الولايات المتحدة تفرض عقوبات على قائد الجيش السوداني البرهان
واشنطن (رويترز)-
فرضت الولايات المتحدة يوم الخميس عقوبات على قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان متهمة إياه بتفضيل الحرب على المفاوضات لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الألوف ودفع الملايين إلى النزوح من ديارهم.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان إن أساليب الحرب التي ينتهجها الجيش تحت قيادة البرهان تشمل القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، والإعدام خارج نطاق القضاء.
وأعلنت واشنطن هذه الإجراءات، التي كانت رويترز أول من أورد أنباءها، بعد أسبوع واحد فقط من فرض عقوبات على خصم البرهان في الحرب الأهلية المستمرة منذ عامين، محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية.
وقال مصدران مطلعان لرويترز إن أحد أهداف العقوبات المفروضة اليوم هو إظهار أن واشنطن لا تنحاز لأي طرف.
وفي حديثه بين جنوده في وقت سابق من يوم الخميس، أبدى البرهان تحديه لاحتمال استهدافه بعقوبات.
وقال في تصريحات بثتها قناة الجزيرة “سامع في عقوبات ستفرض علي قيادات الجيش، نحن، أي عقوبات لخدمة البلد، نرحب بيها”.
وأصدرت واشنطن أيضا عقوبات على توريد الأسلحة للجيش وعلى شركة مقرها هونج كونج.
وتقضي الإجراءات المتخذة اليوم بتجميد أي أصول لهما في الولايات المتحدة ومنع الأمريكيين بشكل عام من التعامل معهما. وقالت وزارة الخزانة إنها أصدرت تصاريح تسمح بمعاملات معينة، بما في ذلك الأنشطة التي تشمل البرهان ودقلو، حتى لا تعوق المساعدات الإنسانية.
وقاد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية معا انقلابا في 2021 للإطاحة بالحكومة المدنية في السودان، لكنهما اختلفا بعد ذلك بأقل من عامين بشأن خطط لدمج قواتهما.
وزجت الحرب التي اندلعت في أبريل نيسان 2023 بنصف السكان إلى براثن الجوع.
وفرضت عقوبات على دقلو، المعروف باسم حميدتي، بعد أن قررت واشنطن أن قواته ارتكبت إبادة جماعية، ونفذت هجمات على المدنيين. كما نفذت قوات الدعم السريع حملات نهب أسفرت عن قتلى في الأراضي التي تسيطر عليها.
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان إن التحرك الأمريكي الأخير “لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة”، واتهمت واشنطن بالدفاع عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الدعم السريع.
وحاولت الولايات المتحدة والسعودية مرات كثيرة دفع الطرفين إلى طاولة المفاوضات لكن الجيش رفض معظم المحاولات التي تضمنت محادثات في جنيف في أغسطس آب استهدفت في جانب منها تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.
وكثف الجيش حملته العسكرية ليستولي هذا الأسبوع على مدينة ود مدني الاستراتيجية وتعهد باستعادة العاصمة الخرطوم.
واتهم خبراء في حقوق الإنسان وسكان الجيش بشن ضربات جوية عشوائية بالإضافة إلى هجمات على المدنيين، وأحدثها هجمات انتقامية في ود مدني هذا الأسبوع. وكانت الولايات المتحدة قد توصلت من قبل إلى أن الجيش وقوات الدعم السريع ارتكبوا جرائم حرب.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يوم الخميس إن من “المحزن حقا” أن واشنطن لم تتمكن من إنهاء القتال خلال توليه الوزارة، وذلك في مؤتمره الصحفي الأخير قبيل تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير كانون الثاني.
وأضاف بلينكن أن السودان لم يشهد نهاية للصراع ولا “نهاية للانتهاكات ولا نهاية لمعاناة الناس” على الرغم من تحسن توصيل المساعدات الإنسانية بعض الشيء من خلال الجهود الدبلوماسية الأمريكية. وتابع “سنواصل العمل هنا خلال الأيام الثلاثة المقبلة، وآمل أن تتولى الإدارة المقبلة هذه المهمة أيضا”.