مهزلة المساعدات الخارجية.. “المتمردون” يختلسون غذاء ملايين اليمنيين البؤساء (ترجمة حصرية)
كشفت صحيفة صاندي إكسبرس البريطانية أن الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق يقومون باختلاس أقوات ملايين اليمنيين البؤساء، فيسطون على كميات ضخمة من المساعدات التابعة للأمم المتحدة ويبيعونها للتجار واصفةً ذلك بالمهزلة.
يمن مونيتور/ ترجمة حصرية/ من عادل هاشم
كشفت صحيفة صاندي إكسبرس البريطانية أن الحوثيين وأنصار الرئيس اليمني السابق يقومون باختلاس أقوات ملايين اليمنيين البؤساء، فيسطون على كميات ضخمة من المساعدات التابعة للأمم المتحدة ويبيعونها للتجار واصفةً ذلك بالمهزلة.
الصحيفة التي نشرت التقرير تحت عنوان “مهزلة المساعدات الخارجية.. المتمردون في اليمن يختلسون الملايين من المدنيين البؤساء” ونقله إلى العربية “يمن مونيتور” قالت إنه: “يتم اختلاس كميات ضخمة من المساعدات البريطانية في أفقر دولة في الشرق الأوسط من قِبل المتمردين الحوثيون والسياسيين لكسب المال من 21.2 مليون مدني بائس”.
وأكدت مصادر في المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة للصحيفة البريطانية بأن المعونات التابعة للأمم المتحدة بما فيها المواد الغذائية الأساسية يتم سرقتها من قِبل مشائخ القبائل اليمنية وقادة تابعين لميليشيا الحوثي وأعضاء تابعين لحزب المؤتمر الشعبي العام. ومن ثم يتم بيع هذه المساعدات للتجار الذين بدورهم يقومون برفع الأسعار أو توزيعها على الأهل والأصدقاء بدلاً من ذهابها لبؤساء الشعب اليمني.
وكانت الحكومة البريطانية أكدت التزامها بتقديم 85 مليون يورو كمساعدات لليمن ومضاعفة التمويل الإنساني للبلاد خلال العام الماضي، مما جعل بريطانيا رابع أكبر المانحين لليمن. وقد تم توزيع الإمدادات الطبية الحيوية والماء والغذاء والتغذية والمأوى لأكثر من 1.3 مليون يمني حتى الآن. ولكن هناك أكثر من 300 ألف طفل يمني تحت سن الخامسة يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم أولائك الذين يتضورون جوعاً حتى الموت.
أضطر بائع الخضار عبدالله جراحي لمغادرة مدينة حضرموت والذهاب إلى صنعاء بعد أن أتشبكت قوات سعودية مع عناصر من تنظيم القاعدة. وقال محمد: ” إن المساعدات منقذة من خطر الجوع وأن الحالة الإنسانية لكثير من الناس ستكون أكثر بؤساً من دونها. هذه المساعدات غير كافية وينبغي الزيادة في كمياتها أو توزيعها بشكل صحيح. ليس لدينا ماء وكهرباء وأشعر بأن مستقبل عائلتي قد ضاع.”
وتقول الصحيفة البريطانية: “يمكن مشاهدة المواد الأساسية كالأرز والدقيق والسكر علناً في المحلات التجارية في أكياس طبع عليها شعار الأمم المتحدة. ويتم عرض مواد غذائية وغير غذائية تابعة للأمم المتحدة للتجار من قِبل المتمردين الحوثيون أو السياسيين قبل وصول هذه المواد إلى المخيمات أو الاحتفاظ بها خارجاً بواسطتهم”.
ونقلت صاندي إكسبرس البريطانية في تقريرها الذي نقله للعربية “يمن مونيتور” عن مصدر من المنظمة الدولية للهجرة قوله إنه لا يوجد أرقام رسمية ولكن هذا ما يحصل بالفعل. إن توزيع هذه المواد خارج عن سيطرة وكالات المساعدات. وما يتم بيعة في الأسواق هي المساعدات التي تم الاستيلاء عليها عند وصولها من أصحاب النفوذ الذين بدورهم يقومون بتوزيعها على الأصدقاء أو الأقارب أو بيعها للتجار.
وتابعت: “عبدالواحد الوصابي” وهو أحد التجار يبيع أكياس عليها شعار الأمم المتحدة للغذاء، بعد أن قال بأنها عرضت علية بواسطة باعة لم يلتقي بهم من قبل والذين يرفضون الكشف عن هويتهم. ويقول “منذ شهر وأشخاص يأتون إلي ليعرضوا بيع أكياس من السكر والأرز والطحين والزيت تحمل شعارات وكالات الأمم المتحدة أو الجمعيات الخيرية الأخرى. هؤلاء الأشخاص يعرضون هذه المواد بأسعار منخفضة لذلك فقد اشتريتها منهم والآن أقوم ببيعها”.
ويضيف “عبدالواحد الوصابي” قائلاً ” ليست مهمتي أن أسال عن سبب بيعهم لهذه المنتجات لأنها عرض مغري بالنسبة لنا كتجار ونحن نفكر في كيفية زيادة أرباحنا”.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الوصابي رفض الكشف عن أسماء هؤلاء الأشخاص خوفاً من مواجهة عقوبة من البلطجية (المسلحون الحوثيون) الذي يعتقد أنهم وراء هذا المخطط. وقال أيضاً بأن بعض من عملائه الذين يمتلكون مثل هذه المواد يقومون باستبدالها بأشياء أخرى من مخزنه التجاري.
وقال محمد البارد وهو مالك لمحل تجاري في شارع تعز في صنعاء: “قبل بضعة أشهر توقفت سيارة هايلوكس أمام متجري وعلى متنها ثمانية أكياس من الطحين وعدة أكياس من الأرز والسكر وعلبة من البسكويت قد تم عرضها للبيع وهي تحتوي جميعها على شعار الأمم المتحدة. ومن ثم ذهبت إليهم وتفاوضنا على أسعارها وبعد ذلك اشتريتها منهم وبعتها كالمعتاد”.
واختتمت بالقول: “وكما تكشف إحصائيات للبنك الدولي أن اليمن هي الدولة الأكثر فقراً في الشرق الأوسط والدولة 47 في مستوى الفقر في العالم حيث تشهد اضطرابا سياسياً منذ الربيع العربي عام 2011.”
المصدر الرئيس
FOREIGN AID FARCE: Millions siphoned off by Yemen government from desperate civilians