اخترنا لكمتقاريرغير مصنف

تهديد الحوثيين للملاحة الدولية يشعل حالة الطوارئ في سوق “النفط” الخليجي

لم يكن استهداف جماعة الحوثي المسلحة للسفينة المدنية التابعة للبحرية الإماراتية، كحالة اعتيادية لا توصل الرسائل، ولا تلقي بالكثير من الاستفهامات؛ فالاستهداف جاء على أكبر ممر للملاحة الدولية “باب المندب”، ما أشعل حالة الطوارئ لتصيب “صناعات النفط” في دول الخليج العربي. يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:

لم يكن استهداف جماعة الحوثي المسلحة للسفينة المدنية التابعة للبحرية الإماراتية، كحالة اعتيادية لا توصل الرسائل، ولا تلقي بالكثير من الاستفهامات؛ فالاستهداف جاء على أكبر ممر للملاحة الدولية “باب المندب”، ما أشعل حالة الطوارئ لتصيب “صناعات النفط” في دول الخليج العربي.

وهي المرة الأولى التي يجري فيها استهداف من هذا النوع بالرغم من سيطرة الحوثيين على جزر عدة وسط البحر الأحمر، منذ بدء العمليات العسكرية للتحالف العربي في مارس/آذار 2015م؛ فعائدات المنفذ والسفن كان يتم توريدها إلى البنك المركزي الخاضع للجماعة والرئيس اليمني السابق في العاصمة صنعاء، لكنها المرة الأولى التي يتم استهداف ممر الملاحة بعد نقل المركز الرئيس للبنك المركزي إلى عدن، بموافقة دولية رغم الامتعاض في خطاباتهم.

ورغم القتال المستمر على المدن الساحلية “الحديدة-حجة-تعز” إلا أن ممر الملاحة كان بعيداً عن دائرة القتال، وكانت ناقلات النفط وسفن الشحن تتحرك مند بداية الحرب بحماية قوات من التحالف العربي؛ حتى استهداف السفينة الإماراتية الذي قد يغير المعادلة، ويثير المخاوف لدى شركات الشحن العالمية وأيضا لدى دول الخليج النفطية.

وألمح قادة وناشطون حوثيون، إلى إمكانية استهداف مضيق باب المندب، كرد فعل على قرار الرئيس هادي نقل البنك المركزي اليمني من العاصمة صنعاء، الخاضعة لسيطرتهم، الى العاصمة المؤقتة عدن (جنوب البلاد).

 

البنك المركزي

و عقب صدور قرار نقل البنك المركزي، قال يوسف الفيشي، وهو عضو المجلس السياسي الأعلى المشكل بالمناصفة بين الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح، في بيان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “نقل البنك المركزي سيسبب كارثة للعالم وسيضع أمن واقتصاد دول الخليج العربي في مهب الريح”.

فيما قال الناشط الحوثي، عبد الملك الوادعي، إن استهداف السفينة الإماراتية وبالقرب من باب المندب، هو رسالة اقتصادية أكثر منها عسكرية، وخصوصاً أن الحكومة، وبدعم التحالف، بدأت باستخدام الورقة الاقتصادية متمثلة بنقل البنك المركزي.

وتأتي عملية استهداف باب المندب مع حلول الذكرى الأولى لاستعادة المضيق من قبل الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة التحالف العربي في مطلع أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

المضيق هو شريان اقتصادي دولي ومسألة أمنه تتعلق بالعالم أجمع، ومن أجل ذلك قال التحالف العربي إن هذا العمل يأتي كمؤشر خطير “ويؤكد توجه هذه المليشيات لتنفيذ عمليات إرهابية، تستهدف الملاحة الدولية المدنية والسفن الإغاثية في باب المندب”.

وقال أستاذ الاقتصاد في جامعة عدن، يوسف سعيد، في تصريحات صحافية: “إن أسوأ الاحتمالات أن تؤدي الحرب إلى إغلاق مضيق باب المندب، وهو ما يحول دون وصول ناقلات النفط من الدول الخليجية إلى قناة السويس وخط “سوميد” لنقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط. تلك حالة قد تستدعي ناقلات البضائع للإبحار جنوبا إلى رأس الرجاء الصالح، للوصول إلى الأسواق الأوروبية والأميركية، مما يرفع تكاليف النقل لأضعاف مستوياتها”.

 

حالة الطوارئ في الخليج

فيما قال خبير النفط الكويتي، محمد النقي، وهو أحد المقربين من دوائر صنع القرار المتعلق بالسياسة النفطية في بلاده، إن قطاع النفط الكويتي رفع حالة الطوارئ الخاصة والمتلائمة مع العمليات العسكرية في اليمن حالياً، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، وذلك بعد تهديد الحوثيين مضيق باب المندب من خلال استهداف سفينة إماراتية.

وقال النقي في تصريحات صحافية: “خطة الطوارئ الكويتية لم يتم الإعلان عنها حتى الآن، لكنها مفعلة بالدرجة التي تتناسب مع حجم العمليات العسكرية حاليا، والتي تشمل كل عمليات القطاع النفطي والشركات التابعة للمؤسسة داخل وخارج الكويت”.

وأوضح خبير النفط الكويتي أن الخطة تشمل السفن التي تمر بالقرب من منطقة باب المندب، ووضع آلية لحمايتها بالتنسيق مع الجهات العسكرية وكذلك الحماية الإلكترونية وأجهزة التحكم في كل عمليات القطاع.

وأضاف أن من شأن إغلاق هذا الطريق الملاحي، الذي يبلغ عرضه ميلين، والواقع بين اليمن وأفريقيا، أن يؤدي إلى توقف شبه تام للشحنات التي تمر في كل من قناة السويس وخط انابيب سوميد، فضلا عن أن إغلاقه يُجبر ناقلات النفط والغاز الطبيعي المسال على الإبحار حول الطرف الجنوبي لأفريقيا في رحلة تستغرق أسابيع وتزيد معها التكاليف.

 

تهديد لقناة السويس

تهديد الملاحة الدولية كان محور اهتمام تهديد الخارجية الأمريكية للحوثيين وقال المتحدث الرسمي للوزارة جون كيربي  في بيان صحفي مساء الاحد ” إن الولايات المتحدة تدين بشدة هجوم ميليشيا الحوثي غير المبرر ضد سفينة المساعدات الإنسانية الإماراتية التي تعمل بالقرب من ميناء عدن يوم أمس, ونحن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد”, مضيفاً أن بلاده لا تزال ملتزمة بتعزيز حرية الملاحة عبر باب المندب.

ودعا كيربي, جماعة الحوثي المسلحة وصالح إلى الكف فوراً عن الهجمات ضد جميع السفن، مشيراً إلى أن هذه الأعمال الاستفزازية تفاقم خطر النزاع الحالي وتضيق آفاق التسوية السلمية.

ويعتبر مضيق باب المندب بوابة الدخل الرئيس لقناة السويس المصرية، والتي تدر دخلاً بقيمة 5 مليار دولار سنوياً للقاهرة، وقال رئيس هيئة قناة السويس، مهاب مميش، إن حجم التجارة العالمية المارة بقناة السويس عبر مضيق باب المندب، سواء القادمة من دول الشمال للجنوب أو العكس، تمثل تقريبا ما بين 96 إلى 98% من حجم التجارة المارة بالقناة.

وقال خبير النقل البحري المصري، أحمد الشامي، إن شركات التأمين العالمية خلال الفترة الماضية لم تفرض أية رسوم على السفن المارة بالمنطقة، لتأكدها من قدرة المنطقة على حماية وتأمين حركة الملاحة في الخط الملاحي الذي يمر عبر مضيق باب المندب.

ويعتقد الشامي أن وقوع حادث السفينة الإماراتية، لن يكون ذا تأثير كبير على حركة التجارة العالمية، إلا في حالة تكراره، وهو ما سيدفع شركات التأمين إلى زيادة رسومها وبالتالي يؤثر على قناة السويس. ويعتبر الشامي أن أي تهديد لباب المندب، هو تهديد مباشر لمصالح مصر وقناة السويس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى