ميديا

اكتشاف آلية ظهور بقع داكنة في الغلاف الجوي بالقرب من قطبي المشتري

يمن مونيتور/قسم الأخبار

رصد علماء الكواكب الأمريكيون والبريطانيون عملية تشكل البقع الداكنة في قطبي المشتري، وتوصلوا إلى استنتاج مفاده أن هذه البقع تنشأ في الأجزاء المحيطة بالقطب من الكوكب العملاق.

وذلك تحت تأثير “الأعاصير المغناطيسية” الغريبة التي تشبع الغلاف الجوي بجزيئات الهباء الجوي. أفادت بذلك الخدمة الصحفية لجامعة “كاليفورنيا” في بيركلي .

وأوضح تشانغ شي الأستاذ في جامعة كاليفورنيا أن تركيز الهباء الجوي في الأجسام البيضاوية الداكنة كان أعلى بما يصل إلى 50 مرة من المعدل الطبيعي، الأمر الذي يشير إلى أنها تنشأ بالقرب من القطبين نتيجة دوران الإعصار، وليس نتيجة التفاعلات الكيميائية التي يثيرها توغل الجزيئات عالية الطاقة في الغلاف الجوي العلوي، وأن هذه الجسيمات تدخل الغلاف الجوي لكوكب المشتري بعيدا عن المناطق التي تظهر فيها البقع الداكنة.

وتوصل علماء الكواكب إلى هذا الاستنتاج من خلال دراسة ما يسمى بالبقع الداكنة، أو الأجسام البيضاوية الداكنة، وهي مناطق مظلمة بشكل غير عادي بالقرب من قطبي المشتري تم اكتشافها لأول مرة في صور القطب الجنوبي للكوكب العملاق التي التقطها مرصد “هابل” الفضائي في أواخر التسعينيات. وفي وقت لاحق، تم العثور على أجسام مماثلة في صور القطب الشمالي التي التقطها مسبار “كاسيني” في طريقه إلى زحل.

وأتيحت لعلماء الفلك مؤخرا فرصة لدراسة هذه الأجسام غير العادية في الغلاف الجوي لكوكب المشتري في إطار برنامج الأرصاد الفضائية OPAL الذي يهدف إلى دراسة الكواكب العملاقة باستخدام تلسكوب “هابل” المداري. وسمحت المشاركة في هذه المبادرة للعلماء بإعداد عشرين خريطة لكوكب المشتري وتتبع كيفية تغير مظهره، بما في ذلك موقع وخصائص البقع القطبية المظلمة، بين عامي 1994 و2022.

وأظهر تحليل العلماء أن الأجسام البيضاوية الداكنة تظهر في القطب الجنوبي لكوكب المشتري بمعدل 4-6 مرات أكثر من المناطق القطبية الشمالية، واكتشف علماء الكواكب أن هذه الأجسام تتكون من تراكمات كثيفة للغاية من جزيئات الهباء الجوي من الهيدروكربونات السائلة. ولا يتطابق موضع ووقت ظهور هذه القطرات مع المناطق التي “تترسب” فيها الجسيمات ذات الطاقة العالية، مما يلقي ظلالا من الشك على النظرية الشائعة حول ارتباطها بالبقع الداكنة.

أظهر التحليل اللاحق للبيانات الواردة من “هابل” والتلسكوبات الأرضية أن الأجسام البيضاوية الداكنة تتولد من تفاعلات خطوط المجال المغناطيسي بالقرب من قطب كوكب المشتري، والمادة الموجودة في غلافه الجوي وانبعاثات البلازما من قمر المشتري آيو. وتؤدي هذه العمليات إلى ظهور نوع من “الأعاصير المغناطيسية” التي تخلط الغلاف الجوي بشكل فعال وتساهم في تكوين الهباء الجوي الهيدروكربوني داخل البقع الداكنة. وتفسر هذه العمليات المعقدة العديد من الشذوذات في تركيزات البنزين والمواد الأخرى في الطبقات العليا من الغلاف الجوي لكوكب المشتري التي تم اكتشافها في السنوات الأخيرة.

 

المصدر: تاس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى