احتمالات التصعيد العسكري ضد الحوثيين تتزايد في ظل الرغبة الأمريكية والاشتراطات السعودية
يمن مونيتور/ إسطنبول/ خاص:
خلص تقرير جديد لمركز المخا للدراسات الاستراتيجية، يوم الأربعاء، إلى أن احتمالات التصعيد العسكري المحلي المدعوم دولياً ضد الحوثيين يتزايد في ظل رغبة أمريكية في وقف هجمات البحر الأحمر، ومطالب باستراتيجية جديدة تبدد القلق اليمني والخليجي.
وفي ظل تصاعد التهديدات التي يمثلها الحوثيون في البحر الأحمر، طالبت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، باستراتيجية أمريكية جديدة لمواجهة التحديات المتزايدة. جاء ذلك في تصريحات للسفير اليمني لدى الولايات المتحدة، محمد الحضرمي، الذي أكد خلال مداخلة له أمام مجلس الشيوخ الأمريكي أن “وجود إستراتيجية أمريكية جديدة حول اليمن يعد أمرًا بالغ الأهمية لمساعدتنا في هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام”.
وحسب مركز المخا فإن الاستراتيجية اليمنية المقترحة تتضمن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية، على غرار حزب الله والحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى دعم القوات الحكومية لاستعادة ميناء الحديدة، واستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي.
ونشطت الدبلوماسية الأمريكية بشكل ملحوظ في العاصمة السعودية الرياض، حيث تم إجراء سلسلة من اللقاءات مع مسؤولين رفيعي المستوى لمناقشة مكافحة الإرهاب.
ويشير مركز الدراسات اليمني إلى أنه ورغم الرغبة الأمريكية في تجديد الحرب ضد الحوثيين، فإن المملكة العربية السعودية تتحفظ على المشاركة العسكرية، مشروطة بتوقيع اتفاقية شراكة أمنية مع واشنطن. هذه التحفظات تعكس قلق الرياض من الوضع الأمني وتاريخ العلاقات مع الولايات المتحدة، التي شهدت تراجعات في الدعم العسكري خلال السنوات الماضية.
وكان “يمن مونيتور” نقل عن مصادر دبلوماسية شروط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان من الإدارة الأمريكية الجديدة والتي تتمثل بوجود استراتيجية واضحة بشأن النزاع في اليمن والبحر الأحمر. كما اشترطت الرياض “تقديم دعم فعّال من الولايات المتحدة لمواجهة هجمات الحوثيين بما في ذلك المساعدات العسكرية والاستخباراتية” و”ضرورة وجود تنسيق مستمر بينهما لضمان تحقيق الأهداف المشتركة في المنطقة” و”التزام طويل الأمد من الإدارة الأمريكية لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة”.
- حصري- القادة السعوديون والإماراتيون يضغطون لتشكيل سياسة الولايات المتحدة بشأن اليمن
- الإدارة الأمريكية الجديدة واليمن
- حصري- الحوثيون يتخذون إجراءات جديدة وسط مخاوف اغتيال قادة الجماعة
- السياسة المرتعشة.. تحليل في نهج بايدن باليمن خلال أربع سنوات
العمليات في الحديدة
ويشير مركز المخا إلى أن محافظة الحديدة ستكون بؤرة التصعيد العسكري بسبب موقعها على الساحل الغربي لليمن، وتعد نقطة انطلاق محورية لأي عمليات عسكرية ضد الحوثيين. وقد أدت الهجمات التي شنها الحوثيون على الملاحة الدولية إلى إعادة تسليط الضوء على أهمية السيطرة على المدينة.
ولفت التقرير إلى أن عديد من العوامل تشير إلى احتمال حدوث تصعيد عسكري ضد الحوثيين، منها: الإسناد الدولي، إذ تغير الموقف الأمريكي والبريطاني تجاه الحوثيين بعد الهجمات على الملاحة. والثاني انحسار النفوذ الإيراني في المنطقة، بفعل انهيار النظام السوري وتراجع دور حزب الله اللبناني، وهو ما يعزز فرص التحرك ضد الحوثيين مع تطلعات اليمنيين لحدوث سيناريو مشابه لما حدث في سوريا.
الثالث والرابع يشير مركز المخا إلى تكثيف الحوثيين لتعزيزاتهم العسكرية وتحصيناتهم على خطوط التماس في الحديدة، ومخاوفهم العلنية من حدوث تحرك عسكري. والخامس الحراك الذي يتم داخل الحكومة المعترف بها دولياً والذي يؤشر إلى احتمال حدوث تطور ما، وخاصة في محافظة الحديدة والساحل الغربي.
يلفت مركز الدراسات اليمني إلى أن التجاذبات بين القوى الإقليمية والدولية، واختلاف أولوياتها، أحد الأسباب الرئيسة لطول الحرب في اليمن، ومراوحة أوضاعها بين السلام والحرب. داعياً “تلك القوى ألا تفوت الفرصة السانحة لاعتبارات خاصة بها، وأن تأخذ بعين الاعتبار مصالح اليمنيين أيضًا، خاصة بعد أن طالت الحرب أكثر مما ينبغي، وانهارت معها أوضاع اليمنيين الاقتصادية والإنسانية”.
ويخلص المركز إلى أن الأوضاع الحالية تتطلب “استغلال اللحظة التاريخية لتحقيق تحول عسكري وسياسي”. موصياً “المجتمع الدولي أن يدعم جهود الحكومة الشرعية في اليمن، ويقدم المساعدات اللازمة لإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، لضمان سلام دائم يحفظ مصالح الشعب اليمني والمنطقة”.
- حصري- القوات تحتشد.. استعدادات عودة الحرب إلى الحديدة
- حصري- مختبئة في أعماق الأرض.. مخازن ومصانع الحوثيين الأكثر سرية
- الحوثيون بين طموح إقليمي وعبء ثقيل: هل ينجحون في خلافة حزب الله؟ (تحليل معمق)