لقد هجر الأدباء واحات خيالهم الحالمة وجداول بوحهم الذاتي الرقراق بعد أن تصدعت قلوبهم حزنا، وفطرت أقلامهم وجعاً لكل مشاهد الخراب، فكان أن ازدهر أدب الحروب وأصبح ما يميز أدبيات هذه المرحلة في الوطن العربي ككل. هي الحرب إذا حلت بساح تفرض واقعها القاتم على كل شيء حتى كتابة الأدب.
لقد هجر الأدباء واحات خيالهم الحالمة وجداول بوحهم الذاتي الرقراق بعد أن تصدعت قلوبهم حزنا، وفطرت أقلامهم وجعاً لكل مشاهد الخراب، فكان أن ازدهر أدب الحروب وأصبح ما يميز أدبيات هذه المرحلة في الوطن العربي ككل.
لقد غادرنا زمان كان الكاتب فيها يسطر نصوصه من وحي الطبيعة وسحرها بمتعة الكتابة ولذتها، فقد صارت هذه النصوص تكتب بعمق الألم وقسوته لإحساس الكاتب بمعاناة هذه الشعوب في ظل حروب وإرهاب دموي, وانتهاك يومي لحقوق الإنسان, لقد تلاشت هذه المتعة المنشودة والكاتب يوغل في أوصاف الخراب والقتل والدم والألم رغما عنه.
الأديب وهو يشهد مأساة الإنسان في زمن النزاعات المسلحة كما هو الحال في وطننا الحبيب وغيره من الدول التي تعاني إبادة وخرابا شاملا وتشريدا لأبنائها وتفكيكا لنسيجها الاجتماعي, لا يسعه إلا أن يسطر ملامح هذه المعاناة و قسوة أحداثها تخليداً للحظة والحال بريشة فنان يحترق ألماً, وطمعاً في توجيه الرأي العام نحو احترام قيمة الإنسان وكذلك نقل هذه الماسي للأجيال القادمة بنزاهة قلم وحس أديب مرهف.
مُطالب هو رغم قسوة وعنف الأحداث التي يشهدها الوطن أن يزرع الأمل في القلوب رغم حلكة الأفق, لتبقى رسالة الأدب قائمة على غرس التفاؤل بحدوث مستقبل أفضل وتنوير الأجيال بقيمة الإنسان الذي هو أسمى من أي قيمة أخرى, عليه بثّ روح المحبة بين فئات المجتمع بكل طوائفه التي خلقتها مؤسساته الدينية المغرقة في التشظي والاختلاف.
الكتابة الأدبية رسالة إنسانية سامية تقوم بتخليد الأحداث بحيادية تاريخية بقالب أدبي مهما اختلفت أنواعه تظل أجمل الأساليب رواية للتاريخ.
على الكاتب ألا يحصر قدرته الإبداعية في صوغ فكرة متحيزة نحو توجه ما قد تشوه معان إنسانية تخل بالهدف الأسمى للأدب, فالأدب رسالة إنسانية شاملة بجوار أنه متعة روحية عظيمة.