“الاستنساخ”.. رؤية الحوثيين للسيطرة على السياسة والمجتمع المدني في اليمن
منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م، دأبت الجماعة على إيجاد منسوخات من الأحزاب الوطنية إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني في البلاد التي دخلت في حرب شاملة منذ مارس/آذار 2015م. يمن مونيتور/ وحدة التحليل/ خاص:
منذ اجتياح الحوثيين للعاصمة اليمنية صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014م، دأبت الجماعة على إيجاد منسوخات من الأحزاب الوطنية إلى جانب مؤسسات المجتمع المدني في البلاد التي دخلت في حرب شاملة منذ مارس/آذار 2015م.
لا يشمل استنساخ الأحزاب اليمنية مثل إيجاد منشقين موالية للجماعة في الحزب الاشتراكي والناصري بما في ذلك حزب الرشاد السلفي فقط، فإلى جانب ذلك استنسخ الحوثيون مؤسسات الحكومة اليمنية أو تقييدها فهي تسير مؤسسة الرئاسة باسم “اللجنة الثورية” سابقاً ولاحقاً باسم “المجلس السياسي”، فيما أوجدت ممثلين لها في هيكل الدولة الإداري من رئاسة الوزراء وحتى قسم الشرطة في بلدة نائية في أقصى اليمن، باسم ممثل “أنصار الله” أو “اللجنة الثورية” في نظام مشابه للسلطات الموازية التي يتبعها الحرس الثوري في إيران.
وتشير مصادر سياسية في العاصمة صنعاء لـ”يمن مونيتور” إن اتصالات مكثفة من الحوثيين لإيجاد شرعية موازية تماثل شرعية الحكومة الموجودة في الخارج، لإطلاق حوار يتحدث عن كل التكوينات السياسية في البلاد.
وأضافت المصادر التي فضلت عدم الكشف عن اسمها إن هذه الاتصالات تهدف لاستئناف حوار داخل اليمن بين ما تقول إنها “التكوينات السياسية” في اليمن، كما كان قبل انطلاق عاصفة الحزم، والتباحث حول تشكيل الحكومة المرتقبة من المجلس السياسي.
وأشارت المصادر إن العديد من السياسيين رفضوا الانخراط مع الحوثيين في تلك المشاورات بالمطلق أو الدخول معهم في حكومة، معتبرين ذلك إحراقاً لأي بوادر للحل السياسي وإبقاء التصعيد العسكري.
ويتحرك قيادات سابقين في الحزب الاشتراكي والحزب الناصري وحزب اتحاد الرشاد السلفي والبعث في زيارات إلى دول إقليمية بمسمى أحزابهم بما في ذلك الزيارات المتكررة إلى إيران ويدعون أنهم يمثلون أحزابهم وأن حزب الإصلاح اليمني إلى جانب السعودية هي من تقود حرباً ضد باقي المكونات اليمنية.
وجاء الرّد سريعاً من الرياض في يوليو/تموز الماضي، بحضور القيادي في الحزب الاشتراكي عبدالرحمن السقاف لتأييد الرئيس عبدربه منصور هادي في مؤشر إلى تصدع جهود الحوثيين التي ترّوج لبقاء الحزب الاشتراكي في صفهم.
وفي منظمات المجتمع المدني استنسخ الحوثيون مسمى اتحاد الإعلاميين اليمنيين كبديل لنقابة الصحافيين اليمنيين وأعلن عن إطلاقه في أغسطس الماضي.
إلى جانب ذلك استنسخ الحوثيون اتحاد علماء اليمن إلى رابطة علماء اليمن والذي يقوده علماء دين متعصبون للحوثيين ويرأسه شمس الدين شرف الدين المتواجد حالياً في إيران إلى جانب ابن عم عبدالملك الحوثي زعيم الجماعة (عبدالمجيد الحوثي) وهو أحد خريجي مدرسة “الحجتية العليا” في قُم الإيرانية، ويطلق عليه لقب إمام جمعة صنعاء؛ وعاد إلى العاصمة في فبراير/ شباط الماضي.
وتقود الرابطة الدينية إلى جانب منظمة الإعلاميين جهود الترويح لمظلومية الجماعة في الخارج وباعتبارها ممثل عن علماء الدين في اليمن إلى جانب الصحافيين الذين يعيش أغلبهم خارج البلاد أو في قراهم بعد حملة المطاردة التي تتبناها الجماعة ضدهم وضد كل الناشطين الحقوقيين.
بهذه المنسوخات يحاول الحوثيون إيجاد “شرعية” محلية ودولية “سياسية” و “مدنية” من أجل الاستحواذ على البلاد والتعامل مع الأمر الواقع المفروض من قبلهم من قبل المجتمع الدولي؛ وبالرغم أنه لم يؤتِ ثماره حتى الآن إلا أن ذلك يعتبر مهدداً في المستقبل القريب في حال طالت الأزمة وتأخر الوصول إلى حل سياسي أو حسم عسكري.