من المهم أن يقوم التحالف بجبر الضرر وتعويض الضحايا، وهو حق أصيل لا ينبغي التنازل عنه، وكذا بالنسبة للتعهد بعدم تكرار هذه الجرائم مستقبلاً. في البدء، ينبغي التعامل مع بيان التحالف العربي المساند للشرعية في اليمن حول الإقرار بمسؤولية مقاتلاته عن قصف مجلس عزاء “آل الرويشان” بالقاعة الكبرى في صنعاء، باعتباره خطوة جيدة في الطريق الصحيح نحو كشف الذين يتسببون في حدوث مثل هذه الكوارث.
غير أنه لا ينبغي أن تبقى الجهة “مجهولة” والمعلومة “مغلوطة”، بل يفترض التحقيق فيها ومعاقبة مرتكبيها ما لم فإن البيان سيتحول إلى محاولة بائسة لايجاد “كبش فداء” للجرائم التي ترتكبها المقاتلات في أكثر من جبهة يمنية.
ويبدو هنا أن التساؤل المشروع: هل يعقل أن يعتمد التحالف العربي بما يمتلكه من تكنولوجيا فائقة، على معلومات من جهة ما في هيئة أركان الجيش اليمني التي يتواجد معظم أعضائها في صحراء مأرب وشبوة؟!
سبق أن قصف التحالف أسواقاً شعبية ومشافي في أكثر من منطقة يمنية غير أنها إلى اليوم ما تزال مقيدة ضد مجهول، ولم ترَ التحقيقات عنها النور.
من المهم أن يقوم التحالف بجبر الضرر وتعويض الضحايا، وهو حق أصيل لا ينبغي التنازل عنه، وكذا بالنسبة للتعهد بعدم تكرار هذه الجرائم مستقبلاً.
ينبغي أن يتحمل التحالف مسؤوليته تجاه جرائمه أة ما يسميها “أخطاء”، كونه يخوض حرباً يتطلع اليمنيون من خلالها إلى الخلاص من كابوس الانقلاب الحوثي وشريكه “علي صالح”.
بالنسبة للحوثي، فهو طرف خصم في حرب تنهش جسد الوطن، لكنه ما يفتأ يزايد بدماء اليمنيين، ويستغلها في سفك المزيد منها في جبهاته المفتوحة بطول البلاد وعرضها.
غير أنه لا ينبغي أن تتحول جرائم الحوثي البشعة منذ أول طلقة رصاص في صعدة، إلى صكوك غفران لجرائم التحالف، شتان بين مليشيا خارج القانون ونفذت انقلاباً على السلطة، وتحالف عربي يساند حكومة شرعية.