اخترنا لكمتراجم وتحليلاتغير مصنف

ستراتفور: لن تصبح اليمن الحرب القادمة لأمريكا في الشرق الأوسط

نشر معهد ستراتفور المخابراتي الأمريكي تحليلاً طويلاً حول استهداف الحوثيين بصواريخ كروز مدمرتين أمريكيتين في اليمن.

يمن مونيتور/ ترجمة خاصة/ من عادل هاشم

نشر معهد ستراتفور المخابراتي الأمريكي تحليلاً طويلاً حول استهداف الحوثيين بصواريخ كروز مدمرتين أمريكيتين في اليمن.

وقال المعهد في ترجمة خاصة بـ”يمن مونيتور”: “أطلق مقاتلون حوثيون في اليوم التاسع من شهر أكتوبر صواريخ كروز” سي-802″ صينية الصنع باتجاه السفن الحربية الأمريكية ” يو اس اس ميسون” و ” يو اس اس بونز” خلال رحلة لهما في البحر الأحمر. وبعد ثلاث أيام من هذا الهجوم، هاجم مقاتلون حوثيون سفينة ” يو اس اس ميسون” مرة أخرى، وفي يوم 15 أكتوبر شُن هجوم ثالث على نفس السفينة. ليس من الواضح فيما إذا كانت هذه الهجمات تقصد استهدف السفن الحربية الأمريكية أو مجرد هجمات تستهدف أي سفينة تمر عبر المضيق”.

وأضاف المعهد: “ورداً على ذلك فقد ضربت الولايات المتحدة الأمريكية محطات الرادار على طول السواحل اليمنية بصواريخ كروز من طراز توماهوك. إلى جانب تقليص الرؤية للسفن التي تعبر البحر الأحمر فإن الهجوم المضاد الذي قامت به الولايات المتحدة قد أرسل رسالة مفادها أن أي هجمات أخرى لن يتم التسامح معها بغض النظر عمن يديرها. إن ضبط النفس خلال الرد على هذه الهجمات يوضح رغبة الولايات المتحدة في تهدئة الوضع”.

وتابع: “ووفقاً للبنتاجون فإنه لم يتم الكشف عن أي معلومات حول من زود المتمردين الحوثيين بصورايخ كروز وذلك لتحقيق التوازن بين خصمين في الشرق الأوسط. على ما يبدو إن الصواريخ التي تم إطلاقها مماثلة لتلك التي في تمتلكها إيران ويمكنها صناعة أنواع مختلفة منها، حيث تمتلك إيران تاريخ طويل في تزويد الجماعات المسلحة بها في المنطقة. ستكون الولايات المتحدة التي كافحت للحفاظ على العلاقة الهشة مع طهران مترددة في ضلوع طهران في الحادثة. لكن من المفارقات هي أن إلقاء اللوم على طهران في تزويد الحوثيين بهذه الصواريخ من شأنه أن يقطع شوطاً طويلاً في إعادة بناء الثقة بين واشنطن والرياض”.  

 

صعوبة دور واشنطن

إن الموقف الصعب لواشنطن بين المتصارعين في هذه المنطقة قد أدى إلى صعوبة الحفاظ على دورها في الصراع اليمني ، حيث تدعم قوات التحالف العربي خلال السنة والنصف الماضية على شكل خدمات لوجستية ومساعدات وإعادة التزويد بالوقود، لكنها تتعاون مع قوات العمليات الخاصة الإماراتية في مكافحة تنظيم القاعدة للحفاظ على مهمة مكافحة الإرهاب في جنوب اليمن. وعلاوة على ذلك بدأت الولايات المتحدة التدقيق في الصراع على نحو أدق في الوقت الذي أصبح فيه أعضاء في مجلس الشيوخ ووسائل إعلامية أمريكية في وعي متزايد بالحالة الإنسانية في البلاد مما أدى إلى تقليص الدعم الأمريكي للمملكة العربية السعودية. وحتى مع ذلك فإن آخر دعم عسكري للقوات السعودية تم انتقاده من قِبل الكونغرس خصوصاً بعد ارتفاع أعداد الضحايا التي خلفتها الحرب.

 

نهاية ولاية أوباما

ويقول المعهد الأمريكي: “ازداد الخلاف بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في الآونة الأخيرة حيث سعى مسؤولون أمريكيون لجعل مجموعات مساعدة مستقبلية ضد استعداد المملكة السعودية ترتيب قواتها ولاحترام الشروط المنصوص عليها في الجولة الأخيرة من محادثات السلام اليمنية في عمان. ضاعفت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة من دعواتها لأطراف الصراع المتحاربة إلى الالتزام بجهود وقف إطلاق النار. ومع ذلك في وقت نهاية ولاية أوباما الأخيرة فمن غير المرجح أن تضغط الولايات المتحدة بشده خاصة منذ أن كان الغرض في المقام الأول للولايات المتحدة الأمريكية هو تهدئة المخاوف السعودية من الاتفاق النووي بين الغرب وإيران”.

إن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية تعاني في كيفية إقناع الشعب الأمريكي أنها قد تعمقت في صراع آخر في الشرق الأوسط خصوصاً مع خصمها التي لا تمتلك أي هواجس تجاهه. وعلاوة على ذلك فإن أي دعم للمملكة العربية السعودية في الحرب سيضر بالتوازن الذي طالما سعت واشنطن للحفاظ علية مع كلاً من الرياض وإيران.

واختتم المركز في التحليل الذي ترجمه “يمن مونيتور” لا توجد مؤشرات تبشر بتوقف الحرب الأهلية في اليمن خاصة مع تفاقم الظروف للمدنيين التي تزداد يوماً بعد آخر في المناطق المحاصرة مثل تعز والحديدة وصنعاء. تحدث الرئيس عبد ربه منصور هادي عن مشروع بقيمة 25 مليون دولار لبناء محطة لتوليد الكهرباء في حضرموت والتخطيط لعدة كليات ومباني تابعة للشرطة في عدد من المدن. ولكن هذا لن يكون كافياً لتهدئة المواطنين اليمنيين أو لتغطية الهبوط الشديد في الاقتصاد اليمني. إن إغلاق العديد من الطرق الهامة في اليمن و تراجع أصول البنك المركزي اليمني تعتبر نتائج لأهواء السياسة الإقليمية. ورغم هذا كله لم تظهر قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ولا المتمردين الحوثيون أي علامة على ضعف العزيمة، مما يشير إلى مزيد من العنف في البلد الذي مزقته الحرب.

المصدر الرئيس

Yemen Wont Become Washingtons Next Middle Eastern War

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى