تراجم وتحليلات

لوفيغارو: أيّ سيناريوهات تنتظر حماس ما بعد السنوار؟

يمن مونيتور/وكالات

تحت عنوان: ‘‘سيناريوهات حماس ما بعد السنوار’’، أوضحت صحيفة ‘‘لوفيغارو’’ الفرنسية أنه سيكون على مجلس شورى حركة حماس أن ينتخب خليفة ليحيى السنوار، ‘‘غير  أن هناك معسكرين متعارضين: أولئك الذين يريدون التحرك بسرعة، وأولئك الذين يعتقدون أنه في ظل الظروف الصعبة، يتعين بدلاً من ذلك الانتظار وتعيين رئيس مجلس الشورى، أبو عمر الحسن، رئيساً مؤقتا للمكتب السياسي للحركة، أو أحد الممثلين الخمسة للجنة التي دعمت السنوار عندما تم انتخابه زعيماً لحركة حماس في يوليو/ تموز، بعد اغتيال إسماعيل هنية’’، وذلك نقلا عن المحامي الأردني عاصم العمري.

ووفقاً له، فإنّ اختيار رئيس جديد لحماس هو ‘‘إجراء متوازن’’ لأعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم 65 عضوا: 15 من غزة، و15 من الضفة الغربية، و15 من الخارج، بالإضافة إلى 10 من الأردن.

وأضافت ‘‘لوفيغارو’’ أنه يتم تداول عدة أسماء لخلافة يحيى السنوار: شقيقه محمد السنوار الذي يرأس الفرع العسكري ويستفيد من ثقة القائد الراحل. ويقول عنه الخبير الإسرائيلي مايكل هورويتز إن ‘‘خطه متشدد مثل خط يحيى’’. ومن الممكن أن تسعى إسرائيل إلى القضاء عليه، متهمة إياه بأنه كان جزءا من الفريق الصغير الذي خطط ونظم لهجوم 7 أكتوبر في الدولة العبرية.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية أن هناك اثنين آخرين سيمسكان بالحبل: خالد مشعل، الموجود في قطر، وهو أحد آخر الشخصيات المعروفة التي ما تزال على قيد الحياة. فهو في نظر يحيى السنوار يجسد ‘‘حماس الفنادق’’ في الدوحة حيث يقضي معظم وقته. ومن ناحية أخرى، فهو قريب من تركيا وقطر، ولا تنظر إليه إيران بشكل جيد. ويعني وجود حماس تحت حكمه إبعاد الحركة الإسلامية عن طهران، بحسب ‘‘لوفيغارو’’.

أما المنافس الآخر فهو خليل الحية، الرئيس الحالي للحركة داخل غزة، والذي يتفاوض على إطلاق سراح الأسرى، والذي يتم تقديمه على أنه براغماتي، تقول ‘‘لوفيغارو’’.

ماذا عن استمرار الحرب ضد إسرائيل؟

هذا هو الهدف، تتابع ‘‘لوفيغارو’’، هو الذي أكده يحيى السنوار مؤخراً: الاستعداد لحرب طويلة ضد الدولة العبرية، مستفيداً من الصراع المفتوح بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في لبنان، أو حتى مع إيران، إذا دخلت الأخيرة في القتال. حرب استنزاف سترهق الجيش الإسرائيلي. ولكن هل ما تزال حماس التي ‘‘أضعفت بشكل كبير’’ بسبب مقتل زعيمها، وفقاً للبيت الأبيض، تمتلك الوسائل؟ تتساءل الصحيفة الفرنسية، موضحة أن حماس ما يزال لديها ثلث قوتها القتالية، 10 آلاف رجل وقدرة تجنيد كبيرة إلى حد ما. ويظل تهديد الحركة ‘‘قاتلا’’ كما تقر الإدارة الأمريكية.

لكن هل أعدّ السنوار وشقيقه بديلا لحرب طويلة؟ تتساءل ‘‘لوفيغارو’’، قائلة إنه يتعين على الحركة أن تعيد تنظيم قيادتها المحلية على الفور. ويقول عمر، وهو فلسطيني ليس عضوا في حماس، لـ‘‘لوفيغارو’’ عبر الهاتف: ‘‘كلما اضطهدنا العدو، كلما غرس فينا غريزة الانتقام لنسائنا وأطفالنا وعشرات الآلاف من قتلانا’’.

يقول المحامي الأردني عاصم العمري لـ“لوفيغارو”: “على مدى ثلاثين عاماً من تاريخ حماس، لم يؤد اغتيال أحد قادتها، والعديد منهم، إلى تغيير في التوجه السياسي. وسياسة السنوار، ربما بمزيد من البراغماتية، يجب أن تستمر طالما لم يتم حل مسألة الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية”.

ويضيف: “حماس ما بعد السنوار لا يمكنها سوى اتباع خيار المقاومة المسلحة الذي تبناه السنوار، والذي مكّن من إعادة القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء بعد 7 أكتوبر 2023”. ويوم الجمعة، أكد جناحها العسكري مجددا أن القتال سيستمر “حتى تحرير فلسطين”.

العودة إلى المزيد من السياسة؟

مضت “لوفيغارو” إلى القول إنه في عام واحد من الحرب، قامت إسرائيل بتصفية ثلاثة من كبار مسؤولي حماس (يحيى السنوار، وإسماعيل هنية، وصالح العاروري). وأعلنت الدولة العبرية عن وفاة رئيس الفرع العسكري محمد الضيف، وكذلك مروان عيسى، الرجل الثالث في الفرع العسكري لحماس ، بعد العديد من قادة الكتائب. ومن بين القادة العسكريين، لم يبق على قيد الحياة سوى محمد السنوار، حيث يبدو أن الرغبة في قتل مرتكبي أحداث 7 أكتوبر مترسخة بين المسؤولين الإسرائيليين. وبعد ضعفها، تستطيع حماس أن تعطي توجهاً سياسياً أكبر لعملها، لضمان بقائها. واختيار زعيمها الجديد سيعطي فكرة عن الرغبة أو عدم التحرك في هذا الاتجاه.

 

وتنقل “لوفيغارو” عن فلسطيني من مدينة غزة، قوله: “نحن حزينون بعد مقتل يحيى السنوار، لكن رحيله فتح باب الأمل في نهاية الإبادة الجماعية. الجميع يأمل أن تنتهي الحرب وأن يتوقف العنف”. ولكن قبل الشروع في سلوك هذا المسار، يتعين على حماس أن تجني الحد الأدنى من المكاسب من عام من المقاومة ضد الجنود الإسرائيليين، أولاً: انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع الفلسطيني. هذا ما تريده حماس، لكن هل ستقبله إسرائيل؟ يتساءل الفلسطيني من مدينة غزة. باختصار، ما يزال هذا السيناريو يبدو بعيداً، تقول “لوفيغارو”.

ماذا عن الأسرى الإسرائيليين؟

أوضحت “لوفيغارو” أن جو بايدن وإيمانويل ماكرون وعائلات الرهائن الإسرائيليين المئة الذين ما زالوا محتجزين في غزة -أحياء أو أمواتا- يأملون في أن يسمح مقتل السنوار باستئناف المفاوضات لإطلاق سراحهم. حتى ذلك الحين، لم يكن نتنياهو ولا السنوار يريدان إغلاق هذا الملف المؤلم. وفي اليوم التالي لمقتل زعيمهم، ذكر الإسلاميون الفلسطينيون أن الأسرى لن يتم إطلاق سراحهم إلا بعد أن تضع إسرائيل حداً لهجومها العسكري.

ويعتقد المحامي الأردني أن حماس “يمكن أن تستأنف المناقشات إذا قبلها السيد نتنياهو”. ولكن إذا واصل هجومه العسكري بأي ثمن، فقد تكون هذه فرصته الأخيرة لاستعادة الأسرى على قيد الحياة.

ترجمة: القدس العربي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى