آراء ومواقف

خامنئي يجلد ضحاياه

* أ.د أحمد الدغشي

خامنئي يصف ضحاياه من المتطرفين الساذجين، من ذوي القنوات والوسائل الإعلامية وسواهم بالخيانة والعمالة للخارجية البريطانية علي خامنئي الرئيس الروحي للجمهورية الإيرانية يلقي كلمة بمناسبة (عيد الغدير)، من أبرز ماورد فيها – وفقاً لقناة العالم الإيرانية- التحذير من استفزاز مشاعر أهل السنةّ، عبر الإساءة لرموزهم (يقصد كبار الصحابة والخلفاء الراشدين بوجه أخصّ)، متهماً القنوات والوسائل الإعلامية (الشيعية) التي تنال من تلك الرموز بأنها عميلة وخائنة وتتسلم موازناتها من خزينة الخارجية البريطانية!
بصرف النظر عن الشطط في الاتهام، لكن كم كان سيكون أثر ذلك الخطاب إيجابياً كبيراً على المستويين السني والشيعي، لو ورد خطاب خامنئي في سياق زمني ومكاني غير هذا السياق، الذي تقود فيه جمهوريته احتلال العالم الإسلامي قطعة قطعة، بنفس طائفي صفوي بغيض، يتفاخر فيه ساستها بمختلف مستوياتهم العسكرية والسياسية بأن بغداد أضحت عاصمة الامبراطورية الفارسية، وأنهم أسقطوا العاصمة العربية بعد الأخرى.
وأكثر من ذلك أن يرد خطابه في مناسبة كلها طائفية وطعن في دين الخلفاء الراشدين الثلاثة وتربيتهم وأخلاقهم وعدلهم ( أبو بكر وعمر وعثمان)، إذ ليس للاحتفال بـ(عيد الغدير) من مدلول عند أي واحد من المحتفين به في كل صقع سوى التذكير باليوم الأسود في تاريخ المسلمين، ذاك الذي تم فيه اغتصاب الخلافة من علي بن أبي طالب، بعد أن أوصى بها النبي -صلى الله عليه وسلّم- بالنص الجلي له فبئر غدير خمّ، بحضور عشرات الألوف من الصحابة الذين حضروا مغه للحج في ذلك العام، فقام أبو بكر وعمر وعثمان بالتآمر والاستحواذ عليها، وحرمان عليّ من حق منحته السماء.
ثم يأتي خامنئي ليصف ضحاياه من المتطرفين الساذجين، من ذوي القنوات والوسائل الإعلامية وسواهم بالخيانة والعمالة للخارجية البريطانية؛ وهم مازادوا عن أن عبروا عن مشاعرهم في الكراهية والحقد الأسود على أولئك الرموز، التي مافتئوا يعبأون بها في مصادرهم التراثية وإنتاجهم المعاصر، ووسائلهم المختلفة، ، خاصة حين يُشحنون به كل سنة على ذلك النحو المركّز في يوم الغدير. بالله عليكم هل رأيتم استخفافاً بعقول الأمة، وسفاهة في التعامل مع الأتباع أكثر من هذا؟!
———————– 
*من حائط الكاتب على “فيسبوك”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى