يبعثر الرجل الأحمق تاريخه، وهو يهلل لجماعة كان يصفها ذات يوم بأنها “كهنوتية ومتخلفة”. بات الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بلا قيمة؛ فالرجل الذي لطالما أصمّ آذاننا بالحديث عن ثورة الـ26 من سبتمبر 1962، عاد مجدداً للتحالف مع أبشع جماعة عرفها التاريخ اليمني.
على مدى 33 عاماً من حكم الرجل، يخطب الرجل عشية سبتمبر، باعتباره أحد الجمهوريين الذين يقدسون ثورته، لكنه البارحة تنصل عن تلك المبادئ وبدا كما لو كان يخدعنا خلال ثلاثة عقود لرجل ملكي في عباءة جمهورية.. وقد كان كذلك.
كان صالح يعتبر 26 سبتمبر ثورة خالدة حينما كان يتربع على كرسي الرئاسة، لكنه حين غادره مكرهاً بفعل ثورة 11 فبراير 2011، عاد يتنكر لها، لا بل يتحالف مع خصومها التقليدين والتاريخيين ممن يعتبرون أنفسهم أحق بالولاية كتوجيه إلهي!
يبعثر الرجل الأحمق تاريخه، تاريخه الذي هو بلا شك، مليء بالسلبيات، وبه بعض إيجابيات، لكنه أحرق نفسه أمام شعبه وهو يهلل لجماعة كان يصفها ذات يوم بأنها “كهنوتية ومتخلفة”.
الحركة الحوثية الطارئة، هي ضمن مشاريع صغيرة طفت إلى السطح على حين ضعف من الدولة اليمنية، لكنها جميعاً إلى اضمحلال وذبول، لصالح المشروع الوطني الجامع الذي يخطه اليمنيون اليوم.
سبتمبر ثورة عظيمة، وتشاء الأقدار ألا يبقى في صفها إلا من كان يؤمن بقداستها، ويوماً عن آخر يتساقط دعاة الثورية والوطنية، فيما يلتف اليمنيون البسطاء حول ثورتهم المجيدة، غير آبهين بالأدعياء.
اليوم، ولأاول مرة، توضع أكاليل الزهور على ضريح الشهيد علي عبدالمغني، في مأرب، وهو تكريم رمزي لكل شهداء ومحبي ثورة 26 سبتمبر الخالدة..
الثورة لا تعترف إلا بأبنائها، وإن خُدعت سنين من قبل الطغاة ودعاة الجمهورية.