عندما يختلط التعصب بالعمل العام يتحول الرأي من إثراء إلى كارثة حقيقية تتهدد المجتمع. في العمل العام والشأن السياسي يتحول الرأي من إثراء إلى كارثة حقيقية تتهدد المجتمع، عندما يكون مصحوبا بالتعصب والإصرار على الرأي واعتباره حقا مطلقا لا يمس، وحقيقة لا يأتيها الباطل بما يستدعي ذلك من اعتبار الرأي الآخر المختلف باطلا بل واعتداء يجب محاربته لا محاورته، رفضه لا قبوله.
وهنا تتجلى الكارثة بقرونها البشعة، حيث يتحول الرأي إلى قرار حرب بإصرار وترصد، وتزيد الكارثة لتتفشى وتمتد كوباء الطاعون لأن هذا النوع من الرأى أو (الانسان الوباء) هو آراء متعددة تعدد الأطراف التي تعيش في حيز مكاني واحد، لنكون أمام آراء هي بالحقيقة قرارات حرب مسبقة ومشاريع خناق عمياء لأطراف وأناس محشوريين في غرفة أو غرف لبيت واحدة.
هذا النوع من الآراء أو الكائنات البشرية البلهاء هي بالحقيقة قنابل ومتفجرات بصورة أوادم وعقول ونفوس مفخخة قابلة للانفجار أو مسببة لتفجير البيت كاملة بما فيها.
والمصيبة الكبرى أنه وبدلا من اتخاذ الأغلبية السليمة أو المفترض أنها سليمة قرار بنزع هذه الألغام ورميها بعيدا وإيداع الملوثيين بالمصحات والحجر الصحي عليهم إيقافاً للوباء من الانتشار وللبيت من الدمار، تجدهم يتغاضون بل ويتوزعون بينهم التشجيع والمحانكة كما يفعل متعصبو كرة القدم الذين يقتتلون فيما بينهم من أجل خاطر (ربلة) مستديرة ويسفكون دماءهم بأيديهم من أجل تعصب لفرااااااغ و(جووووول) وحتى (الجوول) هذا يتعطل ليتمزق الشباك وتنفجر الكرة وتكسر القوائم وتتحول إلى تفاصيل تافهة أمام الدماء المسفوكة في المدرجات التي وضعت للترفيه والتسليه أساساً هذا (مثلا)، لنكن أمام حالة جنون عام تدميرية بسبب الانصات إلى البلاهة والمعتوهين في القضايا العامة وبسبب التعصب من أجل الرأي الفارغ الذي يحيل الجمال إلى قبح والحياة إلى دمار والإنسان إلى حالة أدنى من البهائم و أوحش من السباع.