لماذا لا يهتم العالم ورأيه العام بإطلاق الصواريخ الأمريكية في اليمن؟ (حصري)
كان يفترض أن يحدث الرد الأمريكي على الحوثيين في اليمن بإطلاق صواريخ على رادارات كانت قد ساهمت في استهداف مدمرتهم الأمريكية رداً في دوائر صنع القرار الأمريكي إضافة إلى رد موازٍ لها يشبه إلى حد كبير أحداث (11/9) لكن ذلك لم يحدث. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص
كان يفترض أن يحدث الرد الأمريكي على الحوثيين في اليمن بإطلاق صواريخ على رادارات كانت قد ساهمت في استهداف مدمرتهم الأمريكية رداً في دوائر صنع القرار الأمريكي إضافة إلى رد موازٍ لها يشبه إلى حد كبير أحداث (11/9) لكن ذلك لم يحدث.
الرئيس الأمريكي باراك أوباما أرسل رسالة ميتة بعد يومين من إطلاق الصواريخ إلى الكونجرس يطلعه على السبب وراء ذلك القصف على الحوثيين اكتفى رئيس الكونجرس بول ريان بنشر نص الرسالة على تويتر، مذيلة بتوقيعه قال فيها: “في 12 أكتوبر عام 2016، وبتوجيه مني: “قامت القوات المسلحة الأمريكية بشن ضربات صاروخية على منشآت الرادار في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. التقييمات الأولية تشير إلى أن مرافق الرادارات دمرتها الغارات”. وبرر أوباما في رسالته بأنها “دفاع عن النفس، حسب الضرورة والاقتضاء، للتصدي لمزيد من التهديدات”.
وأنهى أوباما رسالته بالقول، إن المقصود من هذه الرسالة “بأن يكون الكونغرس على علم تام بما يتفق مع قرار سلطات الحرب”. وجاءت تبريرات أوباما تحت الإشعار المنصوص عليه “قرار سلطات الحرب”.
لم يأخذ الموضوع لغطاً في الكونجرس بالرغم أنها المرة الأولى التي تقصف فيها مدمرات أمريكية أراضٍ جديدة في الشرق الأوسط منذ احتلال العراق (2003).
تحت عنوان “إطلاق الولايات المتحدة الصواريخ في اليمن، لايبدو أنه يضع اهتمام الكثيرين، حتى لي”، كتب توماس ريكس في مجلة “فورين بوليسي”، وهو كاتب أمريكي متخصص بالشؤون العسكرية وغطى الحروب الأمريكية منذ أفغانستان(2001).
ويضيف ريكس في مقاله الذي ترجمه “يمن مونيتور” متسائلاً: لماذا هذا؟
ويجيب: “أتذكر عندما يكون هذا النوع من عدة أشياء – كان قصة كبيرة، يعيد أحداث 11/9 – كإطلاق أسلحة الحرب في بلد أجنبي. عندما كنت مراسلا، فإن هذا النوع يكون أخباراً فوريه على صفحتها الاولى عناوين كبيرة، عاصفة من القصص تشرح وتحلل لماذا وكيف حدثت هذه المهاجمة”.
ويضيف: ” لكن أعتقد أننا يمكن أن نعتاد على أي شيء، حتى أعمال الحرب. في الوقت الحاضر يبدو نوع من رتابة”. ويشير معلقاً: بالمناسبة من خلال وصف (11/9) فإننا لا نقصد حدثاً معيناً بل الطريقة والنوع لحدث خالد، أليس شعاره “الحرب للأبد”؟!
علاوة على عدم الاهتمام الأمريكي بهذا الحدث كان أيضاً هناك تجاهل روسي كبير بل وصل إلى أن صحيفة روسية وضعت عنواناً بارزاً “الفخ اليمني” يعلق على الحدث والاضطرابات على باب المندب والأزمة اليمنية بشكل عام.
الفخ اليمني
وقالت صحيفة “lenta” الروسية، في تحليل طويل ونقلت شبكة “يمن مونيتور” أجزاء منه إلى العربية، إن اللعبة الجيوسياسية في اليمن تنتقل إلى نهاية غير متوقعة بعد قصف الولايات المتحدة رادارات للحوثيين فيما لم يحدث ذلك في سوريا حيث يلتفت أنظار العالم أجمع إليها.
تعتقد الموقع إن وجود خلافات داخل التحالف العربي يعمق الأزمة اليمنية ولا يعطي انطباعاً بمؤشر جيد لنهاية الحرب كما يضع نهاية غير متوقعة بنشاط انفصال الجنوب، إلى جانب تمدد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية.
فيما نقلت صحيفة (الغارديان) نسختها الناطقة بالإسبانية في تحليل لها حمل عنوان “لماذا يستعد الصراع اليمني ليصبح سوريا أخرى”، وقالت إنه كما “هو الحال في سوريا، فضلت إدارة أوباما نهج عدم التدخل، مفضلا العمل من خلال وكلاء بدلا من الانخراط مباشرة. وينبع هذا الخجل من خوف باراك أوباما من انجرار الولايات المتحدة إلى المزيد من الحروب في الشرق الأوسط. بل هو أيضا نتيجة ثانوية لمحاولته المثيرة للجدل لرأب الصدع مع إيران من خلال اتفاق نووي تاريخي في العام الماضي”.
إيران تريد قواعد دائمة
وأضافت الصحيفة في ترجمة لـ”يمن مونيتور”: “ولكن أحداث غير متوقعة قلبت السياسة الأكثر حذرا. الولايات المتحدة الآن في مخاطر التورط في اليمن بشكل أكثر عمقاً بعد استهداف مدمرة أمريكية في عطلة نهاية الأسبوع، المدمرة هي واحدة من ثلاث سفن حربية في البحر الأحمر وخليج عدن مزودة بصواريخ توماهوك”.
وقالت إنه وبمشاهدة تطور فراغ السلطة مع اقتراب أوباما من نهاية فترة ولايته، فإن المتشددين في الحرس الثوري الايراني مستعدين لغاية مما كانوا عليه سابقا وليس فقط في اليمن ولكن في العراق، حيث كانت الحكومة التي يقودها الشيعة هي حليفهم الوثيق، وفي سوريا، حيث مقاتلو إيران نفسها، عد قوات من حزب الله وقوات حفظ بشار الأسد تشن هجوما في حلب.
ويرى بعض المحللين نقلت عنهم الصحيفة أن إيران تريد توسعة قواعدها العسكرية مثل روسيا، لتصبح دائمة في البحر الأبيض المتوسط. وأضافوا إن “سلوك إيران سوف يخيب أولئك الذين دعموا افتتاح أوباما إلى طهران وإقناع المتشككين، مثل القيادة الإسرائيلية، أنهم كانوا على حق بتوقع ان طهران تريد الحفاظ على عداء مع الغرب، بمواصلة السعي إلى الهيمنة الإقليمية والمضي قدما في محاولة زعزعة استقرار الأغلبية السنية المسلمة ممثلة بالمملكة العربية السعودية وحلفائها الخليجيين، أينما وحيثما تسنى لها ذلك”.
المصادر الثلاثة:
فورين بوليسي: Firing missiles into Yemen—and no one in the U.S. seems to care much, even me
Lenta: Йеменский капкан
الغارديان الإسبانية: Por qué el conflicto en Yemen va camino de convertirse en otra Siria