ارتكب الحكم الإمامي أبشع صنوف التجهيل على شعب بأكمله وبمختلف مكوناته وشرائحه المجتمعية وليست المرأة فقط. في مقارنة سريعة بين الوجود النسوي خلال ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة والوجود الفاعل له خلال ثورة 11 فبراير، سنصاب بغبن الفاجعة من حالة التهميش العجيبة لامرأة ما كان يسمى بالشطر الشمالي فقط، وذلك لأن نساء ما كان يسمى بالشطر الجنوبي لهن حالة مختلفة تماماً عن واقع المرأة الشمالية.
وبغض الطرف عن رأيي في الانفتاح الماركسي الذي حصل هناك، إلا أن التعليم الموجه كان له دور في ملامح شخصية المرأة الجنوبية.
لكن مقارنة لما حدث في الشمال لم يكن هناك شيء اسمه تعليم الفتيات أو حتى ذكر لكيان كان موجود وله تأثير من أي نوع.
ففي الوقت الذي لمعت فيه أسماء نسوية في ثورة 14 اكتوبر، لم يكن هناك أي ذكر لعنصر نسائي شارك في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر مشاركة يمكن أن تخلد أسماء للأجيال.
مما يؤكد توغل تلك النظرة الدونية التهميشية للمرأة والتي غرسها أئمة الكهنوت في عقلية اليمني نفسه، فصار أسيراً لها بتعاقب الأزمنة.
هي فكرة أن المرأة عيب وعورة، وأي ظهور لها ولو جثة جاهزة للدفن يعد عيباً وعاراً في حق ذويها، فقد خلقت لأعمال البيت والمعيشة والانجاب خلف ألف ستار وألف حجاب.
وهنا لن تكون المصيبة ما اقترفه العهد الإمامي الكهنوتي في حق المرأة حتى أصبحت هامشاً بلا تأثير أو وجود يذكر، وبالتالي لم تنل فخر وشرف المشاركة بأي اسهام ثوري تناقلته الاسماع والكتب في ثورتنا المصيرية والعظيمة بحسب ما أظن كقارئة.
ذلك لأن العهد الإمامي قام بارتكاب أبشع صنوف التجهيل على شعب بأكمله وبمختلف مكوناته وشرائحه المجتمعية وليست المرأة فقط.
بل إن الجريمة الكبرى هي ما خلفه هذا العهد الأسود من رواسب في عقول اليمنيين حول المرأة بالذات، فظلت هذه الرواسب تلاحق المرأة في كل مشاركاتها المجتمعية ومحاولاتها لتكون مكوناً مهماً في المجتمع، ومنها مشاركتها الفاعلة في ثورة 11 فبراير ثورة الصحوة واليقظة السبتمبرية.
فقد نال المرأة ما نالها من القدح والذم والاستهانة بدورها، ولاحق حضورها ومشاركتها الكثير من الشائعات المغرضة التي تمس العرض والشرف والسخرية بكونها امرأة عليها صنع الكعك فقط.