الإمامة تطل برأسها
تتعاظم قيمة ثورة 26 سبتمبر لدى اليمنيين عام بعد آخر، لكن المظاهر الاحتفالية الموسمية، غير كافية لردع الإمامة الجديدة التي تطل برأسها بشكل سافر.
صحيح أن الزخم السبتمبري المبكر والعفوي يبعث على الاطمئنان، إلا أن حجم الخطر الذي يتربص بأهداف ومكاسب الثورة، أكبر مما يتصور البعض.
هناك مؤامرة كبرى تستدعي صحوة شعبية في وجه تغول الإمامة الجديدة على مدار العام، وعدم الاكتفاء بتغيير إطارات الصور الشخصية في منصات التواصل الاجتماعي بشعارات الثورة، أو ترديد الأناشيد الوطنية عبر مكبرات الصوت، في باحات المدارس، خلال شهر الثورة فقط.
الإمامة أصبحت تجاهر بمشروعها السام دون خجل، وكما تجرأت، قبل عام، على تعديل الهدف الأول من أهداف الثورة في منهج التربية الوطنية، تعمل جاهدة على طمس باقي الأهداف بشكل لم يعد يخفى على أحد.
كل عناوين عصر الإمامة البائدة من فقر وجهل ومرض وتمييز طبقي وغياب مواطنة، استحضرها الحوثي من جديد بعد أكثر من 6 عقود على زوالها، وأضاف عليها الكثير من الطقوس والمناسبات الطائفية المستوردة.
العنصرية المقنعة التي يحاول الحوثي خداع اليمنيين باتت مكشوفة ولم تعد تنطلي على أحد.
لا هدف للحوثي سوى تمكين السلالة من حكم واستعباد اليمنيين مجددا، والجميع يعرف جيدا أن المناصب الصورية التي تذهب لأشخاص من خارج السلالة، يُحكمون بمشرفين من قادة المليشيا، فالحوثي لا يمنح ثقته لأحد، حتى ولو كان ذلك في أكثر المناصب دونية.
سيجاول تضليل الناس بإخفاء الألقاب الهاشمية لبعض المسؤولين، كما حصل في حكومته الأخيرة، لكنه لن يتورع عن إرسال أحد أفراد السلالة لإدارة مكتب صحة في المناطق المنكوبة بالانقلاب، شرقي تعز، أو غيرها من المناطق الخاضعة بالقوة للانقلاب.
السموم التي تبثها الإمامة الجديدة يجب أن تكون جرس إنذار لكل اليمينين على السواء..
المتماهون مع الحوثي في مناطق الانقلاب: أنتم مجرد أرقام لتمرير المشروع الطائفي الرجعي، ومهما حاولتم تقديم طقوس الولاء، فإن ذلك لن يشفع لكم ما دمتم من خارج السلالة.
الناجون حتى الآن في المناطق المحررة: أنتم ضحايا مستقبليين في حال تم استمرت اللامبالاة الحاصلة منذ عقد. لا أحد في مأمن، والإمامة الجديدة إذا لم تطاردكم في معاقلكم، ستحاصركم في أحلامكم، ومستقبل نسيجكم الاجتماعي.
حان الوقت لنهج جديد يتعاضد فيه الجميع لحماية مكاسب ثورة 26 سبتمبر المهددة بالانهيار، وقبل التفكير في تحصين المناطق المحررة، يجب الالتفات أولا لمعاناة الناس في المناطق المغتصبة بالقوة، وعدم تركهم فريسة وحقول تجارب لمشروع رجعي سيدهس الجميع.