غير مصنف

نازحون ومقاتلون وعالقون.. ثالوث العيد عند اليمنيين

أتى عيد الأضحى، واليمن، تشهد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وقضى اليمنيون عيدهم بين النزوح، جبهات القتال، وعالقون في بلدان عدة. يمن مونيتور/ وحدة الرصد/ خاص
أتى عيد الأضحى هذا العام، واليمن، البلاد الأشد فقراً بين نظيراتها العربية، تشهد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وقضى اليمنيون عيدهم بين النزوح، جبهات القتال، وعالقون في بلدان عدة.
تسببت الحرب التي أشعلها تحالف الداخل (الحوثي/ صالح) في نزوح مئات الآلاف، إن لم نقل ملايين، من ديارهم، على طول البلاد وعرضها، تاركين منازلهم بحثاً عن الهدوء، في جمهورية قلّ أن تجد بها مكاناً يمكن أن يقال عنه “آمن”.
تعز، مأرب، الجوف، البيضاء، ومناطق الحدود، تشهد موجات نزوح كبيرة، فمن يسلم من الموت لا تخطئه سهام الفاقة وشبح الفقر، في ظل غياب شبه تام للحكومة الشرعية التي يتخذ معظم وزراؤها العاصمة السعودية الرياض مقراً مؤقتاً له، فيما يقع مواطنوهم بين مطرقة الحرب وسندان النزوح.
التحق مئات الآلاف من المواطنين بالجيش الوطني والمقاومة الشعبية، ضداً لمشروع الحوثي المسنود بقوات موالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقضوا العيد في جبهات القتال.
بثت مواقع الجيش على التواصل الإجتماعي صوراً ومقاطع فيديو لجنود يحملون أمتعتهم على ظهورهم بأعلى الجبال صبيحة العيد، فيما راح آخرون يكتبون أنهم في الطريق إلى جبهات القتال لقضاء العيد مع الجيش، معتبرين هذا جزءاً من “نداء الوطن” في سبيل استعادة دولته.
وأدى إلى قرار التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد الحوثيين و”صالح” مطار صنعاء وايقاف الرحلات منه وإليه، إلى تحويل المئات من اليمنيين إلى عالقين في العديد من مطارات العالم، أغلبها في القاهرة وعمّان، ما أدى إلى حرمانهم من قضاء العيد بين أهاليهم.
بين هؤلاء العالقين، وفد الحوثي و”صالح” الذين قضوا العيد في العاصمة العمانية مسقط، بعد أن منع التحالف طائرتهم من العاودة إلى صنعاء إلا عبر مطار “بيشة” السعودي، وهو ما يرفضه الوفد.
وكتب الصحفي أحمد عبدالرحمن، وهو موفد قناة الميادين (مقربة من طهران وتبث من بيروت) ساخراً: “من العالقين.. كل عام وأنتم بخير”.
وكتب الناشط الشبابي محمد المقبلي، مقالاً في “يمن مونيتور”: عشنا هذا العيد الكئيب في المنفى وفي الداخل ونحن في عصر الفضاء المفتوح والانترنت، والنايلسات وقوقل وعلم الاناسة أو ما يسمى بالانثروبيلوجيا؟! فكيف بأعياد أجدادنا أيام الطاعون وقرون من عهد الائمة منذ اللحظة الاولى التي هبط فيها الهادي الرسي إلى أرض السعيدة، ومعه هبطت اليمن إلى الدرك الأسفل من الفرح ومن  الحضارة.
ويعقد المقبلي في مقاله بين عهد الإمامة في السابق وبين عصر الحوثي الذي يعتبر امتداداً للإمامة التي تزعم بـ”حق إلهي في الحكم”.
ومنذ أواخر سبتمبر/ أيلول 2014 سيطر الحوثي وقوات موالية لـ”صالح” على العاصمة صنعاء، وفرضوا ما يشبه الأمر الواقع وبدأوا يمدون نفوذهم إلى مناطق أخرى، لكن مقاومة شعبية مسلحة وجيش وطني تشكّل حديثاً شن حرباً ضدهم وبات على مشارف العاصمة صنعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى