في اليمن.. انقلاب “ميت” تنعشه الضغوط الدولية
في تطور سريع ولافت على الصعيد العسكري، بدأت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عملية عسكرية مباغتة داخل محافظة “صعدة” المعقل الرئيس لجماعة الحوثي المسلحة، شمالي البلاد، لتتسع رقعة التحرير بشكل مضطرد يضيق الخناق على رأسيّ الانقلاب، الحوثي وصالح.
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/خاص:
في تطور سريع ولافت على الصعيد العسكري، بدأت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية عملية عسكرية مباغتة داخل محافظة “صعدة” المعقل الرئيس لجماعة الحوثي المسلحة، شمالي البلاد، لتتسع رقعة التحرير بشكل مضطرد يضيق الخناق على رأسيّ الانقلاب، الحوثي وصالح.
وتمكنت القوات الحكومية المشاركة في الحملة من السيطرة على منفذ “البقع” الحدودي مع السعودية، كما سيطرت القوة التي يقودها العميد هاشم السيد المكلف من الرئيس هادي وبسام المحضار القيادي في المقاومة الجنوبية، على جبل الثائر والجبال المحيطة بسوق البقع والمطار والجمارك، وتوغلوا نحو 25 كيلو متراً باتجاه مركز المحافظة بإسناد من طيران التحالف العربي.
ايقاع سريع للمواجهات.. تعيقه الألغام
محافظ صعدة “هادي طرشان” قال إن قوات الجيش الوطني والمقاومة حققت انجازاً استراتيجياً بتحريرها منفذ ومطار “البقع”، بعد ثلاثة أيام من انطلاق المعركة”، موضحاً أن القوات الشرعية تمكنت من السيطرة على ما يقارب من 25 كم من محافظة صعدة، باتجاه مناطق مديرية كتاف، التي تمثل ثلثي مساحة صعدة.
وأضاف “طرشان” في حديث خاص لـ”يمن مونيتور” أن ما يعيق قوات الجيش والمقاومة من التقدم نحو مركز مديرية كتاف هو الألغام التي زرعها مسلحو الحوثي، مشيرا إلى انهيار قوات الحوثيين بشكل كبير؛ موضحا أنه اذا ما تمت السيطرة على مديرية كتاف ستكون صعدة على مرمى حجر من التحرير.
وأثار الشارع اليمني ونخبته السياسية الكثير من الأسئلة عن أسباب تأخير هذه المعركة، ومدى استمراريتها.
معركة للتحرير الشامل.. أخرتها الضغوط الدولية
المحافظ “طرشان” أوضح أن هدف المعركة هو التحرير الشامل للمحافظة وليست لاستنزاف الانقلابيين فقط وأن تأخرها كان نتيجة لسيطرة الحوثيين على مناطق اليمن كلها، مؤكدا أن الضغوط الدولية و”الأمريكية ” على وجه التحديد كانت عائقا مهما أمام قرار تحرير صعدة.
وقال “طرشان” إن المجتمع الدولي بقيادة “واشنطن” يسعى إلى الحفاظ على تواجد الحوثيين كقوة سياسية متواجدة ولها كيانها داخل المعادلة اليمنية، لكنه أعتبر انطلاق المعركة في هذا التوقيت سيساهم في حلحلة الأزمة اليمنية وانهاء الانقلاب.
وأعتبر الكاتب والصحفي اليمني “عبدالباسط الشاجع” فتح جبهة جديدة داخل معقل الحوثيين في هذا التوقيت لم تكن متأخرة، بل تأتي في إطار التحركات العسكرية المحيطة بها، حيث أحرز الجيش الوطني والمقاومة تقدما واسعاً في الفترة الأخيرة وسيطروا على أهم مواقع الحوثيين وقوات صالح في الجوف واقتربوا من السيطرة الكاملة على صرواح مأرب.
ويضيف “الشاجع ” في حديث لـ “يمن مونيتور” أن الجيش الوطني والتحالف يسعيان إلى تطويق العاصمة صنعاء وتضييق الخناق عليها لبدء تحريرها، أو إخضاع حلف الانقلاب للاستسلام بعد تجريدهم من القوة العسكرية والاقتصادية.
دلالات الحضور الواسع للمقاومة الجنوبية في المعركة
واعتبر المحافظ “طرشان ” مشاركة القيادات الجنوبية كـ “هاشم السيد”، و”بسام المحضار” إلى جانب قائد محور صعدة العميد “عبيد الأثلة”، يحمل دلالة مهمة، تؤكد واحدية القضية ووحدة المصير في كل محافظات ومناطق اليمن.
“الشاجع” ألمح إلى أن معركة صعدة خارجة عن اشراف المنطقة العسكرية السادسة على ما يبدو ويشرف عليها التحالف بشكل مباشر، لافتاً إلى أن القوة التي تم تجهيزها صلبة وقوية بمشروعها الوطني، وهذه القوات تشكلت من نخبة مقاتلة من جميع المحافظات وتشكل القوة العسكرية الجنوبية فيها مركز ثقل حيوي.
ويرى “الشاجع” أن نقل قوات الشرعية المعركة إلى صعدة خطوة مهمة، لأن عزلها عن المواجهة يمكن الحوثيين من تحويلها إلى مركز لتصدير الفوضى، خصوصاً بعد تحولها إلى اشبه بالخلية الأمنية الإيرانية ومركز لصناعة قرار الانقلاب. حسب وصفه
وتابع، “تأمين صنعاء ومحافظات الجمهورية يعتمد على تحرير صعدة وملاحقة ميليشيات الحوثية في كل مديرياتها”.
وتعد صعدة، شمالي اليمن، المعقل الرئيس لـجماعة “الحوثي” المسلحة، والمخزون الاستراتيجي بشرياً ولوجستياً للجماعة.