل إسرائيل أوقع 1210 قتلى من مدنيين وجنود إسرائيليين. وكان الردّ الإسرائيلي صاعقا مع حملة عسكرية عنيفة ألحقت دمارا هائلا وأوقعت نحو 47 ألف قتيل، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.

والعائدون منهم يرفعون شارة النصر ويطلقون العنان لأبواق شاحناتهم تعبيرا عن فرحتهم بإنجاز المهمة.

وقال عصام الدسوقي وهو من مدينة المحلة الكبرى في دلتا النيل لوكالة فرانس برس “منذ أشهر ونحن نأكل وننام ونستحمّ في شاحناتنا بانتظار اللحظة التي يقولون لنا فيها إنّ بإمكاننا الدخول”.

أما محمد أبو المعاطي الخمسيني من الإسماعيلية في شمال شرق مصر فقال “أنا فخور جدا بتمكّني من إنجاز المهمة”.

– أولى ساعات الهدوء –

ومنذ أشهر وهؤلاء السائقون يسمعون دويّ القصف المزلزل من الجانب الآخر للحدود.

والسبت، عشية بدء سريان الهدنة، “سمعتُ قرابة الساعة الثانية فجرا ضربة قوية رجّت الشاحنة فقلت إنّ الصبح لن يطلع علينا”، بحسب ما أوضح الدسوقي.

وقضى السبت خمسة أفراد من عائلة نازحين في ضربة أصابت خيمتهم في خان يونس في جنوب قطاع غزة، على ما أفاد الدفاع المدني في القطاع.

وقال عامل في منظمة إنسانية عند الحدود منذ بدء النزاع “إنها المرة الأولى التي يكون فيها الوضع بهذا الهدوء”.

وتحدث سعد إسماعيل رخا البالغ 63 عاما والذي قال إن لديه أقارب في غزة، عن شعور بالعجز التام كان ينتابه إزاء ما كان يتعرض له الفلسطينيون.

وقال لوكالة فرانس برس “في كل مرة أشعر فيها بالجوع أتصور ما قاسوه في الجانب الآخر من الحدود”.

وأضاف “نحن مستعدون لفعل أي شيء لمساعدة إخواننا في غزة”.

وشاهد صحافيو وكالة فرانس برس على الجانب المصري من الحدود مع غزة مئات الشاحنات المحمّلة بالمساعدات الإنسانية تنتظر في رفح وحول العريش، على بُعد حوالى 50 كيلومترا إلى الغرب من القطاع.

– أطفال يركضون وراء الشاحنات –

ويقود ناصر أيمن نصر البالغ 22 عاما شاحنة والده منذ أربع سنوات بين الشرقية في دلتا النيل وغزة لتسليم المساعدات في رحلة تمتد على 275 كيلومترا.

وحتى قبل اندلاع الحرب الحالية، كان قطاع غزة يخضع لحصار إسرائيلي وبحاجة ماسة إلى مساعدات، لكنّ الوضع الراهن لا يقارن بتاتا بما كان عليه قبل الحرب.

وروى لوكالة فرانس برس عن رحلاته السابقة إلى قطاع غزة قبل سيطرة القوات الإسرائيلية على معبر رفح من الجانب الفلسطيني في أيار/مايو ما أدّى إلى إقفاله.

وقال إن الأطفال كانوا يركضون وراء شاحنته راجين إياه أن يعطيهم مساعدات.

وأكد أنّ “امرأة ذات يوم ارتمت أمام شاحنتي راجية أن أتوقف لأعطيها شيئا تأكله”.

وسائقو الشاحنات الذين سلّموا بضائعهم سيعودون إلى ديارهم لكنّهم لن يغيبوا إلا لأيام قليلة. فبعد زيارة العائلة، سيحمّلون شاحناتهم مجدّدا بمساعدات توفّرها منظمات إنسانية ويعودون بها إلى الحدود في رحلة مكوكية جديدة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى