بدأ العام الدراسي الجديد، والمدارس تفتح أبوابها استقبالاً لأبنائها الطلاب، وفتاة الريف تعيش الأمية التي تنخر عظمها. بدأ العام الدراسي الجديد، والمدارس تفتح أبوابها استقبالاً لأبنائها الطلاب، وفتاة الريف تعيش الأمية التي تنخر عظمها.
فهي بين جهل مستميت، وعمل شاق، وثقافةٍ تجبرها على البقاء في الحياة الصعبة.
إن الأمية التي تعيشها فتاة الريف، أمرٌ معتادٌ عليه لدى الآباء والكثير من العوام، فلكأنه سلوكٌ أو طابع متبع غير مرغوب فيه.
كثيرةٌ هي الفتيات الجاهلات تماماً عن القراءة والكتابة، ولا يعين مدى أهمية ذلك، ومع هذا فبعض من فتيات الريف من يدخلن إلى المدرسة، وبعد سنوات يصلن إلى مستوى معين لا تجيد فيه القراءة والكتابة، وعندها تحس هي، أو يحس والدها أنها قد وصلت بتعليمها إلى الشيئ الكبير.
وقلّة من الفتيات من يصلن إلى شهادة الثانوية العامة، بذلك المعدل البسيط وتلك المعلومات المتهالكة التي تنتهي من عام إلى آخر.
ليست هذه هي الكارثة، وإنما المأساة في الثقافة المغروسة لدى العديد من الريفيين، ومن ذلك أن التعليم عيبٌ، وأن بنات المدارس لسن بالمستوى المطلوب من الحياء.
هناك موقف عشته مع إحدى الفتيات ما يزال حديثها يبعث الغصة في حلقي.. تحدثت أنها تحب كثيراً أن تتعلم وأن تلتحق بالمدرسة كي تعرف القراء والكتابة، وقالت أريد أن أعرف تاريخ الانتهاء للمواد الغذائية التي آخذها كي لا أصيب نفسي وأهلي!
سألتها عن المانع؟ قالت: لا يوجد مانع سوى الأرض والمواشي.
الأعمال أكبر عائق عن تعليم الفتاة الريفية، وهناك عائق آخر يتعلل به البعض، وهو الاختلاط في المدارس؛ فکثيرون هم الذين يجعلون الإختلاط في المدارس شماعة يعلقون عليها كل الأعذار لحرمان الفتاة من التعليم، حتى أن هناك ممن يختطب بالناس ومن يتحدث بالمجالس عن أن الإختلاط عيب وكارثة.
حسنٌ، إذا كان الإختلاط عيب، فما البديل لفتيات يعشن في القرن والواحد والعشرين في عصر الإختراعات والإكتشافات وهن لا يستطعن إمساك القلم بالشكل المتوازن.
نحن نريد أن تصل رسالتكم إلى من يهمه الأمر، كي يتم بناء مدرسة خاصة بالبنات..
ثم إننا أمة اقرأ.. ونحن من وصى بنا الرسول صلى الله عليه وسلم، أنتم تعلمون جيداً أن المرأة نصف المجتمع، وأنها هي التي تلد النصف الثاني، وأن المضحك أن الجميع يتحدث عن تخلفنا وتقدم الأمم علينا، وينسون أن الأم هي التي ترضع أطفالها، وتُربيهم على اللا مبالاه والجهل الحقيقي، وهذا هو الحاصل تماماً لدينا.
كثيرة هي الأمهات اللاتي يعشن الأمية فماذا نتوقع منها؟ إن توقعت منها جيلاً متعلماً مثقفا، فأنت كمن يتوقع من زراعة الشوك، عنباً وزبيبا.
عزاؤنا لأنفسنا ولمجتمعنا..