ما أزال اتذكر تلك اللحظات العصيبة.. حين سقوط العاصمة، وتقدم الحوثيين مدعمين بألوية الحرس الجمهوري الى أطراف مأرب. ما أزال اتذكر تلك اللحظات العصيبة.. حين سقوط العاصمة، وتقدم الحوثيين مدعمين بألوية الحرس الجمهوري الى أطراف مديرية “مدغل” (غرب مدينة مأرب).
وقد فضل سكان العاصمة ومقاومتها عدم القتال -وكان قرارا صائبا- إلا اننا في مأرب كنا نعيش الثواني المرة واللحظات الأمر في انتظار ماذا سيقرر ابناء مأرب حينها، خصوصا والدور عليهم.
وفي ذلك اليوم 18 سبتمبر (أيلول) 2016 بل قبله بأيام، تجهزت قبائل المحافظة لملاقاة جحافل الانقلابيين القادمة من الشمال الغربي -بداية الأمر- وفي احد اجتماعاتهم التي خرجت بقرار نصب خيامهم بجوار اطقمهم المدججة بجميع انواع الأسلحة الموجودة لديهم، وذلك في منطقة نخلا، خرج اليهم حينها “محافظ مأرب وسلطانها” وأكد انهم في السلطة المحلية يقفون داعمين ومساندين بل وجزء من “مطارح نخلا” وبالفعل كان لهم دور مشهود.
ومن تاريخه نصبت اولى خيام استعادة الجمهورية، في منطقة “نخلا” شمال غرب مدينة مارب وتوافد ابناء المحافظة بمختلف اطيافهم السياسية، وتنوعاتهم القبلية وبدأت الاستعراضات العسكرية التي ارهبت الخصوم الذين كانوا يقدحون في حق الابطال ليل نهار ويكيلون لهم تهم الارهاب والقاعدة و… إلخ. وما ذلك الا ناجم عن خوف يتغلغل في قلوبهم، الا اننا كاعلاميين وبجهود متواضعه خضنا غمار المعركة ايضا وحاولنا بكل ما اوتينا من طاقة نقل الحقائق وتوضيح الصورة كما هي، وابراز ادوار القبيلة الحقيقية وليست كما صورها النظام البائد.
وفتحت المطارح ذراعيها للاعلام المحلي والدولي والذي بدوره نقل الحقائق من الميدان، فقد كان الزميل حمدي البكاري رفقة المصور مجيب صويلح يجولون بكاميراتهم وينقلون بثا مباشرا من قلب “نخلا”، وزملاء آخرون وصلوا الى المطارح وشاهدوا ونقلوا ما يرون لا ما يسمعون
ولا زلت اتذكر تلك اللحظات التي جاء الينا الزميل مأرب الورد وعدد من رفاقه، وكان يبحث عن احد كبار السن وقياداة المطارح ليتحدث اليه حديثا صحفيا، فوصلنا الى القائد العام حينها الفقيد الوالد”عبدالله بن حمد بن غريب” ورغم كبر سنه وعدم تعلمه اإا انه ادهش أحد جهابذة الإعلام واجاب على جميع أسئلته بكل سلاسة، وكان فطن وذكي وسريع البديهة، وخير من يمثل رجالات “نخلا”.
كثيرة هي المواقف ولا يسعفني الوقت لذكرها، واكتفي بترك المعلومة التالية: وهي أن 80 % من قيادات مطارح نخلا استشهدوا خلال المعارك التي دارت رحاها بين المقاومة والجيش ضد الانقلابيين، وعلى رأسهم قائد مطارح نخلا مدير مديرية الوادي الاستاذ عبدالله بن حمد بن جرادان.