إيران تكرم الحوثي
لمن لا يزال لديه ذرة من شك لدعم إيران للحوثيين لإثارة النعرات المذهبية في اليمن، يمكنه اليوم أن يتأكد بصورة أكثر وضوحاً بالتكريم الذي ناله مؤخراً زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي من القيادة الإيرانية، بمنحه جائزة رجل المقاومة للعام 2016. لمن لا يزال لديه ذرة من شك لدعم إيران للحوثيين لإثارة النعرات المذهبية في اليمن، يمكنه اليوم أن يتأكد بصورة أكثر وضوحاً بالتكريم الذي ناله مؤخراً زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي من القيادة الإيرانية، بمنحه جائزة رجل المقاومة للعام 2016.
الجائزة قدمها اللواء محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني، والعميد محمد رضا نقدي قائد قوات التعبئة (الباسيج) للحوثي، وتسلمها نيابة عنه عبدالله المرواني، لظروف الحرب التي يعيشها اليمن، منذ استيلاء الحوثيين على العاصمة صنعاء في شهر سبتمبر/ أيلول من العام 2014.
الدعم الإيراني للحوثيين ليس جديداً، فالأهم من التكريم المعنوي هناك دعم بالمال والسلاح والإعلام منذ سنوات طويلة، لكن الحدث الأبرز الذي يمكن الإشارة إليه تلك الأسلحة التي يتم تهريبها إلى اليمن عبر السفن القادمة من طهران إلى موانئ يمنية عدة، ويبدو أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح كان يعلم بها، وغض الطرف عنها لأهداف لم يتم اكتشافها إلا بعد الانقلاب الذي تم ضد الشرعية القائمة في البلاد.
خلال السنوات الماضية، أماطت السلطات اليمنية اللثام عن تهريب أسلحة متطورة بواسطة سفن وقوارب، وعرف الإعلام اليمني اسمي سفينتي «جيهان 1»، و«جيهان 2»، وزار هادي ميناء عدن حيث ضبطت السفينتان، واتضح أنهما كانتا مملوءتين بالأسلحة والصواريخ الحرارية، وغيرها من الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون في المعارك الدائرة في البلاد اليوم.
وقد جاء تكريم إيران للحوثي ليتوج مسيرة من العلاقة التصاعدية مع جماعة الحوثي، بخاصة منذ الحرب الثالثة من أصل 6 حروب دارت بين الجماعة ونظام صالح، إلا أن جذور العلاقة تعود إلى أبعد من ذلك، عبر الجمعيات التي نشطت هناك تحت غطاء إنساني، مثل المستشفى الإيراني بصنعاء، الذي كان يقدم خدماته الصحية والطبية لليمنيين، فيما شكل واجهة مستترة للدعم الذي كانت تقدمه طهران للحوثيين.
وقد أدرك صالح خطورة هذه الواجهات، وتحرك لوقفها، حيث أغلق المستشفى ووجهت إليه تهم عدة، فيما جرت محاكمة عدد من الخلايا المرتبطة بالجماعة، ومعظمها كان في عهد صالح، لكنه أغفل قضية تهريب الأسلحة التي كانت تعد الأخطر.
مع الأسف، كان النشاط الإيراني في اليمن واضحاً للجميع، ولم تدركه دول الخليج إلا بعد فوات الأوان، على الرغم من أن كثيراً من المراقبين والخبراء نبهوا السلطات اليمنية والخليجية، على حد سواء، لخطورة هذا الحضور، بخاصة صنعاء العاصمة، وصعدة، المعقل الرئيسي للجماعة، إضافة إلى بؤر عدة شكلت حواضن للاستقطاب والترويج المذهبي، وأبرزها منطقة الغيل بمحافظة الجوف، التي تم تحريرها قبل أيام من قبل الجيش الوطني، ومنطقة الصراري في تعز، التي تباكى الناشطون الحوثيون على سقوطها، ما دل على مساع إيرانية لإدخال المجتمع اليمني في أتون صراعات مذهبية طويلة، وهو ما برز للعيان خلال الأحداث الأخيرة.
نقلا عن الخليج الإماراتية